لمين النهدي مفاجأة سعاد محاسن في قرطاج «وتجليات» جديد الهادي دنيا «شامة» زهرة الأجنف في الموعد وأسامة فرحات يستعين بهالة المالكي قديم وجديد محمد الجبالي في «إلّي في بالي» ومحمد القرفي يعود ب «ياليل يا قمر» انطلقنا منذ العدد الفارط في كشف آخر انتاجات فنانينا والعروض التي يستعدون لاحيائها. ونواصل في هذا العدد مدّ القرّاء بأهم العروض التي ستكون حاضرة في المشهد الفني التونسي خلال هذه الصائفة انتاجات تجمع بين أنماط موسيقية متنوعة تحاول ان ترتقي الى أقصى درجات الحرفية. صيف ..2008 يقول الفنان الزين الحداد حين بادرناه بالحديث عن جديده لهذه الصائفة «أنا أغنّي «بالكيف» وليس للاسترزاق» وفي هذا الإطار ينخرط عرض صيف 2008 وهو عبارة عن وصلات من المالوف والأغاني المعروفة ويطعّم كل ذلك بانتاجات سنتي 2007 و,2008 قطع تحمل روح الأغنية الأصيلة وقد اختار الزين الأستاذ عبد الحكيم بلقايد ليقود الفرقة الموسيقية. تجليّات يعتبر الفنان الهادي دنيا من الفنانين الذين اعتنوا بالموروث الموسيقى التونسي وقدموه في أبهى مقوماته وقد حرص هذا المطرب على ان يقّدم الجديد والمختلف عما عرف به سابقا إذ ترسّخت لدى الجمهور تلك العلاقة الجدلية بين الهادي دنيا والمزود لكن الاختلاف يأتي هذه الصائفة بعرض تجليّات وهو عبارة عن عرض صوفي يجمع ويوثق لأغلب الطرق التونسية على غرار: العيساوية والقادريّة والسلامية وغيرها وفي هذا الإنتاج تحضر «السناجق» والجبايب» وتلك الروح الأصيلة، وقد صاغ الهادي دنيا العديد من نصوص أغانيه وهو يحيط نفسه بفرقة تتكون من أكثر من عشرين عنصرا. لا تينو.. بعد تجربة نغمة حب سنة 2006 مع مجموعة الفلامنكو من اسبانيا واثر وصلة مع الأوركستر السمفوني الألماني عام 2007 يطلّ علينا الفنان عادل بندقة بتجربة جديدة لا تقطع مع الماضي بقدر ما تثريه إذ انه يؤسس لانتاج تونسي حافظ فيه على خصوصية موسيقية منهجية دأب عليها منذ فترة ونعني بها الانفتاح على أنماط موسيقية عالميّة فمزج بين الروح التونسية وموسيقى اللاتينو ويتضمن العرض لفيفا من الأغاني التي لحنها عادل بندقة لشعراء معروفين على الساحة الغنائية التونسية ويشارك فيه أنيس الخماسي وأسماء بن أحمد. عليّات 2008 لمياء العنابي أو لمياء بنت عليّة كما يروق لها أن تسمى أعدّت صياغة موسيقية ارادتها بحلّة الوفاء «عليّات 2008» لحظات موسيقية غنائية طربية تتضمن كوكبة من أغاني الراحلة عليّة منذ بداية مشوارها بالمعهد الرشيدي ثم مع فرقة المنار مرورا بفرقة الاذاعة والتلفزة التونسية ولم تغفل لمياء رحلة عليّة الى القاهرة وسعت الى تنفيذ هذا الرصيد الكبير وفق توزيع موسيقي جديد. ويبقى الطرب نور الدين بن عايشة فنان ملتزم برؤية موسيقية مخصوصة لم يحد عن النهج الذي رسمه لنفسه واختار الصعب من الدروب لأنه آمن بأن الأغنية ثقافة للأذن، يلج نور الدين المهرجانات الصيفية ب «ويبقى الطرب» فترات ابداعية للموّال والموشح والادوار والطقطوقة والأغاني القديمة التي تستحضر زمن الطرب والأصالة. سمير نورة أمين تقدم «سمر» الى سمار الصيف انتاج يستحضر لفيفا مختارا من مختلف الأنماط الغنائية الطربية كالادوار والطقطوقة والأغنية الفوندو لمجموعة من رواد الطرب الشرقيين والتونسيين أمثال زكريا أحمد وصالح عبد الحي وأم كلثوم والهادي الجويني وعلي الرياحي ومحمد الجموسي وغيرهم هذا الى جانب أغاني نورة أمين الخاصة. تقاطع عرض تقاطع رؤية موسيقية مؤسسة على روح الابتكار والبحث، مقومات فنية تعيد الى الذهن خصوصيات الآلة: الراي جام او الرباب او حتى آلات أخرى هذا العرض يجمع بين شابين آمنا بأهميّة الفعل الموسيقي في تأسيس خطاب يبني لملحمة موسيقية يصوغها كل من وليد الغربي ونبيل خمير شامة زهرة الأجنف تقترح على مريديها «شامة» وهي عبارة عن رحلة موسيقية غنائية في الموروث التونسي الأصيل تحاور أنماطا غنائية عالمية مع انفتاح واضح على فنون البحر الأبيض المتوسط وشمال افريقيا، سيسافر أحبّاء الفن التراثي مع ابداعات متجذرة وفق رؤية مخصوصة لزهرة الأجنف. كلمات مغناة موسيقية شعرية للفنان أسامة فرحات، تماهي بين عالم الموسيقي وفضاء الشعر العربي عامة والتونسي خاصة بقديمه وجديده، سفر في دفاتر أبي فراس الحمداني وفي قريض أبي نواس دون التغافل عن روائع أحمد شوقي ورصيد نزار قبّاني، كلمات ترنو الى ضفة الشعر التونسي من خلال أبي القاسم الشبابي وجعفر ماجد ونور الدين صمّود والمنصف المزغني، هذه المفاصل الهامة تقدم في اطار دلالات موسيقية للترنان والجويني «كلمات» عرض مؤسس في جانب كبير منه على التاريخ واحياء الذاكرة، كل هذه المقومات يصوغها صوتا هالة المالكي وسليم دمق. ياسمين وفن سهرة الاطراب والأغنية ذات المضمون وجملة من الموشحات والأغاني القديمة التي تعيد الى الذهن فترات فنية خصبة، لحظات من روائع صليحة والهادي القلال ونجاة الصغيرة ومحمد عبد الوهاب دون أن ننسى الجديد، جديد عبّاس المقدم واقبال الجمني وستوشى كل هذه الفترات إطلالات شعرية للشاعرة منصفة المرداسي. أمين وحمزة المرايحي يقدم الأخوان أمين وحمزة المرايحي ضربا من ضروب الفن له خصوصيّاته وله طقوسه، فهما يعتمدان على ذلك التواصل الوجداني بين الفنان والألة، روحان تتحاوران لرسم فضاء موسيقي له دلالاته.. أمين وحمزة اللذان لم يشذّا عن خطّ رسماه لمسيرتهما التي انفتحت على مسارح عديدة من القاهرة الى بيروت الأردن والمغرب يقدمان خلال هذه الصائفة انتاجا جديدا رفقة علامات موسيقية مميّزة. «إلّي في بالي» يأتي عرض «إلّي في بالي» لمحمد الجبالي ليجمع بين قديمه وجديده، رؤية فنية موصولة بنص المونلوج، النصوص ألفها الأستاذ محسن بن نفيسة، وصيغت وفق لوحات كوريغرافية مثلت أرضية لبعض الأغاني ولن يغيب الجبالي الثنائيات على غرار «خليّني بجنيك» و«آش السر اللي فيك» التي ستقدم بأصوات شابة.. والطريف كذلك في هذه الأمسية حضور التجارب السينمائية التي خاضها محمد الجبالي من خلال تقديم بعض الأغاني المميزة لهذه الأفلام مثل دار الناس وآخر فيلم وستسجل السهرة حضور مجموعة من الممثلين كما ستتخلل الأمسية دعوة D.J يقدم بعض الألحان ذات الصبغة الخاصة وستكون لهذا العرض رؤية اخراجية من حيث الإضاءة والسينوغرافيا والمؤثرات البصرية والتصميم الكوريغرافي والأزياء بامضاء المخرج السينمائي محمد دمق ولن يترك الجبالي الفرصة تعردون تكريم الراحل مصطفى الشرفي. المحاسن تعتبر الفنانة سعاد محاسن من العلامات الفنية البارزة تخصصت او كادت في احياء التراث الموسيقي التونسي، عرضها لهذه الصائفة بعنوان المحاسن هو عبارة عن انتاج فرجوي ضخم، لوحات راقصة وومضات تمثيلية يؤطرها جانب موسيقي يصاغ وفق أحدث التقنيات الصوتية والضوئية يشرف على هندسة هذا العمل محمد علي النهدي وقد بلغنا ان سعاد تعدّ مفاجأة لجمهورها نكشف عنها قبل اوانها ونعني مشاركة الأمين النهدي في هذا العمل بأداء احدى اغاني سعاد محاسن ياليل يا قمر بعد غياب طويل عن المهرجانات الصيفية يعود محمد القرفي هذه الصائفة بجولة في الأشعار والأزجال والموشحات القديمة والمستحدثة لشعراء يكون محورها الأساسي الغزل بشقيه العاطفي والوطني وقد اختار القرفي اصوات نور الدين الباجي وأماني السويسي وصلاح مصباح ودرصاف الحمداني لتنفيذ مشروعه. أم الحسن غنّات في الذكرى الخمسين لرحيل صليحة تقدم فرقة البحر الابيض المتوسط التي يديرها الأستاذ كمال الفرجاني عملا بعنوان «أم الحسن غنات». وهو استحضار لأغاني صليحة في أسلوب اركسترالي معاصر ومن الاسماء المشاركة في هذا العمل يمكن ان نذكر نبيهة كراولي ورحاب الصغير وشهرزاد هلال وسارة النوبوي وريم الفهري ودرة الفورتي وسيقدم العرض في اطار رؤية اخراجية للفنان نبيل ميهوب. الأغاني الخالدة أمسية تتأسس على سفر وتجوال من المحيط الى الخليج عبر الخالد من الأغاني لأسماء أثرت الساحة الفنية على امتداد نصف قرن من الزمن في ألفاظ موسيقية تنتقل من الطربي الى الذوقي، يصاغ كل ذلك في اطار مشهدي ينهل من موروثنا العربي لأجوء الانتاجات «الأغاني الخالدة» رحلة بأصوات علياء بلعيد وسليم دمق وألفة بن رمضان وحسن الدهماني ويسرى المحنوش ويقود هؤلاء المطربين المايسترو عبد الرحمان العيّادي.