أكثر ما يؤلمني عندما أقدم برنامج المسامح كريم هو تنكّر الأبناء لآبائهم أو أمهاتهم وكلما تناولنا حالة من حالات العقوق إلا وتركت في نفسي جرحا غائرا وفي قلوب المشاهدين ألما كبيرا وطرحت عديد التساؤلات.. فما الذي يجعل الابن يتطاول ويتجاهل والديه وربما يعتدي عليهما بالقول أو الفعل ما الذي يجعل قلب الولد أو البنت يتحجّر الى درجة التعدي -على الأب أو الأم وهما اللذان كرّمهما الله وأوصانا بهما خيرا...! في هذا الباب.. أتذكر حالة أمي تراكي التي كنت قدّمتها في المسامح كريم خلال الموسم التلفزي الماضي.. جاءت الى الاستوديو على كرسي متحرك.. انطلقت مشكلتها بعد وفاة زوجها (وكل الحالات تقريبا تبدأ بوفاة القرين) كان لها خمسة أبناء منهم أربع بنات يعيشون كلهم تحت سقف واحد وفي البيت الذي تركه الوالد لم تكن تدري أنه في يوم ما ستتعرض لكل ذاك التعب والارهاق والمرض والنكران!! ...أمي تراكي كانت ضحية صراع الابن الوحيد وبقية البنات.. الابن تزوج ليقطن مع والدته وشقيقته الصغرى التي لم تتزوج ..أما شقيقاته الاخريات فقد تزوجن وانتقلن للسكن مع أزواجهن.. اذا أين المشكل؟! رغم اني لا أحبذ هذا المثل الذي يشرع للانقسام والصراعات بين الاشقاء الا أني سأستشهد به في حالة «أمي تراكي»..«لو كان الخو ينفع خوه ما يبكي حد على بوه» هذا المثل التونسي البسيط هو سبب مشكل الوالدة تراكي فلقد رفض شق من بناتها ان يعيش ابنها معها وأن «يستحوذ» على المنزل.. وانطلقت شرارة الخلاف من هنا.. من قبر الحياة الذي لا يدوم..! شجار.. وخصام وعنف بين الاشقاء وأمي تراكي تنظر ولا تقدر على فعل أي شيء.. ربما لأنها مقعدة.. وربما لأنها لم تتصور لحظة في حياتها أنها ستصبح أمّا غير مرغوب فيها بحكم أنها أضحت عائقا أمام الورثاء، لكي يقوموا بالقسمة.. والحقيقة ان الخلاف ظاهرة من يقطن في المنزل وباطنه -رغبة في القسمة وتصفية التركة- ولكن أين ستذهب أمي تراكي في آخر مشوار حياتها ..؟ لقد جاءت لبرنامج المسامح كريم المنقذ الأخير لها عسى أن تصلح ما أفسده الطمع والشجع والمصالح الذاتية..قالت لهم من منبر البرنامج: أنتم أبنائي ولا أخيّر أحدا على الآخر... أنتم فلذات كبدي فلا تتركوا «وسخ دار الدنيا» يعمي أبصاركم ..أنا أمكم.. وها أنا غادرت المنزل.. لأني لم أستطع تحمّل تلك الصراعات... لم أتصور يوما أن أجد نفسي في المحاكم أدافع عن حقي في البقاء.. ولكني وجدت نفسي أمام القضاء أشتكي بمن..؟ بأبنائي لأنهم راعوا مصالحهم.. ونسوا أن أمّا على كرسي متحرك في ذاك البيت الذي يتصارعون من أجله وأنا مازلت حية أرزق... كانت دموعها الساخنة قد ألهبت المشاعر في «البلاتو» وكان الجمهور الحاضر يبكي تحسرا على أمّي تراكي.. وكان علي أن أقطع التصوير في تلك اللحظة.. إذ لا أحد في المسامح كريم قادر على المواصلة .. ما الذي جرى..؟ ماذا حدث.. ؟ ومن حضر في الاستديو الى جانب «أمي تراكي» وماذا قال أبناؤها؟! ..«ما تغيروش الجريدة».. الاجابة في العدد المقبل. للتواصل... كل الرسائل والارساليات التي تصلنا نطلع عليها واحدة.. واحدة اذا ما استدعى الامر الاجابة على كل تساؤل تطرحونه.. شكرا لكل أصدقاء «الأسبوعي» الذين يرغبون في الانضمام الى «صالون الاسبوعي» وكالعادة للتواصل مع كاتب البطاقة.. يمكن ذلك عبر الإرساليات القصيرة على الرقم 87999 أو على 22.885.804 أو عبر البريد العادي: جريدة الاسبوعي: شارع 7 نوفمبر - تونس أو عبر شبكة الانترنات لدار الصباح. برقيات * الى صلاح مصباح: الألبوم الذي ستصدره نتوقع أن يشكل مفاجأة. * الى الممثل أحمد معاوية: دورك في «سيدي الشيخ» الذي أديته في «مسلسل عاشق السراب» كان رائعا.. رغم أن الاضواء لم تسلط عليك. * الى هدى بن عمر: وأخيرا عادت «هدى» الى حنبعل... * الى امرأة: يهجم عليّ صوتك عبر الهاتف فيعيدني للأمل.. للحياة.. يعيدني إليك.. يا كل الحياة !!! للتعليق على هذا الموضوع: