والد القتيل يصرخ: «من قتل ابني مجموعة وليس واحدا» الاسبوعي القسم القضائي: شهد حي ابن رشيق بالنخيلات المحاذي لمدينة رواد خلال احدى الليالي الفاصلة جريمة قتل راح ضحيتها شاب في الثامنة عشرة من عمره يدعى ماهر بن عمارة وهو لاعب في رياضة التايكواندو وله المؤهلات التي كانت ربما تجعله احد ابطال هذه الرياضة في تونس ولكن طاله العنف مؤخرا وقضى على احلامه. حلم لم يتحقق عن هذه الجريمة يقول والد الضحية الذي جاءنا الى مكاتبنا وفي قلبه حسرة على رحيل فلذة كبده بتلك الطريقة المؤلمة ان ماهر استقر منذ ما يزيد عن العامين بمنطقة النخيلات رفقة شقيقيه اللذين يكبرانه سنا للعمل في حضائر البناء لاعالة والديه وشقيقاته الخمس اللاتي يزاولن دراستهن وبالتوازي مع عمله كان يتدرب في رياضة التايكواندو التي اغرم بها ويحلم بان يصبح ذات يوم بطلا تونسيا ولم لا حصد الميداليات على الصعيد العربي او الافريقي او الدولي لما يتمتع به من بنية جسدية وعشق لهذه الرياضة واخلاق فاضلة ولكن كل هذه الاحلام تلاشت فجأة وتبخرت بمجرد ان توغل نصل سكين في قلبه ليرديه قتيلا. في طريق العودة واضاف محدثنا: «مساء ذلك اليوم عاد احد ابنائي الى مكثر (مسقط رأسنا) فيما ظل ماهر في النخيلات رفقة شقيقه الثاني وبعد ان اتما عملهما عادا الى منزلهما حيث اعد العشاء وتناولاه وفي حدود الساعة الثامنة والنصف ليلا غادر ماهر البيت رفقة اثنين من اقاربه باتجاه المقهى وبعد فترة سلكوا طريق العودة كل الى منزله فظل ماهر يتمشى بمفرده باتجاه محل سكناه ولكن فجأة حصلت المأساة». شكوك وذكر الاب الملتاع ان ماهر تخاصم قبل يومين مع شاب من المنطقة وعنفه وبمروره بالمكان لمحه احد اصدقاء المتضرر فاتصل هاتفيا بالاخير والذي حل بسرعة بالمكان فنشب خلاف حاد تطور الى معركة لا ادري من شارك فيها وكم كان عددهم ولكن ما اؤكده انه يستحيل ان يكون المعتدي واحدا فقط فثياب ابني كانت ممزقة جراء طعنات سكين لم يصل اثناءه النصل الى جسمه كما ان جسمه كان يحمل اثار عنف ويستحيل ان يكون الشاب الموقوف حاليا هو من عنف ابني بمفرده او طعنه دون مساعدة من نحو 13 شابا كانوا «موجودين بمسرح الجريمة» مناشدة واضاف: «لقد تعاونوا على تعنيفه وقتله حتى انهم تجمعوا حول ابني وهو يحتضر يتضاحكون ولي شهود عيان فيما اقول..» ثم يتساءل: «أليست هذه قمة الشماتة.. انسان يحتضر وآخرون ينظرون اليه ويتضاحكون». وختم الاب حديثه الينا بالقول: «اناشد السلط الامنية وقاضي التحقيق بابتدائية اريانة مساعدتي على تحديد هويات قتلة ابني وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاء ما اقترفت ايديهم». يذكر ان اعوان فرقة الشرطة العدلية باريانة الشمالية ألقوا القبض على المشبوه فيه الرئيسي الذي اعترف بطعنه لماهر انتقاما منه واكيد ان الابحاث المتواصلة ستكشف عن حقائق اخرى مازالت عالقة حسب ما اكده لنا والد القتيل الذي خلف رحيله الالم والاسى في قلوب اهله واقاربه بمدينة مكثر مسقط رأسه.