.. ذات المشاغل وذات التذمرات والمخاوف القديمة ظلت إلى يوم الناس هذا يتردد صداها داخل قطاع تربية الدواجن ملقية بظلالها مباشرة على المربين الذين أنهكهم عناء الصبر والتحمل وبات هاجس الإفلاس والإلقاء بالمنديل أرضا يهدد مصير الكثيرين منهم ما لم يتم التدخل العاجل لفائدتهم ولفائدة القطاع والمستهلك معا على خلفية أن تداعيات أزمة القطاع ستحوله من مؤمن لنسبة 60بالمائة من حاجيات البلاد من البروتينيات ومحقق للاكتفاء الذاتي من البيض واللحوم البيضاء إلى الوقوع في متاهات التوريد. هذه الوضعية حذر منها كاتب عام جامعة مربيي الدواجن منبها إلى خطورة تراكم الإشكاليات دون معالجة جذرية ومنها موضوع المديونية والخسائر المتصاعدة في قطاع البيض والمقدرة بنحو 15مليون دينار في السنة جراء انهيار الأسعار عند الإنتاج وعدم مجاراتها نسق الكلفة المتصاعدة وعدم الأخذ بمقترحات المهنة... تفاصيل تداعيات الأزمة ومقترحات الخروج من نفقها أوردها التريكي للصباح ردا على عدد من التساؤلات التي أردنا من خلالها الاستفسار عن أحوال الدجاج الذي يفترض أن يبيض ذهبا ويدر على أصحابه الربح الوفير فإذا به يهدد بإفلاسهم حيث أنه مع كل بيضة منتجة يتكبد الفلاح خسارة قدرها محدثنا بنحو 20مليما.
ذيول الأزمة
حسب المتحدث تعود الأزمة بشكلها الحاد الراهن رغم معايشة هزات سابقة إلى شهر مارس 2010بسبب تواصل البيع دون مستوى الكلفة الحقيقية وبأسعار متدنية للغاية أدخلت الفلاح في دوامة الخسائر المتراكمة.و تقف وراء هذه الوضعية عدة عوامل من أبرزها تعمد أهل القرار في العهد السابق فرض وفرة الانتاج على الفلاحين لتظل الأسعار تحت الكلفة استنادا إلى قاعدة العرض والطلب فيتم بالتالي السيطرة على المؤشر العام للأسعاربالنظر لأهمية الدواجن في سلم احتساب مؤشر الأسعار واستشهد المتحدث باسم المهنة بما وصفها بالسابقة الأولى في تاريخ القطاع حيث تدخلت الدولة عبر المجمع المهني للدواجن بامتصاص 20مليون بيضة وخزنها إزاء الانهيار المهول للأسعار الذي سجل في رمضان الماضي.علما وأن انهيار الأسعار متواصل بعد الثورة للتمادي في انتهاج سياسة الوفرة. إلى هذا العامل أضاف المتحدث "بأن تعدد تراخيص الانتصاب غير القانونية التي كانت تمنح خارج إطار اللجنة الوطنية للانتصاب من قبل بعض الوزراء زادت في إرباك القطاع ". وزاد الوضع المتدهور في السياحة من تأزم الوضع وانكماش الطلب ويتوفر حاليا مخزون ب 55مليون بيضة.وينضاف إلى هذه العوامل ارتفاع أسعار الأعلاف التي بلغت مؤخرا 768د/طن من السوجا و530د/طنا من القطانيا ورغم مطالبة المهنة سابقا بتدخل الدولة لتوفر مخزون من الأعلاف تم تجاهل نداءاتها..تداعيات هذه الوضعية كانت جلية ومباشرة حيث تراجع السعر عند الإنتاج إلى 96و98مليما للبيضة بجهة صفاقس و100مليم بتونس مقابل سعر كلفة يناهز 120مليما.. وحذر التريكي من أن هذا الوضع قد يحول تونس من بلد منتج إلى مستورد للبيض بخروج عديد الفلاحين من حلقة الإنتاج لتراكم الخسائر وتصاعد وتيرة المديونية مما زاد في تعقيد التعامل مع البنوك وبالتالي تفاقم الازمة. ويتمثل قارب النجاة بالنسبة للمهنة في جملة من المقترحات والاجراءات الآنية منها إخراج دجاج التفقيص المسن مبكرا والنزول بمدة دورة انتاجه إل مادون 74أسبوعا. وإسناد منحة دعم للفلاح لمساعدته على تجاوز تبعات التخلص المبكر من الدجاج البياض إلى جانب دعم الأعلاف والتشريك الفاعل للمهنة في لجنة البرمجة.ويرى المتحدث أن هذه المقترحات كفيلة بالحد من تفاقم الإشكاليات في انتظار أن يعطي القرار الذي كانت أصدرته لجنة برمجة منتوجات الدواجن أكله بعد نحو 6أشهر والقاضي بسحب كميات من بيض التفقيص وهو إجراء لن يلامس القطاع نتائجه المباشرة على الأسعار إلا بداية 2012. على كل هذه المشاغل وغيرها ستشكل خلال الأسبوع المنقضي محور جلسة عمل تنظمها الجامعة الوطنية لمربيي الدواجن يتوقع حضورها ممثلو الإدارات المعنية فهل تكون بداية صياغة خريطة طريق جديدة للقطاع وهل تجد مقترحات المهنة الآذان الصاغية من الفلاحة والتجارة والمالية ؟