تونس الصباح: قررت محكمة التعقيب بتونس أول أمس نقض حكم أصدرته محكمة الإستئناف ضد متهم في العقد الرابع من عمره وهو السجن مدى الحياة من أجل قتل نفس بشرية مع الإضمار. والقضية شهدت عديد المراحل القضائية حيث انتفع المتهم في الطور الإبتدائي بحكم بعدم سماع الدعوى لعدم تحمله المسؤولية الجزائية وقررت المحكمة إيواءه بمستشفى الرازي وهو نفس الحكم الذي أقرته محكمة الإستئناف ولكن النيابة عقبت الحكم فنقضته محكمة التعقيب وأرجعت القضية مرة أخرى إلى محكمة الإستئناف فقضت بسجن المتهم مدى الحياة ولكن محامية المتهم طعنت في حكم المؤبد بالتعقيب فقبلت محكمة التعقيب طلبها ونقضت الحكم وأحالت القضية من جديد على محكمة الإستئناف بتونس لتقول فيها كلمتها. أغراض قديمة فجريمة: المكان حي حواص والزمان صباحا وأما التاريخ فيعود الى 9 سنوات أي إلى سنة 2000 عندما كانت إمرأة تقوم بأعمالها المنزلية في منزلها لما قدم عليها شقيق زوجها الذي يقطن معها في نفس المحل والشرر يتطاير من عينيه وكان حاملا بيده سيفا ولما وقف أمامها أدركت أنها وجها لوجه مع مصير مرعب.. فصرخت وركضت نحو المدارج المؤدية الى السطح فلحق بها ولكنها هربت منه. فالتحق بها مجددا وهاجمها بسيفه ملحقا بها عدة إصابات في يديها ثم أردفها بإصابة أخرى في الرأس فقطع لها جزءا منه فسقطت من المدارج ونزفت منها الدماء بغزارة وفارقت الحياة، ومازاد المشهد مأسوية أن ابنتها الرضيعة ظلت تبكي وتحبو حتى وصلت الى جثة أمها وقبعت في بركة الدماء فتقدم منها عمها (القاتل) وحملها بين ذراعيه وأبعدها ووضعها فوق فراش نظيف حتى قدم شقيقه واكتشف الجريمة فأبلغ السلطات الأمنية. وبانطلاق الأبحاث أودعت جثة الضحية بقسم الطب الشرعي وتمت معاينتها وأذنت النيابة العمومية بدفنها. وأما شقيق زوجها فأحيل على المحقق واعترف بأنه قتل زوجة شقيقه لأنها كانت تسيء معاملته وتحتقره وتهدر كرامته بكلام جارح معيرة إياه بأنه لم يتزوج وليس له عمل قار وأجبرته الظروف على العيش مع شقيقه (زوج الهالكة) في نفس المنزل. وقد مرت على هذه الحادثة 9 سنوات وسوف تبت فيها محكمة الإستئناف بتونس بعدما رجعت من التعقيب.