إنتهى التّصويت.. وانطلق الفرز وبدأ قلق المترشحين في انتخابات الرئاسة المصرية وأنصارهم في ظل عدم وضوح الرؤية وعدم استقرار نسب التقدم بين المترشحين واختلافها من محافظة الى أخرى. النتائج الأولية لأول انتخابات رئاسية تشهدها مصر بعد «ثورة 25 يناير»، وأول انتخابات تعددية، حرة، ديمقراطية وشفافة، تقاسم الفوز فيها خمسة مرشحين وهم رئيس حزب «الحرية والعدالة» الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين» محمد مرسي وعمرو موسى المرشح المستقل وأحمد شفيق المرشح المستقل والذي يوصف في مصر ب»الفلول» أي جماعة النظام السابق وحمدين صباحي المستقل سياسيا والناصري التوجه وعبد المنعم أبوالفتوح الاسلامي-المستقل. ولم تفرز النتائج الاولية تقدم احد الخمسة عن الآخرين بشكل كبير حيث تقاسموا المرتبة الاولى بين عدة محافظات مع تقدم نسبي لشفيق ومرسي وصباحي رغم أن جماعة «حزب الحرية والعدالة» حاولوا أمس ابراز تقدم مرشح حزبهم. كما ابرزت النتائج الاولية لحد مساء أمس، تحقيق حمدين صباحي تقدما غير منتظر رغم أنه من بين الخمسة المرشحين بالفوز حيث أشارت الارقام تقدمه في العديد من مراكز الاقتراع، خاصةً في محافظة كفر الشيخ، التي ينتمي إليها. نفس الشيء ينطبق أيضا على شفيق آخر رئيس وزراء في عهد مبارك والذي يبدو أن الحملة التي شنت ضده واعتباره من «الفلول» وتواصل لمبارك لم تؤت أكلها وحقق الى حد كتابة هذه السطور نتائج جيدة في اغلب المحافظات وخاصة التي توصف في مصر ب»الفلاحين». وعلى عكس صباحي وشفيق، فان الارقام لم تكن منتظرة بالنسبة لعمرو موسى حيث تراجعت لحد الان عما كان متوقعا رغم أن نتائج القاهرة تبقى هي الحاسمة لموسى ونفس الشيء بالنسبة لأبو الفتوح الذي ورغم تقدمه في عدد من المحافظات، فان النسب تبدو أقل مما كان يأمل. سيناريوهات النتائج وبدأت الاوساط السياسية والاعلامية المصرية أمس في رسم سيناريوهات النتائج وملامح واحتمالات وفرص كل مرشح من بين المرشحين الخمسة في ظل التأكد النهائي بأن بقية المرشحين الثمانية اكتفوا بشرف المشاركة والمنافسة لا غير. واشارت كل التحاليل السياسية والاعلامية الى أنه لا يمكن الحديث عن الاسمين المرشحين للدورة الثانية في ظل استحالة فوز أحد المرشحين بنسبة 50 بالمائة زائد 1- قبل يوم الاحد وحتى قبل الاعلان عن النتائج رسميا يوم الثلاثاء وأن كل المفاجآت واردة بين «الخمسة الكبار» في انتظار الكلمة النهائية للصندوق. العسكر يفتخر من جهته واصل «العسكر» المسك بدواليب الانتخابات والحرص من بعيد على انجاح دور القضاة المكلفين بالإحصاء وتعداد الاصوات. وفي تصريح ل»الصباح» داخل المركز الاعلامي في مقر التلفزيون المصري ذكر الفريق سامي عنان نائب رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن «المجلس العسكري وعد بإنجاح الانتخابات وأوفى بوعده». وأضاف أن «العالم كله بسياسييه ومراقبيه ولجانه أكد على نجاح الانتخابات المصرية بل إن النجاح فاق تصور اشد المتفائلين. وهذا ما يفتخر به المجلس العسكري، بل وكل مصري». وحول نتائج الانتخابات واحتمالات توتر الاوضاع بعد الاعلان عنها ذكر عنان ل»الصباح» ان المجلس العسكري وعد قبل الانتخابات واثناءها بانه سيسلم السلطة الى من يختاره الشعب سواء الثلاثاء القادم في صورة فوز احد المرشحين او بعد الدورة الثانية من الانتخابات». الصحف تحدد ملامح الرئيس المنتظر من جهتها رسمت الصحف المصرية الصادرة أمس الى جانب تغطيتها للحدث ووضعها لسيناريوهات الفوز، ملامح الرئيس المقبل ومهامه والخطوط الحمر التي يجب عليه عدم تخطيها. وحددت صحيفة الأهرام في افتتاحيتها عدة أولويات للرئيس القادم عليه الالتزام بها من أجل شعب مصر، إذ شددت الصحيفة على ضرورة خلع قناع «الحاكم الفرعون» إلى الأبد. وأكدت على ضرورة اختيار الأجدر والأكفأ من المساعدين والمستشارين والوزراء كل في مجاله، وطالبت بضرورة التخلي عن المواكب والزفة الكذابة وترشيد نفقات قصر الرئاسة ودواوين الحكومة. وأعربت عن أملها في ألا ينساق الرئيس القادم وراء محاولات أعضاء البرلمان الدخول في أمور فرعية وسن تشريعات ليست ذات أولوية. وطالبت الصحيفة الرئيس القادم بألا يسعى للتحايل على الديمقراطية الوليدة ويعمل على تقويضها بإجراء تعديل على الدستور يسمح له بالبقاء فترة أطول في السلطة، وألا يستغل أجهزة الدولة في الدعاية لنفسه. بدورها ذكرت صحيفة «الجمهورية» في افتتاحيتها أن «التاريخ سوف يسجل ان هذا الشعب المناضل الصابر هو الفائز الأول فوق قائمة المرشحين أيا كان مجموع الأصوات التي حصلوا عليها من ملايين الناخبين». وأوضحت الصحيفة إلى أن الشعب أدرك بحسه الواعي مدى خطورة مهمة الاختيار بالنسبة لعملية إعادة بناء الدولة بعد الثورة المجيدة، مشيرة إلى أنه أقبل على صناديق الاقتراع متحملا المسؤولية ليضع فيها اسم من يراه جديرا بقيادة هذه العملية الفاصلة في مستقبل الثورة والوطن. ومن جانبها هاجمت صحيفة «الدستور» جماعة الإخوان المسلمين وتساءلت في صدر صفحتها الأولى وفي عنوانها الرئيسي: «هل تسقط مصر في قبضة الإخوان»، مشيرة إلى خطر أن يمسك الاخوان بالسلطة التنفيذية الى جانب التشريعية التي فازوا بها في انتخابات مجلس الشعب منذ أيام. إذن سينتظر الشعب المصري 72 ساعة أخرى على الاقل ليتعرف على المرشحين اللذين سيتنافسان في الدورة الثانية من الانتخابات بعد صدور النتائج النهائية من «قصر الأندلس» حيث مقر اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية.