تونس الصباح تمثل المرحلة الحالية من موسم الزيتون الخطوة قبل الاخيرة من نجاح الموسم على اعتبار نماء الحبوب في مرحلتها ما قبل الاخيرة... غير ان عين فلاحي الزيتون تبقى مشدودة في مثل هذه الايام الى السماء بانتظار الامطار الخريفية الاولى التي بنزولها يتأكد نجاح الصابة بالكامل، وتتبدد كل المخاوف وبالتالي يقع تجاوز كل المخاوف والصعوبات المحيطة بنجاح الصابة. فماذا قال الفلاحون عن موسم هذا العام والمحاصيل المنتظرة من زيت الزيتون؟ وكيف يقيمون الصابة على وجه العموم؟ التوازنات في الامطار كانت مواتية للصابة افادتنا مصادر فلاحية مطلعة من منتجي الزيتون ان المناخ خلال هذا العام كان هاما ومواتيا بخصوص صابة الزيتون ونماء حبوبها... واكد لنا في هذا الصدد بعض فلاحي ولاية صفاقس ان كميات الامطار التي عرفتها البلاد خلال شهري ماي وافريل على وجه الخصوص مثلت بالنسبة للزيتونة التي كانت في مرحلة التزهير اكبر عامل ايجابي في نجاح تلك المرحلة الحساسة للصابة . وبخصوص موسمية الصابة افاد هولاء ان بعضا من معادلة صابة الزيتون التي تحصل سنة بعد اخرى قد تغيرت، ورجحوا هذه النقلة بالتغير الحاصل في العوامل المناخية، حيث بقدر ما كان شتاء هذا العام محدودا في كميات الامطار النازلة، فإن موسم الربيع قد شهد تحسنا في هذا المستوى بما نزل من كميات امطار على عديد الجهات وبمستويات محترمة. توزيع الصابة على الجهات وبخصوص توزيع الصابة على الجهات افاد هؤلاء ان هناك توازنات خلال هذا العام، حيث ينتظر ان تكون الصابة هامة بالجنوب التونسي وكذلك بالوسط والساحل... اما على مستوى مناطق الشمال فإن نقص الامطار المسجل هناك بحسب نسبة نزولها سنويا قد يؤثر على مردودية الامكانيات المتوفرة من انتاج الزيتون.. وهكذا وبناء على تقديرات الفلاحين من خلال تجربتهم الخاصة حول نوعية الموسم والمناخ فإن صابة الزيتون التي هي على رؤوس اشجارها تعتبر محترمة في العموم. قيمة الصابة يكمن في تسويقها الى الخارج ان تفاؤل الفلاحين بما ينتظر من قيمة لمحاصيل صابة الزيتون القادم والتي لم يعد يفصلنا عنها سوى الشهرين فقط يبقى ايجابيا على اعتبار اهمية الزيتون انتاجا في البلد ومردودا داخل الدورة الاقتصادية للبلاد والتنمية بشكل عام والتشغيل كذلك... لكن التطورات التي شهدتها السوق العالمية لزيت الزيتون تبقى في جانب كبير هي المحدد في قيمة هذه الصابة... ولعل تجارب السنوات الفارطة، والتطورات المنجزة على مستوى تصدير زيت الزيتون معلبا وما توفرت له من امكانيات لعل اهمها صناعة التعليب، وكذلك الاليات التي سخرت وتم بعثها خصيصا لقطاح الزيت تبقى هي الكفيلة بالتحكم في تصدير هذه المادة وفي الارباح المتأتية منها وفي دعمها للميزان التجاري للبلاد. فهل تواكب هذه الصابة تحولات على هذا المستوى يمكنها ان تفرز نقلة هامة في التعامل مع محاصيل الزيت المنتجة في بلادنا التي تعتبر خامس منتج لزيت الزيتون في العالم؟ ذلك هو السؤال الذي يبقى مطروحا، ولا يمكن الجواب عنه الا مع نهاية الموسم ونجاح خطة تصدير هذه المادة ضمن تامل واع بكل المراحل وداخل الاسواق العالمية.