استفاق أهالي الكرم الغربي مؤخرا على انفجار كاد يودي بحياة شيخ تجاوز عتبة 62 سنة من عمره وهو الآن يصارع الموت في مستشفى الحروق البليغة ببن عروس. "الصباح" انتقلت على عين المكان وعاينت مخلفات الانفجار الذي لم يبق ولم يذر على منزل المتضرر، وبسؤالنا لابنته "أحلام" -المقيمة بفرنسا والتي قدمت عندما علمت بما حل بوالدها- عن تفاصيل الواقعة أجابتنا بصوت مرتعش تغلبه العبرات أن والدها يعاني من مرض مزمن (السكري) ويوم الواقعة استيقظ حوالي السادسة والنصف وقصد المستشفى لإجراء بعض التحاليل الطبية وفي حدود الساعة التاسعة والنصف عاد إلى المنزل وكعادته دخل مطبخ شقيقته بالمنزل المجاور لمنزله (استوديو) لإعداد قهوة ثم رجع إلى منزله لتدخين سيجارة، وعندما فتح باب المنزل وأشعل سيجارة وقع انفجار داخل المنزل واشتعلت النيران بكامل جسده وذلك بسبب تسرب كميات من الغاز المتأتية من قنوات توزيع الغاز. وأضافت الابنة أن والدها وبالرغم من أنه كان الوحيد من بين المتساكنين الذي لم يشترك في إدخال (gaz de ville) نظرا لتخوفه الشديد من مضار الغاز والذي وصل به إلى حد الوسوسة على حد تعبيرها حتى أنه لا يمتلك قوارير غاز داخل منزله وحتى وان احتاج لشرب قهوة أو غير ذلك فهو يلتجيء إلى شقيقته المجاورة له في السكنى. لكن القدر كان له بالمرصاد إذ التهمت النيران كامل جسده فأصيب بحروق بليغة خاصة في رأسه وصفها الأطباء بالخطيرة. هذا إلى جانب احتراق كافة أثاث ومكونات المنزل من أبواب وشبابيك وأسقف وثياب. وقد أكدت ابنته وشقيقته أن الشركة التونسية للكهرباء والغاز هي المسؤولة الوحيدة لما حدث لوالدها نتيجة تسرب كميات الغاز عن طريق ثقب داخل إحدى القنوات المخصصة للصرف الصحي لمنزل المتضرر وقد تسرب الغاز من خلالها إلى المنزل الذي حدث فيه الانفجار. لذلك اتصلنا بفرع شركة الكهرباء والغاز بالكرم الغربي وتساءلنا على مدى مسؤوليتها في الحادث فأجابنا مسؤول هناك بأن الخبير هو الوحيد الذي يمكنه تحديد المسؤولية وإن ثبت أن الشركة هي المسؤولة في هذا الحادث فهي مستعدة لتحمل المسؤولية في قضية التعويض التي سترفعها عائلة المتضرر.