تونس - الصباح: شهدت الفترة الأخيرة انتشار حافلات النقل الخاصة في أقاليم تونس الكبرى وكثافة تواجدها في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية وفي أوقات الذروة مما ولد بعض التساؤلات حول مآل حافلات النقل العمومية في المستقبل، ومدى جودة الخدمات المقدمة من طرفها لكسب ود ورضاء الحريف الذي طالما عانى الأمرين من طول انتظار "الكار الصفراء" وشدة الازدحام بها. وأفاد مصدر من وزارة النقل ل"الصباح» أنه في اطار تحسين جودة الخدمات والرفع من مستواها وحرصا على ضمان سلامة الحريف وراحته ولتأمين سلامة التنقل داخل المدن الكبرى تم تدعيم أسطول النقل الجماعي داخل المدن بحافلات النقل الجماعية الخاصة والتي تمثل حاليا قرابة 6% من مجموع حافلات النقل العمومية ومن المنتظر أن تصل إلى 10% في نهاية 2011 ويتولى الخواص استغلال 36 خط نقل حضري داخل تونس الكبرى بواسطة 187 حافلة. وللحريف كامل الحرية في اختيار ما يريده وهو صاحب القرار الأول في امتطاء وسيلة النقل المناسبة. كلفة استعمال السيارة ثلاثة اضعاف الحافلة اما عن مصير الحافلات الصفراء في ظل الزحف التدريجي للحافلات الخاصة في أقاليم تونس الكبرى فتندرج وفقا لمحدثنا في اطار تحرير القطاعات وخلق تنافسية بينها وبالنسبة للحافلات الصفراء فمازالت وستظل قبلة المواطن التونسي بما انها تنقل يوميا ما يقارب المليون وستمائة الف راكب وتؤمن 16 الف رحلة يوميا كما ان هناك برنامجا لتجديد وتطوير اسطول حافلات المنشات العمومية للنقل وقد تم اقتناء الى حد الآن حوالي 850 حافلة وسيتم اقتناء ما يقارب 1000 حافلة اضافية لتغطية حاجيات شركات النقل وستستأثر شركة نقل تونس بنصيب الاسد لارتفاع الكثافة السكانية بها. وحرصا على جودة الخدمات المقدمة داخل وسائل النقل العمومية اتخذت عدة اجراءات من بينها معاقبة فورية للسائق وسحب رخصته اذا تبين ان حمولة السفرة زائدة عما هو مسموح به. واعتبر نفس المصدر ان تدعيم اسطول النقل داخل المدن بحافلات خاصة ياتي في ظل تراجع حصة النقل العمومي مقارنة بوسائل النقل الفردية مما زاد من حدة الاكتظاظ مقابل محدودية قدرة الطرقات على استيعاب حركة المرور وما ينجر عنها من حوادث قاتلة. وبالتالي فإن تشجيع الحرفاء على امتطاء وسائل النقل الجماعية العمومية والخاصة هدفها الحد من استعمال السيارة التي اثبتت الدراسات ان الكلفة الاجتماعية للسيارة الخاصة تساوي 3أضعاف كلفة استعمال الحافلة كما ان السيارات الخاصة تستنزف وتستهلك طاقة هائلة تقدر ب50% مقارنة ب6% بالنسبة لوسائل النقل الجماعي. وعن تجربة السيارات الجماعية الخاصة لنقل التلاميذ داخل الأرياف أفاد مصدرنا انه من المنتظر ان يتم تعميمها على جميع الولايات.