مثل امام الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف ببنزرت متهم موقوفا لمقاضاته من اجل قتل نفس بشرية عمدا مع سابقية القصد طبقا لمقتضيات الفصل 201 و202 من المجلة الجزائية غير ان محكمة الدرجة الأولى غيرت الوصف واعتبرت الافعال من قبيل الجرح الواقع عمدا دون قصد القتل نجم عنه الموت طبقا لمقضيات الفصل 208 من المجلة الجزائية وقاضته بالسجن لمدة 10 اعوام. فاستأنفت النيابة العمومية الحكم الابتدائي. الوقائع جدت خلال شهر أوت من سنة 2006 حيث لفظ الهالك انفاسه الاخيرة بمستشفى الرابطة بتونس العاصمة بعد ان وقع بتر ساقه بسبب الطعنة القوية التي تعرض لها بواسطة سكين من طرف المتهم (20 سنة) عندما كان يباشر عمله بمشرب بشاطئ سيدي سالم ببنزرت. الضحية (23 سنة) كان يستعد لحفل خطوبته اذ كان ينوي طلب يد فتاة مقيمة بالخارج (فرنسا) ولكن يدا عابثة استهدفته وحولت افراح العائلة الى أحزان. وعن الواقعة فان المجني عليه توجه الى مشربة يعمل بها وتقع بشاطئ سيدي سالم ومرت ساعات العمل عادية لكن في حدود الساعة الواحدة من فجر اليوم الموالي اقتحم شاب كان بحالة سكر ويقطن بمنطقة ظهر الكدية المشربة وطلب من القهواجي ان يسلمه مبلغا ماليا ليقتني قارورة خمر اضافية ويكمل بها القعدة ولما اعتذر له هذا الاخير بكل لطف ألح القاتل في طلبه ولما تأكد انه لن يحصل على شيء استل سكينا وسدد بواسطتها طعنة حادة استقرت في ساق القهواجي ونقلوه على جناح السرعة الى المستشفى الجهوي ببنزرت ومنه الى مستشفى الرابطة بالعاصمة حيث وقع بتر الساق المصابة ولكن الاطباء عجزوا عن ايقاف النزيف الدموي الحاد الذي لحق به جراء الطعنة التي تلقاها ليلفظ لاحقا انفاسه الاخيرة وللاشارة فان الهالك هو العائل الوحيد لتسعة اشخاص من عائلته وبرحيله فقدت عائلته مورد رزقها الوحيد. المحاكمة خلال المحاكمة اقسم المتهم بانه لم يكن ينوي ازهاق روح القهواجي وقد ارتكب افعاله تحت تأثير الكحول وسانده محاميه في اقواله مؤكدا ان منوبه صغير السن ومازال المستقبل امامه والطعنة التي اصاب بها الهالك لم تؤد الى الموت مباشرة وبالتالي النية القصدية للقتل غير متوفرة ولهذا التمس من المحكمة باعتبار الافعال التي قام بها منوبه من قبيل الاعتداء بالعنف الشديد الناجم عنه الموت والحكم بغاية التخفيف وباعذار المتهم طلب التخفيف فقضت المحكمة بعد المفاوضة القانونية بسجن القاتل لمدة 5 أعوام.