* نطلب حماية دستوريّة ولا نرغب في ممثل لنا في البرلمان * لا نرفض الخدمة العسكريّة لكن.. !؟ تونس - الأسبوعي إتسمت دعوة ممثلين عن الطائفة اليهوديّة يتقدمهم كبير الأحبار اليهود حاييم بيتان للحضور أمام لجنة السلطة التشريعية والتنفيذية والعلاقة بينهما منذ أيام بأجواء ايجابية وبحفاوة الاستقبال من طرف النواب للحضور، وقد دعا كبير الحاخامات حاييم بيتان إلى تكريس قيم المواطنة والمساواة في الدستور بما يضمن حماية أقدم طائفة دينية في البلاد وهي الطائفة اليهودية المتجذرة تاريخيا في هذه البلاد ونتقاسم معها قيم المواطنة وتدين بالولاء الكامل لتونس.. ويذكر أن الطائفة اليهودية كانت قد تعرّضت في وقت سابق إلى تهديدات بالاعتداء عليها من طرف جماعات دينية متطرّفة وهو ما أثار استنكار المجتمع التونسي الذي لا يفرّق عادة بين يهودي ومسلم ناهيك وأن جزيرة جربة تعتبر مثالا عالميا وليس محليّا للتعايش السلمي بين اليهود والمسلمين، وتضمّ الجزيرة أقدم كنيس يهودي في إفريقيا وهو كنيس الغريبة الذي استقبل هذه السنة أكثر من 1500 يهودي في موسم الحجّ السنوي للكنيس ويذكر أن رئيس الحكومة في زيارته الأخيرة لجربة رحّب بالحجيج اليهود واعتبر أن تونس منفتحة على كل الحضارات والأديان.. «الأسبوعي» أجرت حوارا مع بيريز الطرابلسي رئيس الطائفة اليهوديةبجزيرة جربة ورئيس كنيس الغريبة وقد سلطنا الضوء من خلال هذا الحوار على عدّة جوانب منها رأيه في زيارة كبير الحاخامات ومرافقيه للمجلس التأسيسي والمشاركة السياسية للطائفة وغيرها من المسائل ذات العلاقة بهذه الطائفة وفي جميع المجالات.. أجرت الحوار: منية العرفاوي ٭ دعوة كبير الأحبار اليهود حاييم بيتان للاستماع له ومرافقيه أمام لجنة السلطة التنفيذية والتشريعية والعلاقة بينهما بالمجلس التأسيسي وطرح تصوّرات الطائفة للمشهد السياسي التونسي كيف تقيمونه؟ أولا نحن لا علم لنا بالأمر ولم تقع دعوتنا.. وعموما لا نعتقد أن كبير الأحبار يحق له التحدّث في الشأن السياسي وطرح وجهة نظره في هذا الأمر.. فهو كبير الحاخامات اليهود وبالتالي دوره ديني بالأساس ولا علاقة له بالسياسة وبالنسبة للدستور فنحن بالتأكيد نأمل أن ينصّ على حقوقنا المدنية والاجتماعية والاقتصادية كغيرنا من التونسيين.. والتي لم ننعم بها من قبل وطوال عهد دولة الاستقلال سواء مع بورقيبة أو بن علي ولكن أؤكّد اننا نرفض التفرقة أو معاملتنا كغرباء عن المجتمع فنحن «توانسة» قلبا وقالبا والاختلاف الديني لم يشكّل منذ وجودنا في هذه البلاد أي فرق عن باقي التونسيين. ٭ هناك من يطرح أفكارا مختلفة لإرساء الضمانات التي تكفل حقوقكم كأقلية دينية يجب أن توفر لها الحماية القانونية كإمكانية التنظّم في أحزاب أو تخصيص مقاعد برلمانية للطائفة اليهودية.. ما رأيكم؟ بالنسبة لنا نحن نرفض تأسيس أحزاب على أساس الدين اليهودي.. فكما سبق وذكرت نحن تونسيون ومن يريد منّا المشاركة في الحياة السياسية فله الالتحاق كغيره من المواطنين بأحد الأحزاب الناشطة حاليا وكذلك نحن لا نرغب في تخصيص مقاعد في البرلمان للطائفة فالنواب سيمثلون الشعب التونسي وبالتالي سيمثلوننا كغيرنا من أبناء الشعب. ٭ التنصيص على الدين الإسلامي كشرط أساسي للترشّح إلى المناصب العليا للدولة هل يزعجكم؟ لا نرى مانعا في ذلك ونحن ليس لدينا من يريد أو من تتوفر فيه هذه الشروط للترشّح لمنصب رئيس الجمهورية أو غيره نحن فقط نريد أن نتعايش بسلام مع إخواننا -كما كنّا دائما- وأن يطبّق علينا نفس القانون أي بنفس الحقوق ونفس الواجبات. ٭ لكن رغم الاعتراف الضمني بيهود تونس بأنهم مواطنون كغيرهم من التونسيين فإن هناك واجبات لا يؤديها اليهودي كالخدمة العسكرية كيف تفسرون ذلك؟ منذ عهد بعيد لا يشارك اليهود في أداء الخدمة العسكرية ولأسباب تختلف من زمن إلى أخر.. ونحن لا نرفض من حيث المبدأ الخدمة العسكرية.. لكن هناك عوائق واقعية تحول دون ذلك من بينها أن الطائفة اليهودية لها تقاليدها الخاصّة وعاداتها التي تختلف عن تقاليد وعادات المجتمع التونسي من حيث المأكل، وكذلك العطل الدينية، وبالتالي هذه أشياء قد تحول دون أن نؤدي الخدمة العسكرية. ٭ كثر الحديث منذ مدّة على ضرورة التنصيص على مناهضة التطبيع مع إسرائيل.. ما رأيكم أنتم؟ ليس لنا رأي معيّن في هذه المسألة.. فنحن مع الشعب والمجلس التأسيسي سواء نصّ على مناهضة التطبيع في الدستور أو لم ينصّ على مناهضة التطبيع مع اسرائيل.. فنحن لا شأن لنا باسرائيل لا من قريب ولا من بعيد.. نحن نهتم بتونس فقط لأنها بلدنا وبلد أجدادنا، هنا ولدنا وهنا سنموت. ٭ بعد إدراج اللغة التركية في المناهج التربوية كمادة اختيارية تساءل البعض لماذا لم تدرج اللغة العبرية الأقدم في البلاد؟ لا أعتقد أن ذلك في النهاية يمثل مشكلا لكن أتساءل بدوري لم لا تدرج ؟