نظرت يوم أمس الأول الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية في قضية قتل فظيعة راحت ضحيتها فتاة عمرها 16 عاما وشملت الأبحاث فيها والدتها البالغة من العمر 40 عاما وهي موقوفة حاليا على ذمة القضية بعد أن وجهت إليها دائرة الاتهام تهم القتل العمد مع سابقية القصد والايهام بجريمة طبق أحكام الفصول 201 و202 و142 من المجلة الجزائية، وقررت تأجيلها إلى جلسة يوم 16 أفريل القادم. وتفيد أطوار القضية حسب ما ورد بقرار دائرة الاتهام أن الأم تحولت يوم 6 سبتمبر 2011 الى مقر فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بزغوان وأعلمت عن اختفاء ابنتها البالغة من العمر 16 عاما بعد اختطافها وذكرت في هذا الصدد أنها كانت موجودة بمعية ابنتها أمام المستشفى الجهوي بزغوان حين توقفت بجانبهما سيارة سوداء اللون نزل منها شخصان ملثمان قاما بجذب ابنتها وأرغماها على ركوب السيارة ثم لاذا بالفرار في حين بقيت الأم بالمكان قبل أن تستقل سيارة أجرة وتعود الى منزلها الكائن بجبل الوسط دون الاعلام عن الحادثة. وفي مساء نفس اليوم أعلم أحد الاشخاص مركز الأمن عن العثور على فتاة مغمى عليها بالقرب من قرية بئر حليمة التابعة لمعتمدية زغوان فاتضح أنها الفتاة التي ادعت والدتها اختطافها وكانت تحمل آثار حروق بليغة وجروحا في الجنب والكتف فتم نقلها الى المستشفى الجهوي حيث فارقت الحياة في الليلة الفاصلة بين يومي 11 و12 سبتمبر 2011 فأذنت النيابة العمومية بفتح بحث تحقيقي كان منطلقا لقضية الحال
علاقة غير شرعية
باشر أعوان فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بزغوان الأبحاث في القضية فقاموا بسماع قريب الضحية وهو مراهق عمره 17 عاما على سبيل الاسترشاد فذكر أنه كان يتابع بين الحين والآخر أفلاما إباحية بالتلفاز بمعية قريبته أثناء الانفراد بها مما حرك فيه الغريزة دون أن يقدر عواقب ذلك ويتذكر في هذا الصدد أنه في أحد الأيام وبعد مشاهدته لفيلم اباحي تحركت لديه رغبة جنسية فقام بإجبارها على الاستسلام الى رغبته وقد مكنته من نفسها مكرهة فقام بافتضاض بكارتها. وأضاف في محضر سماعه أنه حذرها من مغبة إخبار أي كان بالأمر الذي حصل بينهما ثم تكررت عملية الاتصال في ثلاث مناسبات بموافقة الفتاة هذه المرة دون أن يتخيل يوما أن هذه النزوات ستثمر جنينا يتخبط في أحشاء قريبته ولم يعلم بذلك الا يوم 5 سبتمبر 2011 عندما تفطنت والدة الضحية الى انتفاخ بطن الأخيرة وقامت بالكشف عنها بمستوصف جبل الوسط فتبين أنها حامل في شهرها السادس وقد نزل الخبر نزول الصاعقة على الأم التي استشاطت غضبا وعادت الى منزلها في حالة يرثى لها حيث أنبت ابنتها ولامتها على صنيعها وعلى المصيبة و»الفضيحة» التي نزلت بعائلتهما ثم مكنت ابنتها من 10 أقراص «إيفيرالقون» لشربها في محاولة لاجهاض الجنين الا أن العملية لم تنجح.
قرار الانتحار
ودرءا للفضيحة التي نزلت بعائلتها وخوفا من ردة فعل والدها قررت الفتاة وضع حد لحياتها وأعلمت والدتها بقرارها فاستحسنت الأم الفكرة ووعدتها بمساعدتها وأخبرت قريبها بقرار الانتحار، وقبل يوم من الواقعة أحضرت الفتاة سكينا وضعته في حقيبة يد والدتها كما اشترت الأم قارورة كحول من الصيدلية وضعتها بالحقيبة اضافة الى علبة كبريت، وفي اليوم الموالي تحولت الأم رفقة ابنتها لمساعدتها على الانتحار إلى منطقة بئر حليمة وحوالي الساعة الثانية بعد الزوال عادت الى المنزل بمفردها وأوهمت زوجها باختطاف ابنتها من أمام المستشفى الى أن تم العثور عليها مقتولة.
الحقيقة المرة
حاولت الأم الايهام بأن الشابين الملثمين هما من قتلا ابنتها ولكن بسماع ابنها من قبل الباحث المناب كشف الحقيقة المرة كاملة فتم ايقاف الأم واستنطاقها فروت تفاصيل جريمتها البشعة وذكرت أنها عندما تحولت رفقة ابنتها الى منطقة بئر حليمة تولت ابنتها طعن نفسها بواسطة السكين في الجنب الأيمن الا أن الاصابة كانت سطحية ولم تكن كافية لوضع حد لحياتها عند ذلك أمسكت بالسكين وغرستها في كتف ابنتها الا أن مقبض السكين تكسر حينها سلمت الأم ابنتها قارورة الكحول وطلبت منها احتساءها علها تجهض الجنين فانصاعت الفتاة لرغبة والدتها ثم تناولت الأم قارورة الكحول وتولت سكب ما بقي فيها على جسد ابنتها وملابسها وأضرمت فيها النار فاشتعلت في النصف العلوي للفتاة التي سقطت تتألم وتتوجع غير أن الأم لاحظت أن ابنتها مازالت على قيد الحياة عندها انتزعت خيطا من سروالها وسلمته لابنتها التي خنقت بواسطته نفسها الى أن شرعت في الاحتضار وكانت الفتاة وهي تكابد سكرات الموت الأخيرة تطلب الصفح من والدتها ومن والدها متلفظة بعبارات «قول لبابا يسامحني». وعندما تأكدت الأم من أن ابنتها ستفارق الحياة قامت بحرق جميع ملابسها لطمس معالم الجريمة وغادرت الغابة باتجاه الطريق العام وحبكت قصة اختطاف ابنتها للتمويه.