سعيدة السلطاني هي ضحية من بين العديد من ضحايا الأخطاء الطبية وما تخلفه من مآس؛ فهناك من تخلف له عاهة مستديمة وهناك من يصيبه سقوط بدني مستمر ؛ وهذه الكهلة ذات الخمسين سنة من عمرها كانت حياتها تسير بشكل عادي الى حدود 2005 حيث شعرت بتوعك صحي وبعد إجراء الفحوصات تبين أنها مريضة بالغدة الدرقية فقررت التوجه الى قسم السكر والغدد بمستشفى الرابطة للعلاج وهناك أخبرها الأطباء أن الأمر بسيط ولا يتطلب سوى إجراء « غرزتين في الجهة اليمنى من بدنها وغرزتين في الجهة اليسرى واستدعى ذلك مكوثها بالمستشفى تحت إشراف الأطباء. وحوالي الساعة الثانية بعد الظهر قدم صحفيون ومصورون من التلفزة الوطنية وقالوا لها إنهم سيقومون بتصويرها أثناء خضوعها لعملية جراحية من قبل فريق الأطباء المتكون من أطباء فرنسيين وتونسيين ؛ وأفادوها أيضا أن الأطباء المذكورين موجودون بأحد النزل بالعاصمة وأنهم سيقومون بتصويرها قبل إجراء العملية الجراحية فابتسمت واستغربت في نفس الوقت وقالت لهم إنها ستجري عملية على الغدة الدرقية وليس عملية تجريبية على المعدة فأخبروها أن هذه العملية الجراحية التجريبية ستجرى لها في إطار مؤتمر طبي . وأضافت قائلة :» لما غادر الصحفيون المكان قررت أن «أهرب بجلدي». وحوالي التاسعة مساء هرولت مسرعة في اتجاه الباب الخارجي للمستشفى محاولة الفرار ولكن أحد الممرضين وكذلك مسؤول آخر بالمستشفى وبعض الحراس أقنعوني أن الأطباء لن يجروا عليّ عملية جراحية وأنهم سينزعون لي آلة كانوا وضعوها على رقبتي وأن ذلك سيتم صباحا داخل قسم العناية المركزة فصدقت مزاعمهم. « ثم أضافت: « لقد تعرضت الى عملية تحيل بأتم معنى الكلمة من قبل أطباء حبكوا خطتهم جيدا؛ فأنا لم أكن أعلم أنه ستجرى عليّ عملية جراحية تجريبية على المعدة فقد كنت أظن أن العملية ستجرى على الغدة الدرقية وليس تجريبية مثلما حصل معي وانجر عن ذلك قطع جزء من معدتي واضطررت الى إجراء ثلاث عمليات جراحية أخرى «. وبينت محدثتنا أنها بعد ذلك تم توجيهها من قبل فريق من الأطباء التابعين لصندوق التأمين على المرض الى مستشفى بالمرسى لإجراء عملية جراحية مرة أخرى وأنه لما تم إدخالها إلى غرفة العمليات في 15 ديسمبر 2011 أصيبت بانهيار عصبي فعدل الأطباء عن إجراء العملية وتم توجيهها الى أحد الأطباء النفسانيين وستجرى عليها عملية جراحية يوم 16 جانفي القادم . وستتم إزالة معدتها بالكامل وإبدالها بجزء من الأمعاء. وبكل آلام وحرقة واصلت حديثها قائلة :» الآن أعيش حياتي بصورة غير عادية لأني لم أعد أتمتع بها، فأهم شيء قد افتقدته ولا ناقة ولا جمل لي في ذلك؛ فأنا الآن أعيش على تناول الشكلاطة و» الشامية» و» البرود و المرحي « والياغورت الباهظ الثمن وأنا محرومة من أكل بقية الأكلات الأخرى التي يتمتع بها بقية البشر؛ هذا بالإضافة الى تكاليف العلاج الباهضة الثمن والتي عجزت عن توفيرها. وأملي الآن أن تأخذ العدالة مجراها خاصة وأني عانيت طيلة ست سنوات وطال انتظاري وأنه جاء اليوم الذي سأسترد فيه حقوقي المادية والمعنوية». وللإشارة فقد تقدمت المتضررة قبل الثورة بقضية الى المحكمة الإدارية وأنصفتها المحكمة حسب تصريحاتها وحكمت لفائدتها ب 60 ألف دينار مع 200 دينار شهريا كتعويضات على الأضرارالتي لحقتها فاستأنفت الحكم وحكمت لها المحكمة ب 20 ألف دينار كمصاريف لها مضيفة أنه سيعاد إجراء اختبار طبي عليها .