منذ انتشارها عبر الموقع الاجتماعي «الفايس بوك» حققت أغنية «23 سنة وانت لهنا» لفنان الراب محمد علي بن جمعة التي قلد فيها الرئيس المخلوع وانتقد سياسته على مدى 23 سنة من الظلم والقهر والاستبداد نجاحا قياسيا جعلها الاكثر تداولا بين مختلف المواقع. وكشف محمد علي بن جمعة انه يقلد الرئيس المخلوع في خطاباته وسكناته منذ سنة 1988 لكن ظلت موهبته مقبورة خوفا من غطرسة وبطش سياسة العهد البائد الذي دمر البلاد وروع العباد وخنق حرية الرأي والتعبير. واضاف «رغم كل هذه الظروف وتكميم الافواه فقد تصدرت صورتي في 7 نوفمبر 2008 الصفحة الاولى لجريدة الموقف حيث تطرقت الى عديد المواضيع بهامش كبير من الحرية الذي لم يكن متوفرا في بقية الصحف المستقلة ...لقد قلدت الخطاب الاخير للطاغية المخلوع في اغنية وجدت تفاعلا لا يمكن تصوره على «الفايس بوك» وتقول كلماتها: «منين فهمتنا... 23 سنة استغفلتنا كفنتنا تكلمت انت وسكتنا منين فهمتنا ..تحب تحكم مدى الحياة قيمت الموتى في الانتخابات حطولك جوابات منين فهمتنا..توه فهمتنا فرغت جيوب، قتلت قلوب، حبيت كرسيك ما صنتنا. منين فهمتنا ..هربت فلوسنا لسويسرا خليت البلاد ميزرة عشت انت وقتلتنا. منين فهمتنا ..سكتت افوام وعملتنا لجام ما انصرتنا حصرتنا وصنصرتنا بالفساد عفنتنا منين فهمتنا 23... سنة وانت لهنا دمرتنا وجزرتنا وعن دوافع تعجيله بكتابة هذه الاغنية واصدارها على الاقل عبر الفايسبوك وطرق اخرى مختلفة أشار الى ان حالة غليان الشعب واهانة أعوانه للفنانين دفعته الى القول: منين فهمتنا.. والفنانين اللي قالولك لا من هنا من ارض الوطن بكلابك هنتنا. منين فهمتنا ..في اشكون تزكم حطيت ملاين في شهايد بأش ليلى تشد الحكم منين فهمتنا ..23 سنة تفرضت واليوم ترفضت يزي ما عايلتك عضت منين فهمتنا ..يزي ماهزيت ونفضت، انا تونسي انتفضت، وما تقولش تفضت وما تقولش فهمتنا». وحول مدى تفاؤله بالتغيير الايجابي للمشهد الفني والثقافي عموما بعد 14 جانفي أكد بن جمعة ان كل ثورة من البديهي ان تفرزبعض مظاهر الفوضى التي تعكس طاقة غريبة ولابد من استثمارها ايجابيا لتجد كل أطياف المجتمع التونسي حظها في المرحلة القادمة .وشدد على أنه يتوجب على كل فنان مهما كان اختصاصه تحمل مسؤوليته للمحافظة على مكاسب الثورة. وختم حديثه معنا بقوله «لئن أحيي الشعب التونسي والسجناء السياسيين والمحامين والصحفيين الاحرار وفناني الراب من جنرال وبسيكو آم وديدجي الى كوستا وبلطي وبلاك آي الذين ظلوا يناضلون كل على طريقته الى حد نجاح الثورة فاني أؤكد على دقة المرحلة التي تستوجب اليقظة والحذر من محاولات الالتفاف على ثورة الشعب».