نظرت أمس الدائرة الجنائية الأولى بالمحكمة الابتدائية بتونس في قضية قتل تاجر سوق بومنديل بعد أن وجهت لهما دائرة الاتهام تهمة القتل العمد المتبوع بجريمة أخرى والمشاركة في ذلك طبق أحكام الفصلين 204 و32 من القانون الجزائي الى امرأة أرملة وصديقها. وكانت الأبحاث انطلقت في القضية يوم 29 ديسمبر 2009 إثر ورود مكالمة هاتفية على مركز الاستمرار بباردو مفادها اندلاع حريق بأحد المنازل الكائنة بالجهة فتحول رجال الشرطة والحماية المدنية إلى مكان الحريق حيث عثروا على جثة متفحمة وبإعلام النيابة العمومية أذنت بفتح بحث تحقيقي. وبإحالة المتهمين على قاضي التحقيق ومنه على دائرة الاتهام صرحت المتهمة أنها أم لطفلة عمرها 7 سنوات أنجبتها من شخص توفي بعد ذلك مضيفة أنها أصبحت تعيش مع والدتها وذات مرة تشاجرت معها بسبب شاب أحضرته للمنزل دون إذن منها فاضطرت للمغادرة وذهبت للبحث عن محل سكنى آخر وفي الأثناء وجدت بابا مفتوحا بجهة باردو فطرقته فخرج كهل فسألته عن منزل للكراء ولكنه ألم عليها بالدخول. وأضافت أنه أمام إلحاحه قبلت ضيافته فرحب بها ثم عرض عليها الإقامة في منزله وأعلمها أن زوجته توفيت وأن ابنه يقيم بإحدى البلدان الأوروبية فأقامت معه في محل سكناه ولكن قبل عيد الأضحى تحولت مع مضيفها إلى سوق الكرم لشراء خروف العيد وفي الأثناء التقى بأصدقاء له فاستضافاهما بمنزلهم حيث قام أحدهم بمواقعتها دون رضاها وذكرت أنها لما رجعت إلى المنزل مع مضيفها حاول الاعتداء عليها بالفاحشة فشعرت بالغضب وجلبت سكينا وسددت له طعنة في البطن وثلاثا طعنات في الصدر ثم سكبت سائلا سريع الإلتهاب على سريره وأخذت حقيبتين مليئتين بالأدباش ثم أضرمت النار في السرير وغادرت المكان. وصرحت المتهمة أنها تحولت إلى منزل أحد معارفها وهو المتهم الثاني في هذه القضية وحاولت في البداية إخفاء الأمر عنه ثم أعلمته في ما بعد بما حدث، ولكنها سرعان ما تراجعت في أقوالها وسردت رواية أخرى وقالت أن المتهم الثاني هو الذي قتل التاجر مضيفة أن هذا الأخير زارها في إحدى المناسبات في منزل الهالك وتشاجر معه ثم استل سكينا من معطفه وسدد طعنات للتاجر وأضرم النار في المنزل وغادرا المكان. وبسماع أقوال المتهم أكد أنه بريء من دم الهالك مضيفا أنه ولئن كان يعرف المتهمة إلا أنه لم يشاركها قتل التاجر ولم يكن حاضرا معها زمن وقوع الجريمة. وخلال المحاكمة تمسكت المتهمة بالبراءة وترحمت على روح الهالك وقالت أنه عاملها معاملة جيدة مؤكدة على أن المتهم هو الذي قتله وأنه هددها بالإنتقام منها عن طريق ابنتها وذلك ما دفع بها إلى الإعتراف بهذه الجريمة ثم التراجع في ما بعد في ما تمسك المتهم بالإنكار. وحضرابن الهالك وأدلى بشهادته وصرح أنه غير متأكد من أن السكين الذي سبق أن عرض عليه هو على ملك والده وأضاف أن هناك أدباشا سرقت من منزل والده قبل قتله وأخرى سرقت بعد التخلص منه. وبإفساح المجال للدفاع قدمت محامية المتهمة تقريرا تمسكت فيه بطلب البراءة لموكلتها في حين رافع محامو المتهم الثاني وطلبوا الحكم بعدم سماع الدعوى في حق موكلهما ولاحظوا أن إحالته في هذه القضية انبنت على تصريحات المتهمة ولا يوجد أي دليل يثبت تورطه، وأضاف أحد المحامين أن المتهمة ذكرت في برنامج إجتماعي تلفزي أنها لما حصلت هذه الجريمة كانت هي في الجزائر ولاحظ أنها قد تكون تتستر على المجرم الحقيقي خوفا على ابنتها وقد يكون هذا الأخير حرا طليقا. وبعد أن سجلت هيئة المحكمة تصريحات المتهمين والمرافعات حجزت القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم لاحقا.