قد يحتار محبو الفن الأصيل والغيورون على التراث الموسيقي التونسي إزاء تعكر الأجواء مؤخرا في مدرسة الرشيدية العريقة التي لطالما حرصت على تأصيل المخزون الموسيقي وتكوين أجيال تحفظ الذاكرة الموسيقية للبلاد. تعكر الأجواء بدأ منذ إزاحة الهيئة المديرة للجمعية في أكتوبر2010 لتطالب بحقها في مواصلة العمل بعد ثورة 14جانفي وضرورة تنحي زياد غرسة بتعلة أنه كان مهيمنا "الفاتق الناطق" في الجمعية الأمر الذي حال دون مواصلة الدروس وإقامة الحفلات. ولكن سرعان ما تغيرت الموازين منذ تولي فتحي زغندة الإدارة الفنية ولطفي الشريف رئاسة الجمعية لتجد الرشيدية توازنها من جديد، رغم أن العديد من البرامج الحديثة لا تزال تحت الدرس. والملفت للانتباه هذه الأيام أن خبر إمكانية عودة الفنان زياد غرسة أصبح رائجا بما أن قيمته الفنية لا يختلف فيها اثنان، خاصة في مجال المالوف وحفظ "العواطش" (الأثر الغنائي غير المعروف)..ذلك ما بينه لطفي الشريف رئيس جمعية الرشيدية ل "الصباح" مؤكدا على ضرورة طي صفحة الخلافات والأخذ بعين الاعتبار مصلحة هذه المدرسة العريقة والابتعاد عن المصالح الضيقة. أما أسباب إمكانية عودة زياد غرسة فتتنزل في إطار مواصلة مشواره الفني ليس إلا، دون تمتعه بأي منصب إداري مع إلزامه بالتقيد ببعض الشروط وتقديم اعتذاراته لكل من أساء اليه عن قصد أو غير قصد.
شيوخ المالوف
وعن فكرة عودة زياد غرسة أشار الأستاذ لطفي الشريف للصباح أن الفنان لطفي بوشناق اقترح برنامج تكوين مجموعة "شيوخ المالوف" بالرشيدية تتكون من خيرة الفنانين التونسيين على غرار درصاف الحمداني وصابر الرباعي وسنيا مبارك قصد المحافظة على التراث الموسيقي بشكل حديث تستسيغه جل الأذواق. كما بين رئيس الجمعية من زاوية أخرى أن زياد غرسة يُعد قيمة فنية ثابتة وسيكون له الوقع الكبير إن التزم بما سيتفق عليه من حيث برمجة العمل نظرا لثقافته الموسيقية الواسعة خاصة في مجال المالوف والطبوع التونسية فضلا عن تمكنه من أغلب الآلات الموسيقية.. فكرة من المنتظر أن تلقى استحسانا وتشجيعا من طرف كل غيور على الهوية التونسية بالأساس فهل ستكون التركيبة الجديدة للرشيدية في المستوى المطلوب؟ الأيام القادمة كفيلة بأن تكشف لنا كل التفاصيل.