مسلك للمترجلين بمواصفات جديدة يمتد من زاوية سيدي إبراهيم الرياحي إلى جامع الزيتونة تونس الصباح أفاد السيد عباس محسن رئيس بلدية تونس، أن المدينة العتيقة بالعاصمة ستشهد ضمن مشروع رئاسي تم إقراره أخيرا تحولا هاما سيتم بموجبه بناء مسلك سياحي يمتد من زاوية سيدي إبراهيم الرياحي إلى غاية جامع الزيتونة. كما يشمل المشروع أيضا ترميم وتهيئة كافة الأسواق التقليدية بالعاصمة، وعددها 9، وذلك على غرار ما شهدته منطقة باب سويقة خلال العشريات الفارطة. فما هي مكونات هذا المسلك الذي سيمتد على مسافة تقارب الكيلومتر ونصف داخل المدينة العتيقة، ماذا سينتج عنه من تحسينات وخدمات داخل الشوارع التي يمر بها؟ بماذا تتصل التحسينات التي سيتم ادخالها على هذا المسلك السياحي؟ ثم ماذا في برنامج تأهيل الأسواق التقليدية العتيقة؟ المسلك السياحي قد انطلقت أشغاله أولا بالاهتمام بشبكة النور الكهربائي والمياه والهاتف وغيرها من الخدمات الأخرى. وينتظر أن تنطلق عما قريب أشغال كبرى داخله تتمثل في تحويل الشارع إلى ممر للراجلين فقط، وذلك بزرع وتثبيت أنواع من الحجر داخله بما يعرف في الوسط الشعبي ب "الزرص"، أي أحجار ناتئة لا تسمح بمرور العربات والسيارات وحتى الدراجات بكل أنواعها. كما ينتظر أن تثبت بالممر جملة من الكراسي التي ستتولى البلدية وضعها، مع تجميله بأنواع من الزهور وغيرها من المظاهر التي تعطيه بعدا سياحيا، ورونقا آخر له وللمدينة العتيقة لدعم بعده السياحي، وتطوير ميولات السياح لها على غرار ما يجري في مدن سياحية إسبانية لها نفس الأبعاد والأشكال والتاريخ. تحويل بعض المنازل الكبيرة إلى نزل وبخصوص بعض المنازل القديمة التي تمثل قلاعا لاتساعها وتعدد غرفها داخل الأنهج التي يمر منها المسلك، والتي بدت منذ سنوات خالية، ومهجورة من سكانها، فقد أفاد السيد رئيس البلدية أنه تم جردها والتعرف على وضعياتها العقارية، وذلك لاستصلاحها من ناحية ضمن قروض تتولى البلدية مساعدة أصحابها على إقتنائها، وذلك إعادة الحياة إليها في مجال السكن، أو بعث مشاريع فندقية في البعض منها على أساس أنها مهيئة بنيويا لذلك، ولا يتطلب الأمر إلا ترميمها وإدخال مسحة جمالية عليها. وقد أكد أن تجربة بعث نزل صغيرة، لها خصوصياتها ورونقها، وأساليب إقامة خاصة من حيث الأكل التقليدي والتدفئة، وأوجه حياة سياحية أخرى تختص بها، خلافا للإقامات السياحية الكبرى والمنتجعات الموجودة في جهات عديدة من البلاد، سوف يمثل إضافة للمشهد السياحي في البلاد بتعدد مجالاته ومستوياته وخدماته، وهو إتجاه مفقود في بلادنا، رغم توفر بنيته، وله رواده في العالم وقد أقبلت عليه بلدان مثل فرنسا واسبانيا وإيطاليا، فلم لا يتوفر في تونس أيضا سواء لسياح أوروبيين أو مغاربة؟ 9 أسواق عتيقة سيقع تأهيلها وأفاد السيد رئيس البلدية، أنه ضمن المشروع الرئاسي سيتم أيضا تأهيل وتهيئة كافة الأسواق العتيقة على غرار سوق النحاس، والسراجين، واللفة، والشواشين، وغيرها من الأسواق التي كانت ولا تزال تمثل نبض الحركة داخل المدينة العتيقة بالعاصمة. وسوف يشمل التأهيل إستصلاح الجوانب المتداعية داخلها، وتغيير واجهاتها وما إلى ذلك من الأنشطة التي ستضفي عليها رونقا وجمالية كانت قد فقدتها بمرور السنين. وأبرز أنه تم رصد 3 ملايين دينار ونصف للمشروع، علاوة على تدخل عديد المالكين بالتعهد والصيانة وطلاء الجدران وغير ذلك من النشاطات التي ستغير وجه هذه الأسواق، وتعطيها الرونق والجمالية والبعد التاريخي لها ولدورها الذي كانت تلعبه سابقا، ويمكن أن تلعبه في الحاضر. وينتظر أن تنطلق الأشغال عما قريب في كافة هذه الأسواق المشار إليها. كما أبرز من ناحية أخرى أن الإهتمام جار بالعاصمة ككل، وأفاد أنه تم التوصل إلى اتفاق بشأن تبييض ودهن واجهات العمارات, وقد وقع جرد 60 عمارة للغرض، وتم الاتفاق على إنطلاق العمل ب 40 منها خلال هذه الصائفة على أن يتواصل الاهتمام بما تبقى منها في وقت لاحق.