تعتبر مدينة الشابة مهدا لعدة حضارات لعل أبرزها الحضارة البيزنطية والرومانية والحسينية ويبقى برج خديجة من أبرز المعالم الشاهدة والصامدة على تاريخ هذه الربوع (عمره أكثر من 15 قرنا)... هذا المعلم الأثري يعد من أهم المعالم في منطقة الساحل الشرقي وهو خير دليل على الدور الهام الذي كانت تلعبه الشابة في الحضارات الوافدة على تونس... وللأسف فقد تحول الى معلم منسي يشتكي ألامه رغم الإعتراف به كمعلم أثري منذ سنة 1988، ولكن منذ تسليم الأرض المحاذية للبرج بموافقة البلدية والوزارات المعنية الى رجل أعمال بتعلة إقامة مشروع خاص لتربية الأسماك في أحواض مائية حتى بدأت المعاناة...
أشغال قرب البرج
منذ بداية الأشغال سنة 2008 استغرب أهالي الشابة موقف الوزارات المعنية والبلدية آنذاك ولم يتجرأ أحد على ايقاف الأشغال التى تواصلت باعتمادات طائلة وفي الأثناء اكتشفت الأهالي في الأيام الماضية أن المشروع كان فرصة لباعثه للتنقيب عن الآثار وحسب الخبير الذي زار المكان بالحاح وبطلب من أهالي المنطقة أن المعهد الوطني للآثار لا علم له بكل ما حدث واعتبر ما حصل انتهاكا صارخا للقانون الذي يحجر القيام بأية أشغال دون احترام مسافة 200متر على الأقل عن المعلم الأثري.
طمس للمعلم الأثري
وقد أثبت خبير الدراسات في المعهد الوطني للآثار وجود حفريات وبقايا لمقبرة تعود الى فترات زمنية تاريخية وقد طالتها أيادي التخريب ويرجح وجود آثار وكنوز هامة في كامل المنطقة الواقعة حول البرج وقد تم اكتشاف سور عرضه يتجاوز المتر وطوله غير محدد بعد قيام جرافات المقاول المعتمد لإنجاز المشروع بمحاولة كسره وبالتالي طمس لأهم سور يِؤكد لنا قيمة المنطقة الأثرية التي يبدو أنها قلعة من قلاع التاريخ التى تحدث عنها المؤرخون ولكن بقيت الصورة غير كاملة متمثلة في البرج ولعل الصورة تكتمل في ألاذهان عند الحفاظ على المنطقة الأثرية بأكملها لمزيد اكتشاف وتحديد امتداد أسوار القلعة.
عريضة الى وزير الثقافة
ومن منطلق غيرتهم على المكان تقدم عدد من الأهالي بعريضة الى وزير الثقافة معربين عن استنكارهم للإعتداء السافر الذي يتعرض له معلم برج خديجة رغبة منهم في حمايته ومزيد العناية به والمطالبة بإيقاف أشغال المشروع ومزيد التحريات في ما وقع بهذه المنطقة وتحديد المسؤوليات ومحاسبة المسؤولين المشاركين في هذا الإعتداء بترخيص مشبوه.