أحال وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بالعاصمة على الوكيل العام لمحكمة الاستئناف شكاية تقدم بها جمع من القضاة ضد المحامية آسيا بلحاج سالم بتهمة "ثلب الهيئة القضائية". وعلمنا أن المحامية المذكورة، قر تمثل خلال بداية الأسبوع المقبل أمام عميد قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائية بالعاصمة لسماعها في شأن القضية المرفوعة ضدها. وتعود دوافع هذه الشكاية إلى ما قام به جمع من المحامين تتقدمهم الأستاذة آسيا بلحاج سالم، أول أمس، في بهو قصر العدالة بالعاصمة، حيث تجمعوا مرددين أمام بعض مكاتب القضاة، بعض الشعارات والعبارات مشيرين من خلالها إلى أن رموز الفساد مازالت تنخر مفاصل السلطة القضائية مطالبين بضرورة تطهير هذا السلك.. ويبدو حسب الشكاية أن المحامية آسيا بلحاج سالم "تفوّهت" بعبارات رأى فيها القضاة مسا من حرمتهم وكرامتهم وقدقا في "استقلاليتهم".. ومن هنا انطلقت هذه "القضية" التي يلوح أنها قد تتسبب في شرخ وتجاذبات بين القضاة والمحامين، على حد تعبير العديد من المنتسبين إلى السلكين الرئيسيين في المشهد القضائي برمّته. كما يؤكد الملاحظون إن ما أتاه جمع المحامين في بهو قصر العدالة أمس الأول آلت إليه الأمور، خلف استياء لدى أغلب المحامين والقضاة على حد سواء. وفي تصريح ل»الصّباح» حول هذه «القضية»، قالت الأستاذة آسيا بلحاج سالم: «لقد قمت صحبة مجموعة من الزملاء المحامين «بوقفة احتجاجية» في بهو المحكمة مطالبين بضرورة استقلالية القضاء، وهو مطلب ما فتئ ينادي به القضاة أنفسهم... وقد عبّرنا في «وقفتنا هذه» على أن السلطة القضائية مازالت تعاني من رموز الفساد، وهو أمر يؤكده كذلك، القضاة أنفسهم... وبالتوازي فإني أدعو، أيضا إلى ضرورة تطهير سلك المحاماة من مظاهر الفساد التي تنخره».. وتؤكد الأستاذة بلحاج سالم: «إنني مصرة على موقفي هذا، مع الإشارة إلى أنني لم أتجاوز الأخلاق، ولم تصدر عني نعوت مشينة أو لاأخلاقية للسادة القضاة، مثل ما ورد في الشكاية".. ولئن خلفت تصرفات مجموعة المحامين المشار إليها، استنكارا واستياء كبيرا وعميقا لدى قضاة المحكمة الابتدائية بالعاصمة، فإن قاضيا سام اعتبر في تصريح ل"الصّباح"، "أن ما أتته، خاصة، الأستاذة آسيا بلحاج سالم، أمر خطير يمس من سمعة القضاء، وحرمته، ومن كرامة القضاة، وهو تعد صارخ على السلطة القضائية وهيبتها... وهذا التصرف من مجموعة من المحامين، قطعا تصرف شاذ ولا يعبّر عن موقف الأغلبية الساحقة من السادة المحامين..."