اسابيع قليلة تفصلنا عن شهر رمضان المعظم الذي تبقى له نكهته الثقافية والابداعية الخاصة.. نكهة تنتصر للنغم العربي الاصيل وتفتح نافذة على ابداعات من الزمن الجميل لجمهور متعطش لهذه الابداعات الخالدة التي تكرّس الانصات الجيد كفن قائم بذاته بعيدا عن صخب و«هستيريا» المهرجانات الصيفية. اصوات لرمضان يمكن القول في هذا الاتجاه ان اصواتا فنية عديدة اصبح لها حضورها البارز في سهرات رمضان من خلال ما تقدمه من اختيارات فنية فيها الكثير من الدقة بعيدا عن السائد والمألوف.. ونجد في هذا المجال الفنان نور الدين بن عائشة المعروف بلونه الطربي من خلال ما يقدمه من عروض فنية فيها حنين وذكريات.. فهذا الفنان المعروف بالاداء المقنع والممتع لروائع ابراهيم حمودة وسلامة حجازي وعباس البليدي ومحمد عبد المطلب سيقدم في رمضان هذا العام عرضا فنيا فيه تكريم للملحن احمد صدقي واغاني محمد قنديل التي تجد «سماحا» واحدة من روائع هذا الفنان العربي الكبير. لئن اختار الفنان عادل سلطان وهو احد التلامذة البارزين في مهرجان المدينة الرمضاني منذ عام 2001 ان يقدم اشعار الامام علي بن ابي طالب في صياغة لحنية فانه سعى في ذات الوقت الى اعداد مجموعة من الاغاني الدينية التي فيها صفاء روحي ستسعد حتما المتلقي التونسي في شهر رمضان. واختارت الفنانة نورة امين مواصلة طريقها الطربي الذي اسست له انطلاقا من مدرسة الشيخ زكرياء احمد من خلال اختيارات فنية خالدة هذا دون ان ننسى مشاركتها المنتظرة مع فرقة شيوخ سلاطين الطرب السورية في تأثيث عدد من السهرات. من ناحيته اعد الفنان عباس المقدم عاشق الحان واغنيات محمد عبد الوهاب عرضا فنيا مادته الرئيسية النادر وغير المعروف بشكل كبير من انتاج محمد عبد الوهاب. وسيقدم عباس المقدم في هذا العرض اسما فنيا بدأ يشق طريقة بكل ثبات: اقبال الجمني صاحبة الصوت «النجاتي» الرومانسي والحالم. وسيفتتح الفنان نور الدين الباجي دفتر الموشحات والمواويل والقصائد الطربية والدينية العربية الخالدة من خلال برنامج فني قد تشاركه فيه احدى الاصوات الفنية الواعدة. ولا ندري كيف سيكون حضور الفنانة ليلى حجيج بعد رحيل استاذها الفنان الكبير علي السريتي.. اما زهرة لجنف فهي ستعمل على تقديم عرض تراثي «قفصي» اصيل وهو توجه فني اثبت جدواه وقيمته الابداعية