أصدرت أمس الدائرة الجنائية الصيفية بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي عادل الجريدي الحكم في قضية المخدرات المورط فيها كل من دريد بن علي (ابن فوزي بن علي شقيق المخلوع) ودريد بوعوينة (ابن حياة بن علي شقيقة المخلوع) وفؤاد الشتالي (ابن عبد المجيد الشتالي) ومتهم آخر يدعى أكرم فرحات وآخر حضر بحالة سراح يدعى صابر بن اسماعيل و 6 آخرون بحالة فراروقضت المحكمة بعد المفاوضة بإدانة كل من فؤاد الشتالي ودريد بن علي ودريد بوعوينة وأكرم فرحات وسجن كل واحد منهم لمدة عام وتخطئة كل واحد منهم بألف دينار وعدم سماع الدعوى في حق المتهم صابر بن اسماعيل. المحاكمة
خلال محاكمة المتهمين الخمسة الحاضرين أنكر دريد بن علي ما نسب إليه حول تهمة المسك والإستهلاك فجابهه القاضي باعترافاته لدى الباحث فأكد أنها تصريحات لم تصدر عنه وأنه أمضى بمحضر البحث تحت التهديد. أما المتهم أكرم فرحات فتراجع بدوره وأكد أن لا علاقة له بميدان المخدرات مضيفا أنه بمناسبة سفره الى هولندا وباريس يوم 10 جانفي الى غاية 19 جانفي 2011 يوم عودته الى تونس فقد أقلع عن استهلاك المخدرات مضيفا أنه أخضع الى التحاليل البيولوجية يوم 9 مارس الفارط والنتيجة الإيجابية للتحليل هي نتيجة ما استهلكه خارج البلاد التونسية نافيا استهلاك تلك المادة بتونس وأن ما ذكره في شأنه دريد بن علي لدى الباحث لا أساس له من الصحة ولا صلة له بالحقيقة وأن مرد تلك التصريحات أغراض وخصومات ولكن دريد بن علي نفى تلك الخصومات يوم الجلسة. وذكر دريد بوعوينة أنه يحمل الجنسية الألمانية وأنه كان يقيم هناك واستهلك مخدر الزطلة مع بعض أصدقائه بألمانيا حيث تمت دعوتهم له فدخن سيجارة محشوة بالمخدرات وأضاف أنه يوم 10 جانفي 2011 عاد الى تونس ويوم 16 جانفي ألقي عليه القبض صحبة ابن عمته دريد بن علي من طرف قوات الجيش وبعد عدة أيام أخذت عينات من سوائله وتم عرضها على التحليل البيولوجي. وأكد على أن تلك النتيجة الإيجابية هي نتيجة لعملية الإستهلاك التي تمت بألمانيا. وأكد فؤاد الشتالي أنه كان بالبلاد الفرنسية خلال أوائل شهر جانفي وأضاف أنه استهلك المخدرات هناك ثم سافر مجددا الى باريس يوم 27 فيفري 2011 ثم عاد الى أرض الوطن يوم 6 مارس ويوم 8 مارس 2011 ألقي عليه القبض وبالنسبة لنتيجة التحليل البيولوجية أكد أنه لا يمكنه الإجابة عن ذلك السؤال. أما المتهم الخامس الذي حضر بحالة سراح وهو المدعو صابر بن اسماعيل فأنكر تهمة الإستهلاك ونفى علاقته بها مضيفا أنه يعرف دريد بن علي ودريد بوعوينة باعتبارهما حريفين له حيث كانا يتزودان منه بمادة الوقود.
المرافعات
ولما أحال القاضي الكلمة على محامي الدفاع رافع محامي المتهم دريد بن علي وبين أن موكله لم يضبط متلبسا باستهلاك المخدرات بالإضافة الى عدم توفر الأركان القانونية للجريمة المنسوبة اليه وقدم تقريرا وطلب الحكم بعدم سماع الدعوى في حقه. ورافع محامي دريد بوعوينة وبين أن النيابة العمومية لم تثبت أن عملية الإستهلاك تمت بالتراب التونسي وأن منوبه تمسك بأنه استهلك المخدرات بألمانيا وأضاف أن القانون الألماني لا يجرم تهمة استهلاك المخدرات وطلب الحكم في حق موكله بعدم سماع الدعوى.. ورافعت محامية في حق المتهم فؤاد الشتالي والمتهم أكرم فرحات ولاحظت أن ادانة موكليها ارتكزت على مجرد تصريحات من المتهم دريد بن علي التي جاءت متناقضة سواء لدى الباحث أو لدى قاضي التحقيق أو يوم الجلسة. وطلبت الحكم ببراءتهما. وطلب محامي صابر بن اسماعيل الحكم بعدم سماع الدعوى في حق منوبه لإنكاره التهمة المنسوبة اليه ولأن التحليل الطبي أثبت عدم استهلاكه لتلك المادة. وبالرجوع إلى ما جاء بملف القضية فقد انطلقت الأبحاث فيها بواسطة الإدارة الفرعية لمكافحة المخدرات يوم 25 جانفي 2011 على إثر ايقاف دريد بن علي من طرف قواة الجيش الوطني وبحوزته سيجارة اشتبهوا في أنها محشوة بالمخدرات وقطع صغيرة الحجم من عجين بني اللون يشتبه أنه أيضا مادة مخدرة وباستنطاقه اعترف أنه من مستهلكي المخدرات وأضاف أنه يعرف بقية المتهمين وأنه شاركهم في استهلاك القنب الهندي المعروف ب "الزطلة " كما أكد أنه يتحوز ببعض قطع القنب الهندي بمحل سكناه وبتفتيش منزله الكائن بمنطقة البحيرة تم حجز قطع صغيرة من الزطلة كانت مخفية داخل خزانة خشبية بغرفة الجلوس وبعد استيفاء الأبحاث الأولية أذنت النيابة العمومية بفتح بحث تحقيقي ومن ثمة ألقي القبض على 4 متهمين مورطين معه بينهم فؤاد الشتالي ودريد بوعوينة فيما صدرت بطاقات جلب محلية ودولية ضد 6 متهمين مورطين معهم ولكنها رجعت دون إنجاز. وبإحالة ملف القضية على قاضي التحقيق تم سماع المتهمين فتراجع دريد بن علي في اعترافاته المسجلة عليه لدى محقق الشرطة خلال سماعه من طرف قاضي التحقيق وذكر أنه ولئن سبق له أن استهلك المخدرات أواخر التسعينات أثناء إقامته بمدينة " سترازبورغ" بفرنسا كما تواصل استهلاكه لها إلى حدود سنة 2003 الا أنه وإثر عودته الى تونس تزوج وانقطع عن استهلاك تلك المادة مضيفا أنه استهلك المخدرات صحبة أصدقائه بفرنسا وأكد معرفته بالمتهم دريد بوعوينة باعتبار أنه ابن عمته حياة بن علي كما ذكر في أقواله أنه يعرف كل من فؤاد الشتالي وبعض المتهمين الآخرين باعتبارهم من أبناء حيه بمدينة سوسة وأنه اعتاد مخالطتهم لممارسة الرياضة الترفيهية معهم وخاصة كرة القدم ونفى تزويده لأصدقائه أو بعض معارفه بالمخدرات. وأما دريد بوعوينة فتراجع أمام قاضي التحقيق في اعترافاته التي سجلت عليه أمام محقق الشرطة وأكد أنه استهلك المخدرات صحبة أصدقائه بألمانيا وتحديدا بالكلية التي كان يدرس بها منذ سبع سنوات مضيفا أنه لم يعد يستهلك المخدرات سواء بتونس أو بألمانيا وذلك الى حدود آخر رحلة قام بها الى ألمانيا انطلاقا من بداية شهر جانفي 2011 الى حدود عودته الى أرض الوطن بتاريخ 10 جانفي وأكد أن الإعترافات التي أدلى بها لدى الباحث كانت نتيجة التهديدات اللفظية والإعتداءات المادية وطعن في نتيجة التحليل الطبي الذي أثبت أنه يستهلك المخدرات. وذكر فؤاد الشتالي أمام قاضي التحقيق أنه لم يسبق له إطلاقا استهلاك المخدرات بمختلف أنواعها داخل البلاد التونسية وأضاف أنه خلال تواجده بباريس انقاد لبعض أصدقائه من ذوي الجنسية الفرنسية حيث شاركهم خلال ليلتين متتاليتين في استهلاك سيجارة محشوة بمادة القنب الهندي وأكد أنه اثر عودته الى تونس يوم 27 جانفي 2011 لم يستهلك أية مادة مخدرة وأضاف أن سبب توريط دريد بن علي له هي أحقاد قديمة مردها أنه كان على علاقة بفتاة بلجيكية هي زوجة دريد بن علي الآن. أما المتهم الرابع فتراجع في تصريحاته المسجلة عليه أمام محقق الشرطة وذكر أنه لا تربطه أية علاقة بالمتهم دريد بن علي وذكر أنه هنالك خصومة قضائية بين شركة المقاولات التابعة لوالده والشركة التابعة لوالد دريد بن علي والتي انتهت الى اصدار أحكام بين الطرفين وأضاف أنه تعرض الى التهديد بهدم عمارته اعتمادا لما لعائلة بن علي من نفوذ وهو ما يفند حسب رأيه ادعاءات دريد بن علي من أنه يستهلك المخدرات.