تونس الصباح يجري التفاوض هذه السنة مع الاتحاد الأوروبي بشأن فتح المجال الجوي حيث ينتظر أن تختتم هذه المفاوضات أواخر السنة المقبلة ,كما ينتظر وفقا لما أعلن عنه الرئيس بن علي ضمن برنامجه الانتخابي أن يتم التحرير الكامل للأجواء خلال السنتين القادمتين. ومع قرب موعد التحرير الكلي للأجواء تطرح اليوم العديد من التحديات أمام قطاع النقل الجوي، وتحديدا أمام الناقلين الجويين التونسيين الذين يواجهون حتمية الانخراط في مسار السموات المفتوحة الذي يجري بشأنه التفاوض حاليا بين تونس والاتحاد الأوروبي في إطار الإعداد لإنجاز منطقة تبادل حر مع الأوروبيين في أفق العام ,2012 من جهة وأمام الحفاظ على مكانهم في مجال النقل الجوي العالمي وعلى توازناتهم المالية من جهة أخرى. دول الجوار وقد شرعت تونس منذ فترة في فتح الأجواء أمام الرحلات غير المنتظمة الشارتار، حيث تجاوز عدد الشركات التي تم تحريرها ال100 شركة أجنبية، إلى جانب تمكين الشركات التونسية الخاصة من استغلال النقل الجوي المنتظم بصفة تدريجية، انطلاقا من مطارات جربة والمنستير وتوزر وطبرقة، بدون دفع أي رسوم. كما شرعت تونس كذلك في تحرير النقل الجوي مع دول الجوار وتم ذلك مع المغرب وليبيا وحاليا يتواصل التفاوض بهذا الشأن مع الجزائر، وهو ما ساعد على تنامي الحركة السياحية بين البلدين لأن من بين الانعكاسات الإيجابية المرتقبة لسياسة تحرير الأجواء تشمل بصفة أساسية الرفع من توافد السواح على الوجهة التونسية بالإضافة إلى فتح أفاق أوسع في الاختيار بين الخدمات والأسعار أمام المسافر التونسي. في المقابل تطرح عملية تحرير الأجواء تحديات جمة أمام الناقلين الجويين التونسيين لا سيما الناقلة الوطنية ''تونس الجوية''. فقبل الانتهاء من التفاوض مع الاتحاد الأوربي وقبل أن تصبح السموات المفتوحة أمرا واقعا ومقضيا يحق التساؤل ماذا أعدت شركات الطيران التونسية لمواجهة المنافسة الشرسة من شركات الطيران الأجنبية التي ستصبح وبموجب اتفاق تحرير الأجواء في منافسة مباشرة مع الناقلين التونسيين على مستوى جودة الخدمات وكذلك على مستوى الأسعار؟ منافسة شرسة وتقر مصادر الخطوط التونسية في هذا السياق بثقل حجم التحديات التي سيفرضها التحرير الكلي للأجواء مع الاتحاد الأوربي لا سيما في مجال الرحلات المنتظمة في ظل المنافسة التي تفرضها شركات الطيران ذات التعريفة المنخفضةlowcost حيث تجد الناقلة الوطنية نفسها أمام مفارقة تقديم أسعار تنافسية وبالتالي التخفيض في أسعارها الحالية من جهة،وأمام الحفاظ على توازناتها المالية وتقديم خدمات ذات جودة أرفع. وتضيف مصادر الخطوط التونسية أن سلاح المواجهة المتاح أمام الناقلين التقليديين في مواجهة الشركات ذات التعريفة المنخفضة،هو تقديم منتوج وخدمات ذات جودة عالية قادرة على استمالة المسافر،لأن خدمات ''اللوكوست ''ليست دائما بالجودة المطلوبة.بالإضافة إلى العمل على تنويع الأسواق والانفتاح على بعض الوجهات الأخرى الاستراتيجية التي قد لا تكون فيها المنافسة شرسة مع شركات الطيران ذات التعريفة المنخفضة فهذه الأخيرة تتواجد أكثر في الوجهات كثيفة الحركة الجوية على غرار باريس مدريدروما ولندن... برامج مستقبلية وتشير مصادر الخطوط التونسية في المقابل أنها شرعت منذ فترة في الاستعداد لتحديات السموات المفتوحة من خلال جملة من الاجراءات تم اتخاذها شملت أساسا الحد من الكلفة بالشروع في ارساء منظومات الجودة في مجال التصرف في الموارد البشرية والمالية واللوجستية والتحكم في الطاقة وتأهيل وتدعيم مجال الإعلامية... وتتجه الناقلة الوطنية في مواجهة المنافسة المرتقبة إلى تحسين جودة الخدمات وتأهيل الاستراتيجيات التسويقية للشركة.بالإضافة إلى النفاذ إلى الأسواق الجديدة عبر تجديد الأسطول الذي يواجه اليوم تحدي التقادم حيث ستشرع الخطوط التونسية في استقبال طائرات جديدة بداية من السنة المقبلة(طائرة في أفريل 2010 وأخرى في أفريل 2011) في أطار برنامج تجديد الأسطول إلى حدود 2016 والذي سيتم بموجبه سحب 11 طائرة متقدمة في السن..