عاجل : مسيرة للمطالبة بإيجاد حلول نهائية للمهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء    سبيطلة : القبض على مجرمين خطيرين    شبهة فساد بال'ستاغ': الاحتفاظ بمعتمد واطار بنكي بهذه الولاية    قراءة في أعمال ومحامل تشكيلية على هامش معرض «عوالم فنون» بصالون الرواق .. لوحات من ارهاصات الروح وفنطازيا الأنامل الساخنة    الدورة 6 لمهرجان «تريتونيس» بدقاش ..خيمة للإبداع وورشات ومعارض وندوة علمية وكرنفال    «أيام نور الدين شوشان للفنون المسرحية» دورة فنية وأدبية بإمكانيات فردية    فقدان 23 تونسيا شاركو في عملية ''حرقة ''    صفاقس اليوم بيع تذاكر لقاء كأس تونس بين ساقية الداير والبنزرتي    تحذير: عواصف شمسية قوية قد تضرب الأرض قريبا    كرة اليد: الاصابة تحرم النادي الإفريقي من خدمات ركائز الفريق في مواجهة مكارم المهدية    الليلة الترجي الأهلي في رادس...الانتصار أو الانتصار    مدير عام الغابات: إستراتيجيتنا متكاملة للتّوقي من الحرائق    بنزرت .. إجراءات لمزيد تعزيز الحركة التجارية للميناء    قانون الفنان والمهن الفنية ...مشروع على ورق... هل يغيّر وضعية الفنان؟    بلاغ مروري بمناسبة مقابلة الترجي والأهلي    خبير في التربية : ''تدريس الأولياء لأبنائهم خطأ ''    وزارة الصناعة : ضرورة النهوض بالتكنولوجيات المبتكرة لتنويع المزيج الطاقي    المنستير: إحداث أوّل شركة أهليّة محليّة لتنمية الصناعات التقليدية بالجهة في الساحلين    بنزرت: جلسة عمل حول الاستعدادات للامتحانات الوطنية بأوتيك    صفاقس: المناظرة التجريبية لفائدة تلاميذ السنوات السادسة    بنزرت .. مع اقتراب موسم الحصاد ...الفلاّحون يطالبون بفك عزلة المسالك الفلاحية!    سليانة .. انطلاق موسم جني حب الملوك    بسبب الربط العشوائي واستنزاف المائدة المائية .. قفصة تتصدّر خارطة العطش    كأس تونس: النجم الساحلي يفقد خدمات 4 لاعبين في مواجهة الأهلي الصفاقسي    تضم منظمات وجمعيات: نحو تأسيس 'جبهة للدفاع عن الديمقراطية' في تونس    الحماية المدنية: 8 وفيّات و 411 مصاب خلال ال 24 ساعة الفارطة    هذه القنوات التي ستبث مباراة الترجي الرياضي التونسي و الأهلي المصري    ليبيا: إختفاء نائب بالبرلمان.. والسلطات تحقّق    عاجل/ القسّام: أجهزنا على 15 جنديا تحصّنوا في منزل برفح    ''غرفة المخابز: '' المخابز مهددة بالإفلاس و صارت عاجزة عن الإيفاء بإلتزاماتها    نهائي دوري ابطال إفريقيا: التشكيلة المتوقعة للترجي والنادي الاهلي    طقس اليوم: أمطار و الحرارة تصل إلى 41 درجة    والدان يرميان أبنائهما في الشارع!!    ضمّت 7 تونسيين: قائمة ال101 الأكثر تأثيرا في السينما العربية في 2023    جرجيس: العثور على سلاح "كلاشنيكوف" وذخيرة بغابة زياتين    ألمانيا: إجلاء المئات في الجنوب الغربي بسبب الفيضانات (فيديو)    قانون الشيك دون رصيد: رئيس الدولة يتّخذ قرارا هاما    إنقاذ طفل من والدته بعد ان كانت تعتزم تخديره لاستخراج أعضاءه وبيعها!!    5 أعشاب تعمل على تنشيط الدورة الدموية وتجنّب تجلّط الدم    قابس: تراجع عدد الأضاحي خلال هذه السنة مقارنة بالسنة الفارطة (المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية)    كاس تونس لكرة القدم - نتائج الدفعة الاولى لمباريات الدور ثمن النهائي    مدرب الاهلي المصري: الترجي تطور كثيرا وننتظر مباراة مثيرة في ظل تقارب مستوى الفريقين    الكاف: انطلاق فعاليات الدورة 34 لمهرجان ميو السنوي    منوبة: إصدار بطاقتي إيداع في حق صاحب مجزرة ومساعده من أجل مخالفة التراتيب الصحية    وزير الصحة يؤكد على ضرورة تشجيع اللجوء الى الادوية الجنيسة لتمكين المرضى من النفاذ الى الادوية المبتكرة    نحو 20 بالمائة من المصابين بمرض ارتفاع ضغط الدم يمكنهم العلاج دون الحاجة الى أدوية    تضمّنت 7 تونسيين: قائمة ال101 الأكثر تأثيرًا في صناعة السينما العربية    القدرة الشرائية للمواكن محور لقاء وزير الداخلية برئيس منظمة الدفاع عن المستهلك    معلم تاريخي يتحول إلى وكر للمنحرفين ما القصة ؟    غدا..دخول المتاحف سيكون مجانا..    خطبة الجمعة...الميراث في الإسلام    البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية يدعم انتاج الطاقة الشمسية في تونس    منبر الجمعة .. المفسدون في الانترنات؟    ملف الأسبوع...المثقفون في الإسلام.. عفوا يا حضرة المثقف... !    التحدي القاتل.. رقاقة بطاطا حارة تقتل مراهقاً أميركياً    منها الشيا والبطيخ.. 5 بذور للتغلب على حرارة الطقس والوزن الزائد    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحديات ومخاطر وانتظارات عاجلة وحلول.. آجلة
اليوم قمة «الثورات العربية» في بغداد
نشر في الصباح يوم 29 - 03 - 2012

ساعات قليلة وتنقضي قمة بغداد مع انقضاء هذا اليوم. قمة يريد لها العراق- الذي لم تندمل جراحه بعد - أن تكون موعد عودته الى الساحتين العربية والدولية بعد ثماني سنوات من الاحتلال، ويرى فيها السواد الاعظم من الشعوب العربية موعدا متجددا مع الشكوك والفشل والقضايا والملفات العربية المؤجلة منذ عقود بين قمة وأخرى.
من سرت 2010 الى بغداد 2012، يغيب عن القمة خمسة من الطغاة بين سجين ومنفي ومقتول ومتنح، أسقطتهم رياح الثورات الشعبية المتعاقبة، إضافة إلى قائمة من الغائبين إراديا لأسباب أمنية أو غيرها وحضور القادة العرب بقي محاطا بكثير من الغموض، بين مصادر تنفي وأخرى تؤكد مشاركة الرئيس الجزائري والعاهل السعودي، وربما لا يتجاوز الحضور نصف عدد القادة العرب لقمة تستمر نصف يوم سيتنقلون خلالها بين العراق والكويت حيث سيقضون ليلتهم.
بلغة المواعيد فإن القمة العربية الثالثة والعشرين هي الثالثة التي تعقد في بغداد في مرحلة لا تخلو من الحساسية... فقد كانت قمة 1978 قمة رفض اتفاقات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل وعاقبت النظام المصري بنقل مقر الجامعة من القاهرة الى تونس. أما قمة 1990 فقد سبقت اجتياح العراق للكويت وفتحت أبواب المنطقة على الصراعات والحروب.. وأما القمة الراهنة فتأتي في أعقاب «تسونامي» عربي لا يبدو أنه سيتوقف قريبا.
بلغة الارقام فإن تكاليف احتضان بغداد القمة العربية تتجاوز كل الارقام (أكثر من مليار ونصف المليار من الدولارات لتجميل وجه بغداد) وتطلبت تسخير 120 الف رجل أمن لتأمين وحماية المشاركين الى جانب 1500 من الاعلاميين الأجانب لمواكبة الحدث الذي سيتم برئاسة الرئيس الكردي جلال طالباني ووزير الخارجية الكردي أيضا هوشيار زيباري ولكن في غياب رئيس الحكومة نوري المالكي.
كسابقاتها، فإن جدول أعمال قمة بغداد - التي تنعقد تحت شعار «قمة الثورات العربية» والتي يرى فيها الكثيرون أنها قمة المحظورات باعتبار أنها تنعقد داخل المنطقة الخضراء المحظورة - يبقى «مزدحما» الى درجة الاختناق، من القضية الأم وهي القضية الفلسطينية، الى صرح الجامعة وإعادة ترتيب البيت العربي والقضايا المرتبطة بالإرهاب، فالصومال وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، إلى الأزمة اليمنية في ظل تراجع فرص تطبيق المبادرة الخليجية، إلى غير ذلك من القضايا الأمنية المصيرية... تتداخل الأولويات المطروحة لتضاف اليها الازمة السورية وسبل حماية الشعب السوري، الذي فقد حتى الآن تسعة آلاف ضحية في المواجهات الاحتجاجية المستمرة منذ أكثر من عام...
والحقيقة أنه اذا كانت مختلف القمم السابقة لم تبخل على الشعوب العربية، في كل مرة، بالبيانات والقرارات التي بات الجميع قادرا على استعراضها سلفا، سواء تعلق الأمر بدعم القضايا العربية المشروعة وأولها القضية الفلسطينية، فإنه من غير المتوقع أن تشذ قمة بغداد عن هذه القاعدة. ولاشك ان قمة الاثنتي عشرة ساعة سوف لن تقدم الاجابات المطلوبة لكل التحديات القائمة، وربما لن تكون أكثر من لقاء بروتوكولي لاختبار قدرات العراق على وقف التفجيرات اليومية التي تستنزف دماء أبنائه يوميا...
وفي انتظار أن تكشف قمة بغداد عما تحمله من وعود، يبقى من المهم التوقف عند بعض آراء ومواقف المحللين ومن بينهم الامين العام السابق لجامعة الدول العربية الاستاذ الشاذلي القليبي والمحلل الفلسطيني طلال عوكل من غزة والمناضل الفلسطيني مصطفى البرغوثي من رام الله والمعارض السوري هيثم مناع من باريس والكاتب الصحفي العراقي من بغداد صادق رحيم...

ملف من إعداد: آسيا العتروس

الشاذلي القليبي الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية:
لا بد من إخماد اللهيب قبل أن يلتهم ما حول سوريا من فضاء عربي

* كيف ينظر الامين العام الاسبق للجامعة العربية الى القمة العربية في بغداد وماذا يعني انعقاد هذا اللقاء في المنطقة الخضراء؟

- لم تكن عبارة «العالم العربي» يوما،أكثر انطباقا على الوضع العربي، منها اليوم.اشارة بذلك،لا فقط الى اختلاف المواقف،بل أيضا الى تشتت الضمائر لدى المجموعة العربية،التي كان دوما ينبغي أن تتصرف تصرف الامة المترابطة الاوصال،تجاه ما تواجهه من قضايا هي اليوم الى الاشكال والغموض أقرب منها الى العسر.

* بين قمة بغداد 1990 وقمة بغداد 2012 كيف تقرؤون المشهد السياسي العربي،و هل من توقعات بشان قرارات عربية ترتقي الى مستوى الثورات العربية وتطلعات الشعوب في الحرية والعدالة والكرامة؟

لاشك أن القضية التي تتسم اليوم بأعلى درجة من الاشكال-مع التأكد والخطورة-تتمثل في الوضع المأساوي الذي تشهده سوريا،و ذلك لما يقع في هذا القطر المحوري الذي لا يمكن بدونه أن تعالج المجموعة العربية ما تحتاج اليه من أمن وعافية.ذلك أن الوضع في سوريا غير واضح المعالم خلافا لما كانت عليه أقطار أخرى اهتزت مجتمعاتها في كفاح من أجل الكرامة وسائر الحقوق الانسانية.

فالوضع في سوريا، بين تيارات معارضة تنتفض في شبه الفوضى،و بين حكم مركزي لم يهتد الى حلول تجمع الشمل الوطني،و تبث الاطمئنان في كل الفئات الاجتماعية بفضل اصلاحات عميقة، وشاملة، ودائمة.
أما المساعي العربية لاطفاء هذا الحريق الذي يلتهم القطر السوري، فهي، في نفس الوقت،بين لجوء الى اليات الاطفاء،و بين عجز متزايد عن كبح ما في أعماق النفوس من دفين المشاعر السلبية - وليس هو بالسبب الوحيد مما يجعل المساعي العربية هباء منثورا.

* كيف يمكن للقمة أن تتجاوز الانقسامات الحاصلة بعد اعلان برقة كيانا مستقلا في ليبيا وماذا بشأن الحضور الفلسطيني واليمني وسط الدعوات المتعالية بانفصال الجنوب عن الشمال؟

- قمة بغداد -التي تنطلق أشغالها اليوم ينبغي أن تكون أداة لجمع هذه المساعي المتناثرة، وتوجيهها الى الحلول الناجعة. لكن الية هذا الجمع شبه معطلة، اذ القمة لا تؤتي ثمارها بعصى سحرية،بمجرد اجتماع القادة،فهي تتطلب اشتراكا فعليا، من قبل جملة الفاعلين في الساحة العربية،من أجل تغليب النظر الشامل الى سائر وجوه المصلحة العربية الكاملة.
فالدولة المضيفة للقمة العراق-لم تعد تملك ما كان يعرف لها،طيلة عقود متتالية، من اتحاد الرأي، وفصل الخطاب، فيمكنها من القيام بالدور الفعال الذي تقتضيه الظروف.

* ولكن ماذا عن مصر بعد الثورة وكيف يتعامل القمة العربية مع القوى المتصارعة في دول الربيع العربي بين الاسلاميين والعلمانيين في ظل التجاذبات الحاصلة وتدخلات دول الخليج النفطية؟

- الدولة المصرية التي كانت دوما الاطول عمادا، من بين سائر الدول الشقيقة،منذ انشاء الجامعة-هي اليوم قي شواغل مضنية،واحتياجات متجددة. فهمها متجه الى السيطرة على أوضاعها الامنية والسياسية والاجتماعية،أكثر من اتجاهها نحو هموم العرب والاسهام على عادتها-في معالجة قضايا الامة.
أما دول مجلس التعاون، ودول الاتحاد المغاربي، فالتعاضد بينها، في مجالات حيوية، لايزال في حيز اللفظ والتطلع. فدوركلتا الكتلتين لا يزال قاصرا عن الارتقاء الى منازل القيادة،لأسباب ذاتية داخلية، وكذلك لغياب الاتفاق بين الكتلتين،الخليجية والمغاربية،في شؤون كثيرة،منها الازمة السورية.
اعتبارا لكل هذه الاشكالات،فليس من الواضح ان كانت قمة بغداد قادرة على تحقيق ما يرجى منها. اللهم الا اذا توفق المجلس الوزاري الذي يمهد للقمة الى شق طريق غير معبدة-الى يوم التاريخ-طريق تجعل،دولنا كافة،تنزع عنها ربقة رؤى الماضي،و تقدم على ما ليس منه بد، طال الزمن أو قصر : وهو تقديم كيان الامة سياسيا واقتصاديا ومجتمعيا- على الحسابات الخاصة المتقطعة.و هذا «المجهول» يتمثل في هندسة الحلول الكفيلة بالحفاظ على الامن العربي، مشرقا ومغربا، خلافا للظن السائد بأن المصالح حتما مختلفة،والمسالك متفرقة،و لكل استراتيجية هو باعثها وهو المسؤول عنها.
بعبارة أوضح، ما يمليه الوضع العربي-في سوريا وفي غيرها من أقطارنا-هو ضرورة الاسراع باخماد اللهيب، قبل أن يلتهم ما حول سوريا من فضاء عربي، وذلك بكل الوسائل الممكنة،و منها عقد اجتماع،بكل الاشكال المتاحة،مع القيادة السورية، لاقناعها باتخاذ ما ليس منه بد.
فحفظ ماء الوجه، وضمان المستقبل لكل طرف، من ركائز المسعى الذي ينبغي القيام به. فاذا ما نجح المسعى وليس ذلك بمستحيل-فلا بد من العمل،فورا، من أجل ترميم الوضع العربي العام وذلك بالشروع في التخطيط لما يتيح للمجموعة العربية القوة والمناعة.
وذلك يكون،أولا وقبل كل شيء اخر، بتنسيق الطاقات الاقتصادية،والنظم التربوية، والمساعي العلمية،والتوجهات الدولية،مع الشروع،في نفس الوقت في تركيز التطوير المجتمعي الذي هو شرط ارتقاء دولنا الى القدرة على تحقيق مناعتها،والذود عن حياضها.

صادق رحيم (صحفي عراقي):
قمة عودة العراق للعرب وعودة العرب للعراق

من عاصمة الرشيد أقول أنا كغيري من العراقيين سعيد باعتذار الرئيس التونسي للشعب العراقي بشأن من غرر بهم من شباب تونس وفجر سيارات في العراق وعلى العراقيين.
قمة بغداد التي تعقد اليوم تجربة جديدة باقدام العراق على استضافة مؤتمر القمة العربي، هناك مخاوف بسبب التهديدات الامنية وخشية حصول خروقات، مما اضطر الدولة الى ان تفرض اجراءات امنية مشددة في العاصمة العراقية بغداد، واذا كنا نقول انها اجراءات مبالغ فيها فانها من جهة اخرى اجراءات لابد منها.
القمة في العراق هي عودة العراق للعرب وعودة العرب الى العراق، فهناك كانت اشبه بالمقاطعة، وكانت دول تعيش حالة جفاء ليس مع الحكومة العراقية بل مع الشعب العراقي، فهي لم تجعل لها تمثيلا دبلوماسيا، هذا الجفاء اعتقد أنه صدم العراقيين قبل الحكومة وبالتاكيد عندما ترى اشقاء لك يبتعدون عنك، فانك لاتبتعد عن اصدقاء اخرين لك، بل قد يجد الاصدقاء ارضية جيدة للتعاون مستثمرين حالة الجفاء العربي.
اذن القمة العربية في بغداد تعني للعراق عدة اشياء منها ان كل الدول العربية حضرت بغض النظر عن مستوى التمثيل في القمة، وهذا يعني اعتراف عربي بالعملية السياسية وبالاجماع، وعودة العلاقات مع دول لم يكن لها تمثيل، انتهاء حالة الجفاء العربي، فقد وجد الاشقاء العرب ان العراق في مرحلة جديدة وسواء كانت مزعجة لهم ام مرضية فان واقع الحال يتطلب ان يتعاملوا مع العراق وفق الواقع..
عدم دعوة دول غير عربية للقمة كان رسالة من بغداد لكل الدول العربية عليها ان تدرسها بان العراق حريص على انتمائه العربي وجذوره
لكن الملاحظ ان ضعف التمثيل لبعض الدول في مؤتمر القمة، واذا اقنعنا انفسنا انه امر يعود للدولة نفسها، فانه قد ينعكس مستقبلا على تطوير تلك العلاقات، أي ان من يرسل سفيرا او وكيلا أو وزيرا لمؤتمر قمة فان هذا يدل على ان لديه موقف سلبيا وليس ايجابيا وهنا يحدث امران لاثالث لهما، اما تتكشف الدول انها لم تكن على صواب بالتمثيل وتعمل على تصحيح هذا الامر وعندها يمكن ان تتطور العلاقات او ان العراق وهذه الدول تبقى تعيش حالة السلبية وتبقى العلاقات مثلما كانت اذا لم تتراجع أكثر الى الوراء.
الشارع العراقي متالم من ضعف التمثيل وهو رسالة استلمتها كافة مكونات المجتمع العراقي ان البعض لايريد ان يبني علاقات قوية.
نجاح القمة بالتاكيد عامل مهم للعراق ولعودته عربيا وهو يامل ان تنتهي المخاوف العربية من الاقتراب من العراق ويامل بزيادة اواصر التعاون وبناء علاقات نموذجية تنعكس على مصالح الشعوب.

المناضل مصطفى البرغوثي:
نرى عقوبات على دول عربية ولا نراها على إسرائيل

* قمة عربية على وقع الربيع العربي فماذا تتوقعون هذه المرة؟
- نأمل من القمة أن تفرد مكانا مميزا للقضية الفلسطينية وألا تجعل من الانشغال بالقضايا الاخرى ما يحجب الاهتمام بأكبر قضية للأمة العربية.
ثانيا أن نرى اجراءات عملية تتخذها القمة لفرض عقوبات على سلطات الاحتلال ومقاطعة البضائع الاسرائيلية التي تروج في الكثير من الاسواق العربية ووضع حد لسياسة التوسع وتدمير فرص السلام.
ثالثا أن نرى موقفا عربيا صارما، فنحن نرى عقوبات ضد دول عربية ولا نرى عقوبات على اسرائيل. نريد موقفا عربيا جامعا بفرض عقوبات على اسرائيل. نحن لسنا قادرين على المقاومة المسلحة وليست لنا قواعد ننطلق منها ولذلك نعمد الى تفعيل المقاومة الشعبية ضد الاحتلال.
نعتقد أن المؤسسات الرسمية مقصرة في دورها، أما على الصعيد الشعبي فنحن بصدد الاعداد لمسيرة عملاقة في يوم الأرض غداة قمة بغداد باتجاه القدس سيكون فيها نشطاء من كل الدول المحيطة بفلسطين وبمشاركة نشطاء من ماليزيا والهند وباكستان ودول أوروبية، وقد بدأت هذه الوفود في الوصول وسيكون يوم الأرض منعطفا في تاريخ القدس.
* هل صحيح أن الثورات العربية أثرت سلبا على الاهتمام بالقضية الفلسطينية وغيبت عنها الاهتمام الاعلامي والدبلوماسي؟
-لا لا أعتقد ذلك الثورات العربية لم تؤثر سلبا على القضية الفلسطينية بل على العكس كان تأثيرها ايجابيا وسأعطيك أكثر من مثال على ذلك. فالسفير الاسرائيلي في مصر لا يجد له مكان في هذا البلد وقد بات وجوده مرفوضا أكثر من أي وقت مضى. وقبل يومين كان في المغرب مشارك اسرائيلي دعي لحضور ندوة في هذا البلد ولكنه اضطر للهرب لأن وجوده أيضا كان مرفوضا. وفي الاردن وخلال ندوة في الجامعة الاردنية تكرر المشهد نتيجة الاحتجاجات الطلابية الشعوب كانت دوما مع القضية الفلسطينية وقد كانت هذه الشعوب تقمع في السابق وتمنع من التعبير عن مواقفها ولكن اليوم لا أحد يستطيع قمعها. اذن المطلوب من الحكومات الجديدة فتح باب التضامن على مصراعيه وألا تشكل أي نوع من أنواع القمع على المظاهرات التضامنية مع شعبنا وأن تسمح بها وتوفر لها الغطاء الاعلامي المطلوب.
*هل حسمت مسألة المشاركة الفلسطينية في القمة، وهل سيكون الحضور لسلطة رام الله أم للحكومة المقالة في غزة؟
- المسألة محسومة، «حماس» لا تشارك في القمة، ومن هنا أقول أن الخلاف الفلسطيني الفلسطيني سلبي جدا على القضية وهو ليس ناجما عن خلافات استراتيجية ولكنه خلاف على السلطة، والجميع يعرف أنها سلطة وهمية تحت الاحتلال وهذا شيء مؤسف ناجم عن تغليب المصالح الذاتية.
* وما هي الاولويات المطروحة أمام الشعب الفلسطيني اليوم في ظل المشهد العربي السائد عموما؟
- تفعيل المقاومة الشعبية وتصعيد المقاومة وتوحيد الصفوف وتشكيل قيادة موحدة وتعزيز حملة العقوبات والمقاطعة لكل شيء وتحريم وجود أي بضاعة أو زيارة لأي مسؤول اسرائيلي في الدول العربية.
* ولكننا لا نرى بضاعة إسرائيلية في الاسواق العربية؟
- بلى هي موجودة وتحت غطاءات وشعارات مختلفة. لقد بدأنا حملة جدية في أوروبا لمقاطعة البضائع الاسرائيلية وكشف الشعارات التي تروج باسمها ونجحنا الى حد كبير في ذلك ولكن لا يزال ينتظرنا الكثير.
* وماذا عن ملف الفلسطينيين في سوريا وتداعيات الأزمة السورية على وجودهم في هذا البلد؟
-الفلسطينيون في سوريا كانوا حريصين منذ بدابة الازمة على عدم التدخل في الازمة وعلى احترام ارادة الشعب السوري وهذا ما حمى الشعب الفلسطيني حتى الآن.
* رسالتكم إلى القمة في يوم الارض؟
- رسالتنا واضحة وهي رسالة شعب مصمم على الحرية والسيادة والاستقلال لن نرضى أن نكون عبيدا للاحتلال والنضال سيتوج بالنصر ويوم الارض سيكون نهوضا رائعا للمقاومة.

هيثم مناع:
لا نريد حرب محاور تلعب بالدم السوري

* ترفع قمة بغداد شعار «قمة الربيع العربي»، كيف تنظر المعارضة السورية إلى هذه القمة، وما هي انتظاراتكم منها؟
- من الناحية الرسمية لم توجه دعوة لهيئة التنسيق الوطني لحضور قمة بغداد، وفي اعتقادي فإن مؤتمر القمة ضروري من أجل تفعيل وتأكيد دور جامعة الدول العربية في حل المشكلة السورية باعتبار أن هذا الدور هو القاسم المشترك الأعلى، وبالتالي فإننا نريد أولا من القمة أن تؤكد على خطة العمل العربية وهذا أول نص يجب أن توافق عليه ولو شفاهيا كل الاطراف. وثانيا أن تؤكد القمة على دعم مهمة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان. وثالثا أن تؤكد على دور الحل السياسي في الانتقال الى الديموقراطية والتخلص من الدكتاتورية وآخر منتجاتها الحل الأمني العسكري وردود الفعل عليها.
نحن مازلنا نعول على دور الجامعة العربية حتى الآن ومازلنا نحذر من الأشكال الموازية التي تحاول الخروج من خطة العمل العربية سواء أكانت شرقية أو غربية خليجية أو ايرانية تركية أو ايرانية... نحن لا نريد حرب محاور تلعب بالدم السوري والدم السوري ليس معركة اقليمية وانما لخلاص الشعب السوري من الدكتاتورية وبناء دولة مدنية دستورية على كامل التراب السوري.
* ولكن سوريا لن تكون ممثلة في القمة اليوم، فما سبب هذا التفاؤل بنتائجها؟
- سواء حضر أو لم يحضر وفد عن سوريا فإن الملف السوري سيكون الحاضر الأكبر... ونحن لا نخاف غيابنا جسديا عن القمة ولا أعتقد أن هناك خوفا على التمثيل السوري لأن شعاراتنا موجودة في ضمير من نعتز بهم من القيادات العربية المساندة للشعب السوري.
* ما هي رسالتكم الى القمة اليوم؟
- أن تجنبنا التدخل العسكري لأننا ضد أن نتحول الى ألعوبة في يد أية حكومة. فقد أيدنا خطة العمل العربية التي كان لنا طرف في صياغتها ولم نكن مجرد شهود ننتظر نصا يقدم لنا. من هنا يأتي حرصنا عليها.
* ولكن إلى متى ستستمر الازمة السورية؟
- ما دام هناك من يمول الشر ومادام هناك من يعتقد أن الشر حلال، وأقصد بالشر هنا السلطة السورية والحل الامني العسكري الذي يمثل الشر المطلق ومادام هناك من يؤمن بشر التسلح والعسكرة الخارجية والداخلية فإن مصيبتنا كبيرة.
-و ماذا عن دور الجيش السوري الا يتحمل المسؤولية الاكبر فيما يحدث وهو الذي تحول من حارس للوطن الى حارس للسلطة وأين الجولان من كل هذا؟
-ليس من حقي أن أتكلم عن كتلة بشرية يفوق عدد من فيها وعائلاتهم 15 بالمائة من سكان سوريا هناك من يروج أن الجيش السوري تحول إلى كتائب للأسد، ولكن هذه دعاوى يروج لها بغباء نحن ضد كل القيادات المجرمة ونطالب بمحاكمتها ونحن أيضا ضد الوحدات الخاصة والشبيحة الذين يعتدون على الناس ولكن لا يحق لنا القول ان هناك مليون عسكري ضد الشعب السوري.أما فيما يتعلق بسوريا فلسنا على استعداد أن نسكت على الجولان لنكسب تصريحات من مسؤول أمريكي أو بريطاني ولو اعترفوا بالشيطان وأقصد المجلس الوطني وبالنسبة لنا فان الوطنية والمواطنة مرتبطتان بشكل عضوي ولن نفرط في متر من الاراضي السورية والا ما الفرق بيننا وبين الاسد؟

المحلل الفلسطيني طلال عوكل من غزة:
رسالتي إلى القمة العربية.. غزة تغرق في الظلام والإحباط

* من غزة المحاصرة ماذا تتوقعون من القمة العربية في بغداد؟
- بكل صراحة وبدون مجاملات نقول انها قمة صعبة جدا، صعبة في توقيتها وفي ظروف انعقادها فالتحديات كبيرة في الوقت الراهن والأجندة مزدحمة بالملفات وبغداد مقر القمة ليست في أفضل أحوالها. الامر لا يتوقف عند حدود اجتماع العراق ورئاسة بغداد للقمة ستستمر حتى العام القادم والوضع في العراق سيقرر مدى نجاح القمة، وفي اعتقادي أنه بالاضافة الى الجدول المزدحم للقمة فمن غير المتوقع أن يحضر الجميع. والاسباب الامنية القائمة لا تطمئن والاعمال الارهابية واعمال المقاومة حتى لا نخلط الامور تعود بقوة.
كذلك فإن العملية السياسية في العراق متعثرة وبالتالي فإنه لا الوضع السياسي ولا الامني يدعو للارتياح. والعراق حتى الان لم يطبع علاقاته بالمحيط العربي كاملا وليست كل الدول العربية أعادت سفراءها الى بغداد وهناك اختلافات غير محدودة مع دول عربية وزعماء يتحفظون على الحضور وكل هذه الاسباب تشكك في نجاح القمة الى حد كبير والفشل سيكون عنوان القمة.أما بالنسبة للتمثيل الفلسطيني فالامر محسوم ومنظمة التحرير والرئيس محمود عباس من يمثل الفلسطينيين فيها كما في مختلف المحافل العربية والدولية وهذا ما ورد أيضا خلال جولة اسماعيل هنية في عدد من الدول العربية.
* وأين تتنزل الثورات العربية في هذه القمة الاولى في خضم الربيع العربي؟
- الوضع العربي ليس في أفضل أحواله وربيع الثورات العربية وما يجره على المنطقة من مصالح وتدخلات وتجاذبات لن يتوقف قريبا، وكل المؤسسات العربية بما في ذلك الجامعة العربية ولجنة المتابعة من وزراء الخارجية لم تتمكن من أن تلعب الدور العربي المطلوب. فكيف يمكن للقمة أن تكون ناجحة في رص الصفوف وتوحيد المواقف؟
هناك تحديات أخرى مطروحة: هل ستجيب القمة على انزلاقات بوابات التسوية للاحتلال الاسرائيلي.. والمفاوضات والصراع الاسرائيلي.. والدور الامريكي، وهل ستجيب على التحدي الايراني وتأثيراته على المنطقة والسيناريوهات المحتملة؟.
هناك ملفات صعبة والقمة ليست في الوضع الذي يسمح بحلها... قناعتي الى حد كبير أن ما سيصدر عن القمة بيانات عامة كما في السابق تعيد التأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني ولا تفيده بشيء.
* وماذا عن الدور المصري بعد الثورة؟
- هذا الامر مرتبط بمدى استقرار الوضع في مصر بعد انتخابات مجلس الشعب ومجلس الشورى وفي انتظار الانتخابات الرئاسية لا شيء يتحرك عموما من المبكر الاعتقاد بأن الوضع سيستقر مع الاخوان. نحن اذن لسنا أمام تغييرات جذرية على الاقل في الوقت الراهن.
* وماذا عن المشهد في غزة؟
- المشهد في غزة كئيب. أزمة الكهرباء التي دخلت شهرها الثاني ونقص الوقود والنفط أثر على الوضع الى حد كبير والشعور بالإحباط بلغ درجة قصوى.. كل ذلك الى جانب غياب المصالحة وتعقيدات الوضع الاقتصادي والسياسي يجعل الأزمة غير مؤقتة. اليوم الوضع في غزة أصعب بكثير مما كان عليه.. القطاع يعيش في ظلام من كل جانب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.