عائلتا القتيل والقاتل أقامتا العزاء في الاول والسلط القضائية تطلق سراح الثاني سليانة الاسبوعي: شهدت منطقة الجديدة الريفية التابعة لمعتمدية مكثر من ولاية سليانة منذ ايام جريمة قتل راح ضحيتها شاب دون العشرين من عمره على يدي صديق عمره. فماهي ملابسات هذه الحادثة الاليمة؟ وماهي اطوارها والظروف التي حامت حول وقوعها؟ «الاسبوعي» حملت تساؤلاتها وتحولت الى مسقط رأس القاتل والقتيل حيث التقت بعائلتيهما وعادت بالمعلومات التالية.كلمة اولى في البداية لابد من الاشارة الى صعوبة وصولنا الى منطقة الجديدة التابعة لعمادة الباز باحواز مكثر لحالة الطريق السيئة للغاية فمسافة تساوي السبعة كيلومترات قطعناها بعد نحو 45 دقيقة بالتمام والكمال لانعدام المعبد ولكثرة المنخفضات التي تحولت الى برك مياه بعد امطار الاثنين المنقضي وقد عبر لنا اهالي الجهة عن تذمرهم المتواصل من هذه الطريق ويناشدون المسؤولين الالتفات اليها وصيانتها. صداقة بلا حدود بوصولنا الى منطقة الجديدة التقينا في البداية بافراد عائلة الضحية الذي يدعى محمد فاكدوا لنا ان صداقة قوية تربط بين طرفي الجريمة فمحمد و«ع» لا تفرقهما الا ساعات النوم اذ كانا يقضيان كامل اليوم معا في المرعى او في منزل هذا وذاك ولكن حصل فجأة ما فرقهما الى الابد. طلقة نارية يقول احد اشقاء محمد ان اخاه «غادر منزل العائلة في حدود الساعة الثامنة والنصف من صباح يوم الحادثة حيث التقى بصديقه وتوجها معا الى المرعى مثلما جرت العادة ولكن هناك وسط احد الحقول حصلت المأساة عن غير قصد». واضاف: «في ذلك اليوم حمل صديق شقيقي معه بندقية «متروكة» كانت في منزل والديه وتعود الى الخمسينات او حتى الاربعينات على ما اظن وداخل الحقل حاول ممازحة اخي واخافته ولكن فجأة انطلقت «خرطوشة» من فوهة البندقية (عيار 16 ملم) واصابت اخي في قلبه فاردته طريح الارض وسط حيرة صديقه وبكائه وهو الذي لم يكن على علم اصلا بان البندقية بها خراطيش. في منزل المشتبه به منزل عائلة المظنون فيه تحول بدوره الى مأتم تقبل فيه التعازي في وفاة الشاب محمد.. فالصداقة بين الاخير وابن هذه العائلة التي لا يبعد محل سكناها عن منزل العائلة المنكوبة سوى 250 مترا كانت قوية ولذلك فان افرادها يعتبرون الضحية بمثابة ابنهم وهم شأنهم شأن افراد عائلة القتيل يعتبرون الحادثة قضاء وقدرا ويناشدون السلط القضائية اطلاق سراح المظنون فيه الذي علمنا انه جد حزين على فراق صديق عمره وفي آخر تطورات الحادثة علمنا أن المتهم أطلق سراحه نهاية الأسبوع.