إيقاف المظنون فيهم... والجريمة تخلّف وضعية اجتماعية صعبة الأسبوعي- القسم القضائي: جدّت خلال إحدى ليالي الأسبوع الفارطة جريمة قتل بقلب العاصمة راح ضحيتها تاجر في الصناعات التقليدية في السابعة والثلاثين من عمره يدعى عادل الجلاصي. وفارق الضحية الحياة بمستشفى شارل نيكول بالعاصمة متأثرا بالمضاعفات البليغة لنزيف دموي حاد لحق به جراء تعرّضه لطعنة حادة. فماهي ملابسات هذه الجريمة؟ وماهي الظروف التي حامت حول وقوعها؟ «الأسبوعي» حملت تساؤلاتها وتحوّلت إلى منزل العائلة المنكوبة وعادت بالتفاصيل التالية: كلمة أولى حال وصولنا إلى الحي الذي تقطن فيه عائلة الضحية اكتشفنا حجم المأساة التي حلّت بعائلة الجلاصي... هذه العائلة المقيمة بقلب العاصمة تعيش منذ عقود في وضعية صعبة للغاية... فالبناية متآكلة والشقة التي تقطن فيها لا تتوفر بها أدنى شروط الصحة فرائحة الرطوبة والجدران المتآكلة توحي بتواضع الامكانيات المادية لهذه العائلة ولكن ذلك لم يمنع أفرادها من العيش في سعادة وألفة... فجأة تلاشت هذه السعادة بمقتل الابن عادل الذي كان بمثابة العائل الوحيد لابنته التلميذة ووالدته المسنة وهو ما يتطلب في حقيقة الأمر زيارة مرشد اجتماعي للعائلة المنكوبة ودراسة وضعيتها الاجتماعية والوقوف إلى جانبها خاصة بعد الرحيل المفاجئ لعائلها الوحيد. انفصال ومضايقات هذا الأخير كان يعمل منذ سنوات عديدة كأجير لدى تاجرة في الصناعات التقليدية ولكنه قرّر في النهاية بعث مشروع مماثل خاص به وكان له ما أراد وانطلق في العمل غير أنه تعرض لعدة مضايقات بسبب نجاح مشروعه بفضل علاقاته المتينة وأخلاقه العالية. هجوم قاتل ولكن ذلك لم يعجب البعض فراحوا يكيدون له وفي إحدى ليالي الأسبوع الفارط وبينما كان يستعدّ للنوم سمع شخصا يناديه فخرج للقائه وفجأة هاجمه ثلاثة أشخاص دفعة واحدة إذ أصابه أحدهم بهراوة في الرأس ثم سدّد له آخر طعنة حادة ولاذوا بالفرار. استنجد عادل بأقاربه فنقلوه على جناح السرعة إلى مستشفى شارل نيكول حيث احتفظ به غير أنه ما لبث أن فارق الحياة وقد تولى أعوان الأمن البحث في القضية وألقوا القبض على المظنون فيهم الذين من المنتظر إحالتهم هذا الأسبوع على قلم التحقيق بابتدائية تونس1. خلافات ودماء وعن هذه الجريمة أفادنا شقيق الضحية أن الأخير «كان يعمل لدى امرأة في قطاع الصناعات التقليدية ولكن إثر نشوب خلاف بينهما قرّر أخي الانتصاب لحسابه الخاص غير أن هذه التطورات لم ترق لتلك السيدة مما تسبّب في نشوب مشادات كلامية وخلافات إلى أن تعرض أخي لاعتداء قاتل». وتحدث الشقيق الأكبر لعادل واصفا ما حصل: «لقد كانت الدماء تلطّخ الجدران المحاذية لموقع الجريمة... أخي كان يستعد للنوم عندما هاجموه وقتلوه ببشاعة»... وختم بالقول: «نحن نطالب بتتبع كل من تثبت إدانته فحقوق أخي أمانة في أيدينا». صابر المكشر سعيد المشرقي للتعليق على هذا الموضوع: