قال العميد المختار بن نصر ممثل وزارة الدفاع في تصريح ل«الصباح» ان تدخلات الجيش الوطني في مناطق الشمال الغربي في اطار عمليات اجلاء المواطنين متواصلة بعد تهاطل كميات كبيرة من الامطار تسببت في فيضانات في اغلب المناطق وقطع العديد من الطرقات ووقوع انزلاقات ارضية. وأوضح العميد بن نصر ان تدخلات الجيش توزعت على كافة مناطق الشمال الغربي لإنقاذ المواطنين خاصة الذين يقطنون قرب الأودية والمناطق المحاذية للسدود على غرار بوسالم وجندوبةومجاز البابوالكاف ونفزة وغار الدماء حيث تم خلالها تسخير 400 جندي و65 شاحنة عسكرية رباعية الدفع والاستعانة ب 6 مروحيات و 15 زورقا مطاطيا ومضخات مائية وتجهيزات اخرى. وأضاف ان وحدات الجيش قامت بعملية شفط المياه من المنازل المتضررة واجلاء المواطنين وقد تم أول أمس اجلاء قرابة 1132 مواطنا في أحياء الصداقة والنصر وحي الوكالة العقارية من معتمدية ماطر، كما تم كذلك اجلاء 446 مواطنا في منطقة سجنان وماطر وذلك باستعمال شاحنات كبيرة و زوارق مائية على اثر فيضان سد جومين القريب من ماطر وتواصلت عمليات الاجلاء في ولاية جندوبة حيث تدخلت قوات الجيش الوطني بواسطة المروحيات وتم اجلاء 32 فردا وتمكنت وحدات الجيش بوادي الرمل جنوب مدينة الكاف من اخراج سيارة من المياه بعد ان عثرت عليها طائرة عسكرية. وأكد العميد بن نصر بأنه تم اتخاذ جملة من الاحتياطات والتدابير الوقائية تحسبا للفيضانات في منطقة مجاز الباب وذلك بتوفير كميات كبيرة من أكياس الرمل لوضعها في مداخل المنازل وفي تعبئة الوسائل والمعدات للتدخل عند الحاجة بالسرعة المطلوبة.
وضعية حرجة
ومن جهته أكد الهادي بالحاج مدير عام السدود والأشغال الكبرى بوزارة الفلاحة وعضو اللجنة الوطنية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة ان الوضعية حرجة ومعقدة وتنبئ بمزيد تأزم الوضع بعد ارتفاع منسوب وادى مجردة وخروجه عن مساره وكذلك بفعل التقاء بين مياه وادي مجردة وبوهرتمة الذي تسبب في اجتياح عديد المنازل في معتمدية بوسالم. وأشار الى ان الوضعية تزداد سوءا وتعقيدا وستتواصل كذلك الى يومي السبت والاحد بسبب الكميات الكبيرة من المياه القادمة من القطر الجزائري والتي تقدر بحوالي 1500 متر مكعب في الثانية مؤكدا ان كميات المياه في ولاية جندوبة قدرت ب1160 مترا مكعبا في الثانية اضافة الى اجتياح المياه معتمدية بوسالم بكميات تقدر ب1000 متر مكعب في الثانية. كما ذكر ان الاوضاع ستزداد سوءا في منطقة مجاز الباب خلال يوم السبت وذلك بعد وصول كميات كبيرة من المياه من وادى مجردة بقوة دفع تصل الى أكثر من 500 متر مكعب فى الثانية بينما تبلغ طاقة احتمال الوادى ما بين 350 و400 متر مكعب. وبخصوص مراقبة مخزون السدود أوضح مدير عام السدود ان سدود الشمال امتلأت بشكل كامل في ولايات جندوبة وبنزرت وسليانة وباجة على وشك الفيضان حيث من المتوقع ان يتسبب ارتفاع منسوب المياه في سيدي سالم في فيضانه علما ان طاقة استيعابه من المياه تبلغ 555 مليون متر مكعب ويعد من أكبر السدود في تونس. وقال مسؤول جهوي في ولاية جندوبة ان السلط الجهوية بالولاية تتابع الوضع عن كثب بعد تهاطل كميات غزيرة من الأمطار خاصة على مستوى مدينة جندوبة وبوسالم بعد ان غمرت السيول الجارفة المساكن مما استوجب تدخل فرق الحماية المدنية والجيش لشفط المياه بواسطة المضخات المائية واخلاء المنازل والحاق المتساكنين بمراكز الإيواء.
