تونس - الصّباح: أطنان من اللحوم تخرج يوميا من المسالخ مؤشر عليها بالطابع الصحي أخضر اللون المثبت لصلوحيتها للاستهلاك البشري... علامة ألفها المستهلك منذ عقود سيما وأن هذا الاجراء يعود إلى منتصف القرن الماضي دلالة على خضوع المنتوج للمراقبة الصحية وتمييزه عن غير من اللحوم المتأتية من الذبخ العشوائي. اليوم وفي ظل تطور اشتراطات المستهلك وحرصه على التعرف على أدق تفاصيل ما يحتويه طبق طعامه من مواد ومكونات وأساسا رغبته في الاطلاع على مصدر انتاجه ستتعزز آليات الارشادات وكذلك الضمانات التي تعرف بمصدر اللحوم باعتماد الطابع الصحي البيطري في نسخته الجديدة التي توفر للمواطن طابعا مشخصا يتضمن بيانات حول الاسترسال المحدد لمصدر المنتوج المعروض للبيع من خلال حمل رقم يعرّف بالمسلخ وآخر يضبط رقم المصادقة الصحية التي تحصل عليها المسلخ. وقد تم بعد اصدار النص القانوني الضابط لهذا الاجراء الذي سيتم اعتماده بالمسالخ المتحصلة على المصادقة الصحية ضمانا لاسترسال اللحوم. وتجدر الاشارة في هذا المجال الى أن شهادة المصادقة الصحية سيتم التنصيص عليها مستقبلا في فضاءات أخرى ومنها الألبان حيث ستحمل علب الحليب المصنع مثل هذه العلامة. تأهيل وبعد ولأن اعتماد الطابع الصحي يرتبط بحصول المسالخ على التصديق الصحي كخطوة متوجة لعمليات التأهيل التي يفترض أن تخضع لها هذه الوحدات بما يرتقي بظروف العمل بها الى مستوى المواصفات العالمية. نتوقف عند بعض ملامح البرنامج وأهدافه انطلاقا من دراسة أشرف عليها المجمع المهني المشترك للحوم الحمراء تفيد بأن عملية التشخيص الدقيق للوضع الراهن للمسالخ مكن من ضبط 206 مسلخا جلها على ملك الجماعات المحلية باستثناء واحد فقط يعود الى مستثمر خاص. وأفضت الدراسة الى اقرارخطة عملية لتأهيل البنية الأساسية ل51 مسلخا قابلا للاصلاح وبناء 9مسالخ وغلق بقية المسالخ على امتداد الخمس سنوات القادمة. وكان قانون تربية الماشية والمنتجات الحيوانية الصادر سنة 2005 أفرد قطاع المسالخ بأحكام خاصة وأفرزت النصوص التطبيقية لهذا القانون اصدار القرار المتعلق بالمصادقة الصحية لمؤسسات تحويل المنتجات الحيوانية واصدار كراس الشروط المعلق بنقل اللحوم اضافة الى القرار المتعلق بالطابع الصحي. ويتوقع أن يصدر في الفترة القادمة أمر يضبط المخطط المديري للمسالخ وقرار يحدد الشروط الصحية والبنية الأساسي لها. ما بعد الذبح لا تقل حلقة ما بعد الذبح أهمية عن سابقتها لما يفترض أن توفره من ضمانات تحافظ على السلامة الصحية للحوم. وفي هذا المجال توجهت عناية المصالح المتدخلة في هذا القطاع الى هذه المرحلة وتولت وزارة الفلاحة من جانبها متابعة مؤسسات تحويل اللحوم والبالغ عددها 15 وحدة تحصلت أربع مؤسسات على المصادقة الصحية فيما تتواصل دراسة خمسة ملفات أخرى. وتنكب وحدة للتصرف حسب الأهداف تابعة لوزارة التجارة بتنسيق عمليات تأهيل البنية الأساسية للمسالخ التي تم الاحتفاظ بها ضمن المخطط المديري. هكذا تبدو المتابعة لنشاط المسالخ ومدى ما توفره من ضمانات صحية قائمة الذات من جهة الهياكل الادارية المشرفة على القطاع بقي أن يضطلع المستهلك بدوره في تجنب استهلاك ما يعرض من لحوم مجهولة المصدر تذبح خارج المسالخ المنظمة وعادة ما تعرض هذه النوعية على الطرقات. وبالتوازي تسجل مظاهر اخلال بالقواعد الصحية داخل عدد من المجازر الموجودة بالمدن بتعمد عرض اللحوم خارج أجهزة التبريد الخاصة بها.. فهل تتحرك منظمة الدفاع عن المستهلك لضمان المواطن في استهلاك لحم سليم؟