تونس الصباح أثار منشور وزير التعليم العالي والبحث العملي المتعلق بمنع التدخين بالمبيتات الجامعية ومتابعة كل المخالفات المتعلقة به تساؤلات طلبة هذه المؤسسات الجامعية واستفسروا عن سبل تطبيق أحكام مثل هذا المنشور, وهل سيتم تخصيص فضاءات للمدخنين في المبيتات وأخرى لغير المدخنين.. كما تحدث بعضهم عن استحالة تطبيقه لأنهم يعتقدون أنه ليس من السهل على إدارات المبيتات الجامعية منع الطلبة من التدخين ومتابعة مخالفاتهم بالمرصاد أو فصل المدخنين عن غير المدخنين في الغرف أو في النوادي وقاعات التلفزة والمراجعة بتخصيص الفضاءات الكافية للمدخنين لأن عدد المدخنين قد يتجاوز في بعض المبيتات عدد غير المدخنين. وللاجابة عن هذه الاستفسارات ولمعرفة كيف سيتم تطبيق هذا المنشور سألت «الصباح» مصادر دواوين الخدمات الجامعية وتبينت أنه لا توجد نية لفصل المدخنين عن غير المدخنين في غرف المبيتات.. كما أنه لا يمكن في تلك المبيتات تخصيص فضاءات لغير المدخنين لأن المباني لا تتوفر على أمكنة شاغرة يمكن توظيفها لهذا الغرض.. إذ أن العديد من المبيتات هي في الأصل عمارات تم تسويغها لإيواء الطلبة وبالتالي فإن تهيئتها لا تساعد على تخصيص أماكن للمدخنين. وأضافت مصادرنا أن تطبيق المنشور سيتم تدريجيا وذلك من خلال الحرص على مزيد تحسيس كل الطلبة بمخاطر التدخين الصحية.. ولهذا الغرض تمت دعوة المبيتات الجامعية إلى الاستعانة بأخصائيين نفسانيين وأطباء وتنظيم حلقات حوار مع الطلبة لتعريفهم بمضار التدخين وتشجيعهم على الاقلاع عنه. وبينت المصادر نفسها أن المبيتات الجامعية هي في نهاية الأمر مؤسسات تربوية وينبغي أن يدرك طلبتها أن التدخين فيها ممنوع.. كما أن قاعة التلفزة في المبيت هي مكان يلتقي فيه الطلبة ويجب ألا يتعمد أحدهم التدخين فيها غير مبال بسلامة غيره ومتعديا عن حقوقهم مثلها مثل بقية الفضاءات المشتركة بالمبيت الجامعي. ولم تخف مصادر دواوين الخدمات الجامعية وجود مساع لبلوغ مبيتات دون مدخنين.. وقالت: «إن المدخن الذي لا يجد فضاء مخصصا للتدخين والذي يشاهد أمامه- حيث ذهب- معلقات تبين مضار التدخين وأخرى تمنعه عنه، فإنه سيجد نفسه في النهاية مجبرا على الإقلاع عن التدخين.. لأنه لا يستطيع الخروج من مبنى المبيت كل مرة يريد تدخين سيجارة.. وأضافت مصادرنا أنه تمت دعوة مديري المبيتات الجامعية إلى تطبيق المنشور وتعليقه حتى يكون الجميع على بينة من محتواه كما تم حث النوادي الثقافية بالمؤسسات الجامعية على المساهمة في جهود مقاومة التدخين.. ويجدر التذكير أن وزير التعليم العالي كان دعا في هذا المنشور الصادر مؤخرا المديرين العامين لدواوين الخدمات الجامعية إلى اتخاذ كل الاجراءات المساعدة على تطويق ظاهرة التدخين بالوسط الطلابي وإيلاء هذا الموضوع ما يستحقه من أهمية وذلك بالتشديد على منع التدخين داخل فضاءات الإيواء والمطاعم الجامعية ومتابعة كل المخالفات. كما حثهم على تكثيف الندوات والتظاهرات العلمية والتحسيسية وتنظيم أنشطة بالتنسيق مع إدارة الطب المدرسي والجامعي. وبالإضافة إلى ذلك تمت دعوة النوادي الثقافية بالمؤسسات الجامعية إلى تنظيم أنشطة وتظاهرات ذات صلة بموضوع التدخين وإعداد منتوجات إعلامية ورقمية بهدف حث المدخنين على الإقلاع والعمل على تشريك العملة للمساهمة في إيجاد الصيغ الملائمة لمقاومة انتشار ظاهرة التدخين في الوسط الجامعي.