مرة أخرى، يثبت الرئيس الأمريكي باراك أوباما خطأ الآمال التي علقتها عليه لجنة نوبل من خلال منحها إياه جائزة السلام الدولية لهذا العام مستندة في ذلك إلى مجرد تصريحات ووعود انتخابية قدمها وساهمت في صعوده إلى قمة السلطة في الولاياتالمتحدة وليس كما درجت عليه العادة، على أساس إنجازات حققها فعليا وكانت لها نتائج وانعكاسات إيجابية على صعيد إرساء وتكريس السلم العالمية. ففي الوقت الذي كان فيه أكثر من مراقب يتطلع إلى تجسيم سيد البيت الأبيض لتعهداته بالقطع التام مع السياسة الخاطئة التي اتبعها سلفه الجمهوري جورج دبليو بوش والتي مازالت آثارها الكارثية بادية للعيان، ها هو يختار المواصلة على نفس النهج واعتماد نفس الخطاب لتبرير استمرار استراتيجية العدوان والقتل والتدمير من خلال اتخاذه قرارا بإرسال تعزيزات جديدة ب 30 ألف جندي إلى أفغانستان. إن هذا السلوك قد سبق أن عايناه بعيد زيارة أوباما «التاريخية» إلى الشرق الأوسط، حيث سجل تراجع في موقف إدارته من الاستيطان الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة تحت وطأة ضغوط ناتنياهو واللوبي الصهيوني في الولاياتالمتحدة، وهو بلا شك من شأنه أن يعطي مزيدا من المصداقية للانتقادات والاتهامات التي ما فتئ يوجهها إليه خصومه الجمهوريون بالافتقار إلى الجرأة والصلابة السياسية التي تجعل منه قائدا قادرا على الفعل وإحداث التغيير. ويبقى المؤكد أن مصلحة الولاياتالمتحدة وقوة نفوذها وسطوتها في العالم ستكون هي أكبر متضرر من هذه السياسة.