قُتل أكثر من 90 شخصا وجرح عشرات آخرون بسبب الزلزال القوي الذي ضرب مدينة لاكييا، على بعد 95 كلم شرقي العاصمة الايطالية روما، فيما قدر عدد الذين شردوا من منازلهم بسبب هذه الكارثة الطبيعية بنحو 100 ألف شخص. ويتوقع المسؤولون الايطاليون أن يرتفع عدد الضحايا رغم جهود فرق الاسعاف بحثا عن ناجين. وإذ تستحق هذه الفاجعة تضامنا ملموسا مع ايطاليا من قبل جيرانها الاوروبيين والمتوسطيين فإن هول الحدث يطرح مجددا حاجة المنطقة الاورومتوسطية إلى آليات ناجعة للتحرك الاقليمي المشترك لمجابهة الكوارث الطبيعية والحوادث التي تتسبب في خسائر بشرية ومادية بالجملة في مختلف البلدان، مهما كانت درجة تقدمها مثل الحرائق التي قد تندلع في الجبال والغابات والتجمعات البشرية.. لاسباب طبيعية أو تخريبية.. وقد قيل الكثير خلال العقود الماضية عن التنسيق الاوروبي المتوسطي لمواجهة الكوارث البيئية والطبيعية مثل الحرائق والزلازل وتلوث البحار وفتح الملف مجددا بمناسبة بدء مؤتمرات الاتحاد المتوسطي ومسار برشلونة 3.. وكان من بين توصيات مسار الحوار الاطلسي المتوسطي بأبعاده الامنية والعسكرية والمدنية إيجاد هياكل وآليات دائمة للتدخل الجماعي عند حصول أية كارثة طبيعية وبيئية أو عمل تخريبي قد يتسبب في حرائق خطيرة أو في تلوث مياه الشرب أو البحار.. لكن البون لا يزال شاسعا بين التصريحات والممارسة.. وإذ ينبغي تعزية الشعب الايطالي بعد هذه النكبة، فلا بأس من استغلال الحدث لاقناع قادة دول العالم الغنية نفسها بحاجة الجميع إلى التنسيق والتعاون وقت الكوارث والنكبات.. لان تحركات الزلازل والبراكين النائمة ونيران الحرائق لا تميز بين ضحاياها ولا بين هويات الدول والشعوب.. سواء كانت متقدمة أو صاعدة أو نامية..