بلعجوزة: "الإضراب تزامن مع عطلة مدرسية أوروبية كان يعول عليها لالتقاط الأنفاس" - بدعوة من الجامعة العامة للصناعات الغذائية والسياحة والتجارة والصناعات التقليدية نفذ أمس أعوان النزل ووكالات الأسفار إضرابا بشأن الزيادة في الأجور، اعتبرته المصادر النقابية ناجحا بالإشارة إلى تسجيل نسبة مشاركة في حدود 86 بالمائة في حين تؤكد مصادر الجامعة التونسية للنزل والجامعة التونسية لوكالات الأسفار أنها لم تتعد 3 بالمائة في قطاع وكالات الأسفار وبين 15 و20 بالمائة في قطاع النزل. وفي اتصال ل"الصباح" مع جميع الأطراف المعنية للوقوف على أسباب هذا الإضراب ولاسيما وأنه شمل قطاعا حساسا من حيث وزنه في الاقتصاد الوطني وأيضا بحكم الظروف الاستثنائية والصعوبات الظرفية التي تمر بها السياحة التونسية بعد الثورة، أكد كمال سعد كاتب عام الجامعة العامة للصناعات الغذائية والسياحة والتجارة والصناعات التقليدية أن قرار الإضراب جاء بعد فشل المفاوضات مع جامعتي النزل ووكالات الأسفار في التوصل إلى اتفاق. رغم أن الطرفين جلسا في أكثر من مناسبة كانت آخرها جلسة أول أمس التي امتدت 9 ساعات دون التمكن من تقريب وجهات النظر. زيادة مشروطة وبين كمال سعد أن جامعتي وكالات الأسفار والنزل تمسكتا برفض الزيادة في الأجور لسنة 2011 التي ضبطتها المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص ووقع بشأنها اتفاق واشترطتا تمكين العاملين في الفنادق ووكالات الأسفار من الزيادة في الأجور بتمتيعهم بالامتيازات التي وعدتهم بها الدولة مؤخرا بعد تراجع آداء القطاع إبان الثورة، من قبيل تخفيض مساهمتهم في الضمان الاجتماعي والجباية وتسهيلات في القروض.. وأكد الطرف النقابي أنه واع بالصعوبات التي يمر بها القطاع لكنه واع وبالقدر ذاته بالمقدرة الشرائية لمنظوريه. وقال كمال سعد "..نحن نرفض الزيادة المشروطة واستعمال حق العاملين في القطاع كورقة ضغط على الحكومة للتمتع بامتيازات طالما تمتع بها القطاع السياحي على امتداد سنوات، وظف الكثير منها لمصالح شخصية". المبدأ مقبول,, لكن.. من جهة أخرى أكدت مصادر كل من الجامعة التونسية للنزل والجامعة التونسية لوكالات الأسفار أنهما لا يرفضان مبدأ الزيادة في الأجور لكنهما طلبا من الطرف النقابي تأجيل ذلك للسنة المقبلة ليسترجع القطاع أنفاسه بعد الظروف الاستثنائية التي مر بها بعد الثورة. وأشار محمد بلعجوزة رئيس جامعة النزل أن القطاع اليوم غير قادر على الاستجابة إلى طلب الزيادة في الأجور فوريا نظرا لتراجع مداخيل الفنادق في الفترة الماضية بحوالي 40 بالمائة. وأشار بلعجوزة إلى أن الإضراب من شأنه إلحاق مزيد الإضرار في القطاع في وقت يأمل فيه الجميع برجوع المياه إلى مجاريها ولا سيما بعد عودة الاستقرار وإجراء الانتخابات في ظروف جيدة. وأشار في هذا السياق إلى أن الإضراب تزامن مع عطلة مدرسية في بعض الأسواق الأوروبية كان يعول عليها لالتقاط بعض الأنفاس. استرجاع ثقة السياح الأمر ذاته أكده محمد علي التومي رئيس جامعة وكالات الأسفار الذي أكد أن نسب التراجع بلغت 60 بالمائة في قطاع وكالات الأسفار خلال الأشهر الماضية من السنة الجارية. ورغم ذلك تراوحت نسب الوظائف المفقودة بين 3 و4 بالمائة فقط، وهو قد اعتبره رئيس جامعة وكالات الأسفار مؤشرا على سعي القطاع للحفاظ على أكبر قدر من مواطن الشغل مساهمة في انجاح الثورة لكنه غير قادر في الظروف الحالية على الاستجابة لطلبات الزيادة وهو يأمل من الطرف النقابي التحلي بالعقلانية وفهم الأهم قبل المهم حفاظا على توازن القطاع السياحي في تونس. مشيرا في السياق ذاته إلى أنه يفترض أن نسعى لاستعادة ثقة السياح ومنظمي الرحلات ووكالات الأسفار الأجانب بتأكيد عودة الاستقرار إلى تونس بدل الإقدام على خطوات ليست في مصلحة أحد.