أثارت الجريمة التي جدت أول أمس بمدينة صفاقس وراح ضحيتها رجل الأعمال عماد الكراي حالة من الاستنكار والاحتجاج في صفوف المواطنين حيث قام المئات منهم مساء أمس الأول بوقفة احتجاجية أمام مقر ولاية صفاقس طالبوا خلالها والي الجهة بالتدخل لدى السلط المركزية في الدولة قصد تكثيف الاجراءات الأمنية ومكافحة الجريمة ومظاهر الانحراف التي تصاعدت وتيرتها بالجهة في المدة الأخيرة حيث شهدت ثلاث جرائم قتل متتالية اضافة الى رابعة جدت في ضاحية قرمدة فضلا عن عمليات قطع الطرق والمداهمات والاعتداءات المتكررة. وفي ظل هذه الاحتجاجات والاستنكارات علم مراسلنا بصفاقس الحبيب بن دبابيس أن ضاحية قرمدة شهدت جريمة قتل رابعة " عندما أقدمت امرأة على قتل زوجها بحجر رفقة ابنها الشاب اثر خلافات عائلية قديمة تجددت مؤخرا لتنتهي بعملية مطاردة سقط إثرها الزوج على وجهه فاستغلت زوجته ذلك لترديه قتيلا بحجر على رأسه وسط الظلام مستعينة في ذلك بابنها الذي ساهم في تنفيذ عملية القتل الشنيعة. فقد علمت "الصباح" من مصادر أمنية أن بداية الابحاث كانت بورود خبرعبر الهاتف على إحدى مراكز الحرس الوطني يبلغ عن مقتل رجل على أيدي ثلاثة أشخاص قدموا بهدف سرقة المواشي من منزل احد السكان بمنطقة " العوابد" الريفية فانتهت بمقتل صاحب المنزل لما دخل في خصومة وشجار مع اللصوص وهي الرواية التي لم تنطل على أعوان الأمن الذين لم يصدقوا الرواية من ابن القتيل وزوجته وبمعاينة مكان الجريمة وطريقة تنفيذها الشنيعة وعدم تدخل الابن وأمه لإنقاذ الأب الضحية وتخليصه من المعتدين وبتشديد الخناق عليهما، اعترفت الزوجة أنها خططت لقتل زوجها بسبب خلافات قديمة تجددت في الفترة الأخيرة واحتدت ليلة الواقعة فقررت التخلص منه إلى الأبد بالتعاون مع ابنها وان عملية الإخبار كانت لأجل تظليل المحققين وإبعاد الشبهة عنهما وقد تم إيقاف المشتبه بهما" وذكر عدد من المواطنين الذين تم استقبالهم من قبل والي مدينة صفاقس مساء أول أمس أن المدينة تعيش وضعا أمنيا صعبا لم تشهده سابقا ولم تكف التعزيزات الأمنية بالجهة للحد من العمل الاجرامي وطالبوا بضرورة ايجاد حلول جذرية للاوضاع الامنية والاجتماعية التي اكتسحت الجهة. وعبروالي صفاقس محمد علي الجندوبي عن تفهمه لآراء المحتجين وذكرأنه يجرى العمل على وضع خطة أمنية محكمة للتصدى لكل مظاهر العنف والجريمة بالجهة. وفي ذات السياق عبرحزب المبادرة وحزب التحالف الوطني للسلم والنماء عن استنكارهما للجرائم المتكررة التي جدت بمدينة صفاقس وخاصة جريمة القتل قبل الأخيرة التي راح ضحيتها رجل الأعمال عماد الكراي وما سبقها من أحداث عنف ونهب وقتل في العديد من المناطق حيث اعتبرحزب المبادرة في بلاغ له أمس أن "المتسببين في الوضع الأمني الحالي يسعون بكل جهد الى عرقلة المسيرة الوطنية نحو تحقيق أهداف الثورة انطلاقا من تنظيم انتخابات المجلس التأسيسي وذلك بالعمل على فرض الفوضى وخلق نوع من الفزع والرعب في نفوس المواطنين" مما استوجب احكام السيطرة على الوضع الأمني للتصدي لكل ما من شأنه أن يثير البلبلة.