دعت وزارة الداخلية في أكثر من مرة عبر عدد من بلاغاتها الى ضرورة التزام النقابات الأمنية ب» عدم تسييس العمل النقابي وعدم التعاطي مع الجهات السياسية والجهات النقابية غير الأمنية داخل البلاد وخارجها». وحذرت من إصدار منشور أو بيان أو تصريح نقابي يفهم منه التحريض على تعطيل العمل الأمني أو على سوء الانضباط أو يتضمن إفشاء أسرار مهنية . كما طالبت النقابات الأساسية الأمنية واتحاداتها الالتزام « بواجب التحفظ والمحافظة على السر المهني وعدم التدخل في شأن التسيير والتصرف الإداريين». في المقابل وبعد تعرض بعض النقابيين إلى الإيقاف أعربت نقابتا الأمن والنقابات الجهوية الراجعة لها بالنظر إلى قلقها إزاء المضايقات التي يتعرض لها بعض منتسبيها من نقل وصفتها بالتعسفية وإيقاف للبعض الآخر. وعلى ضوء هذه الوضعية تعالت دعوات لضرورة اتحاد نقابتي الأمن لرص الصفوف والوقوف أمام أي محاولة لتشتيت العمل النقابي. وللحديث عن هذه الدعوة ولمعرفة وجهة نظر كل نقابة وتحفظاتها منها. اتصلت «الصباح الأسبوعي» بكاتبي نقابة الأمن التونسي واتحاد نقابات قوات الأمن التونسي فكانت هذه آراؤهما. اتحاد ضروري يقول منتصر الماطري الكاتب العام لاتحاد نقابات قوات الأمن التونسي:» لابد من تجسيم فكرة الاتحاد للوقوف أمام آية محاولة لتشتيت العمل النقابي بسلك الأمن لأننا الآن في حاجة إلى هيكل نقابي قوي يحول دون أي مضايقات او محاولات من وزارة الإشراف لإيقاف العمل النقابي. نسعى حاليا كاتحاد نقابات قوات الأمن التونسي بمعية الهيئة المستقلة للمبادرة إلى توحيد مسار الاتحاد والقيام بإجراءات ووضع الآليات الكفيلة بهذا التحول عبر تكوين لجان تعنى بالقانون الأساسي الموحد والهيكلة الجديدة للاتحاد المرتقب. خلاصة القول وأمام التحديات التي يمر بها العمل النقابي الأمني فانه لا خيار أمامنا سوى الاتحاد لتوحيد الصف والدفاع عن ممثلينا ومنتسبينا». اتحاد في المبادئ أوّلا بدوره يرى عبد الحميد الجراي الكاتب العام لنقابة قوات الأمن التونسي انه وعلى ضوء ما يتعرض له العمل النقابي والنقابيين من مضايقات فان في حال استمراره سينذر ذلك وعلى حد تعبيره بسقوط مشروع النقابة، وقد تحدث عن النقل التي اعتبرها تعسفية التي يتعرض لها الامنيون خاصة النقابيون منهم، وفي هذا الصدد قال:» لا وجود لأي طرف يعرض فكرة الاتحاد لكن لا وجود في اعتقادي لمبدأ الاتحاد لغياب التوافق بين النقابتين. لقد تعهدنا كنقابة وطنية للدفاع عن زملائنا فلا سبيل للتفرقة للدفاع عن الهيكل النقابي. لابد لنا ان نتوحد اولا في المبادئ ضد الضغط المسلط علينا لان في تغييبنا سيكون تشريعا للدكتاتورية التي عانينا منها نحن كأمنيين كثيرا، فالمشكل ليس في صفة واسم الهيكل النقابي الممثل للامنيين النقابة الوطنية او اتحاد النقابات بل الأساس من يدافع عن الأمنيين وعن العمل النقابي».