...ونحن في شهر رمضان الكريم لابد لي أتحدث عن تضامن التونسيين..لن أتكلم عن هذه الظاهرة بشكل عام (نعم لقد تحولت الى ظاهرة) ...ولكن سأقدم تفاصيل وكواليس سمحت لي تجربتي المتواضعة في برنامجين تلفزيين هامين على قناة حنبعل وهما: المسامح كريم وفي دائرة الضوء بأن أكون قريبا من هؤلاء الناس.. ذوي القلوب الكبيرة.. الرحيمة.. ففي سنة 1987 قدمنا حالة البنت الصغيرة سهى.. هذه الزهرة التي كانت- وللاسف الشديد-ضحية خطأ طبي أثناء الولادة.. وياله من خطأ قاس.. ومحزن! ..كانت سهى في غاية الجمال والرقة.. لم تكن تتكلم ولم تكن تشعر..وغير قادرة على النوم ولا على الجلوس لأن رأسها سريعا ما يتدلى وتختنق لذا كان لزاما على والدتها أن تراقبها ليلا نهارا حتى لا تختنق ..لما زرتها في بيتها وجدت الأم في حالة تعب وارهاق كبيرين.. كانت تبكي وتروي التفاصيل وسهى ممدّدة على الفراش.. تصرخ أحيانا وتبكي من الألم والأوجاع ..وتنظر بعينين واسعتين أحيانا أخرى لما يدور حولها..: كاميرا ومصورون ورجال غرباء وأم ملتاعة تتعذب.. لقد أبكتنا جميعا هذه البنت الضحية.. لقد كانت صورة مؤلمة.. حزينة قاسية جدا.. ولن أنسى أبدا كيف حملتها بين يدي لأقول أربع كلمات في ختام الريبورتاج.. بمثابة نداء لانقاذ سهى . لقد أحسست بالألم والحزن.. لقد كان جسدها «يابسا» مثل الحجر.. ورأسها يكاد يُنزع من جسدها.. ولن أنسى الصرخة التي أطلقتها وهي بين يدي.. ربما هي صرخة إدانة! يومها أقسم بالله..أني لم أنم ..ظلت صورة سُهى تطاردني أينما ذهبت ..صرختها الأخيرة مزقت قلبي وكادت سُهى ان تدمر حياتي.. نعم كادت أن تدمر حياتي.. لولا (...). كيف ذلك.. وما الذي جرى في قصة سُهى ذات الثماني سنوات ربيعا؟ ..الجواب.. في العدد القادم.. لا تغيروا الصحيفة! إلى القراء... ...أردت من خلال هذه المساحة أن أشّرككم معي في ما أحمل من هواجس وأحاسيس ولا يكفي أن أكتب وأنتم لا تشاركونني الرأي.. لذا أنا من اليوم أنتظر كتاباتكم وتفاعلاتكم وتساؤلاتكم واني سأتابع كل رسالة تصلني وسأرد عليها وأتجاوب مع اقتراحاتكم وملاحظاتكم ..أعرف أن زمن الكتابة ولّى... وجاء زمن الsms.. لذا يمكنكم إرسال sms على الرقم 22885804 ..مع الشكر أيها القراء الأعزاء وفي «الأسبوعي» نلتقي كل إثنين..! برقيات: * الى هشام رستم: أكثر مرّة أبدعت فيها يا سي هشام .. * إلى منير مهدي: برافو... على الابتهالات لحنا وأداء. * الى امرأة: اليوم الذي لا أراك فيه..لا يُحتسب من عمري!