حمى البضاعة المقلدة او المضروبة انتقلت فجاة من اسواق تايلندا وماليزيا وسنغافورة الى مدن جنوب افريقيا بمناسبة كاس العالم. واذا كانت الدول الاوروبية وهي المتضررة اساسا من ظاهرة التقليد قد اصدرت تشريعات زجرية تصل الى السجن والغرامة لمكافحة هذه الظاهرة فان معظم الدول في افريقيا واسيا لم تجد حلا لهذه الظاهرة. وكشف مونديال الجنوب الافريقي على تفشي هذه الظاهرة حيث انتعشت سوق «البضاعة المقلدة من الطراز الاول» والتي تباع في الاسواق الشعبية بأرخص الاثمان على حساب البضاعة الاصلية. وتشكل الاكسسوارات والهدايا التذكارية والقمصان والكرات والتعويذة الرسمية للمونديال مادة دسمة لتجار «المضروب». وانت تتجول في أحياء جوهانزبورغ وخاصة في حي سويتو الذي يقطنه السود تتفاجأ بالكم الكبير من البضائع مثل قمصان المنتخبات وتعويذة «زاكومي» وكرة «جابولاني» ومزمار الفوفوزيلا وحتى هذا المزمار الذي أزعج المنتخبات والفيفا تم تقليده. تكلف البضائع المقلدة التي تباع في شوارع جنوب إفريقيا الشركات الرسمية المتعاقدة مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لرعاية كأس العالم خسائر في المبيعات تقدربملايين الدولارات العائلات ذات الدخل المحدود ليست باستطاعتها شراء الكرة الاصلية لكاس العالم لان سعرها يتعدى ال 40 دولارا وهذا المبلغ يمثل ثروة هناك للفقراء او قميص ميسي الذي لا يقل سعره عن مائة دولار او كريستانو رونالدو او دروغبا او بقية النجوم الاخرين. وحتى التعويذة يصل سعرها الى 50 دولارا، في المقابل بالامكان الحصول على هذه البضاعة وهي مقلدة تقليدا جيدا وقادمة من الاسواق الصينية او التايلندية بخمسة دولارات. واكتشف رجال الجمارك والشرطة في جنوب إفريقيا مؤخراً كميات كبيرة من البضائع المقلدة في مطار جوهانسبرج ومواقع أخرى من بينها قمصان للمنتخب الوطني قيمتها 2.5 مليون دولار. وكانت تلك الملابس المقلدة التي جاءت من الصين متجهة إلى سوازيلاند وموزامبيق. وقال المتحدث باسم الشرطة الوطنية الكولونيل «فيشنو نايدو»، «كل فرد في جنوب إفريقيا سواء كان مواطناً أو أو زائرا يجب ألا يدعم هذه السوق يجب ألا يشتروا تلك البضائع لأن ذلك مردود خطير على الاقتصاد. إنها تسهم في المزيد والمزيد من فقدان الوظائف لأنها ولنتذكر لاسيما الآن مثلاً قمصان منتخب الأولاد (جنوب إفريقيا) من المفترض أنها تصنع هنا في جنوب إفريقيا ومن المفترض أن تخلق فرص عمل لأبناء جنوب إفريقيا». ويباع الزي الكامل الحقيقي لمنتخب الأولاد في محلات تحمل ترخيصاً في جنوب إفريقيا بما يساوى 100 دولار فيما تباع المقلدة بنحو 15 دولاراً. وفي سابقة هي الاولى من نوعها اوقفت شرطة جوهانسبورغ مشجعتين هولنديتين لانهما تلبسان زيا مقلدا يحمل ماركات ليست معتمدة رسميا من الفيفا. ولولا تدخل السفارة الهولندية لما اطلق سراح المشجعتين مقابل كفالة مالية ضخمة وصلت الى الف يورو. الحرب بين الاصلي والمقلد لن تنتهي والفقراء يجدون ضالتهم في المقلد اما الشركات الكبيرة فهي تتكبد خسارة بمئات الملايين من الدولارات.