مازال ملف شهداء وجرحى الثورة بمختلف ولايات الجمهورية من الملفات الساخنة، فعائلات الشهداء لم تندمل جراحها بعد بل أن الأحكام الابتدائية الصادرة في هذه القضايا أججت مشاعر العائلات الغاضبة والمطالبة ب"القصاص" ولاشيء غيره كما أن جرحى الثورة مازالوا يعانون عاهات كثيرة ومتنوعة ويجابهون بصبر الألم وغلاء ثمن الأدوية وينتظرون مصيرا مجهولا أمام غياب وتراجع المساندة والاهتمام الذي عرفته القضية في بدايتها.. حلمي الشنيتي شقيق الشهيد غسان الشنيتي من مدينة تالة تحدث ل "الصباح" مؤكدا غياب الجدية في التعامل مع ملف الشهداء وخاصة على مستوى المحاسبة وعبر عن أسفه لأن جل الحقوقيين الذين ساندوا "القضية" في البداية لم يواصلوا المشوار، فليس هناك متابعة للموضوع فالمنظمات والجمعيات وحتى الرابطة بمعزل عن حاضر قضية الشهداء. وأضاف: حلمي "مازلنا الى اليوم نتساءل عن هويات قتلة الشهداء مادام هناك من المتهمين من تحصل على البراءة فنحن لا نريد سوى الحقيقة". وذكر أن السياسيين حاولوا تهميش قضية الشهداء ومن بينهم حسب قوله سمير ديلو فشقيقه مات من أجل الكرامة ولكن كرامته أهينت لأنهم أخذوا بعين الاعتبار مسألة التعويض فحسب دون اتباع سياسة المراحل واعتبر أن الحكومة اعتمدت سياسة "المساومة" وليست المحاسبة واعتبر أن التعويضات "ماهيش مزية" كما أنها ليست من أوائل المطالب بل الأولوية للمحاسبة والمعاقبة لأنها تهم الجميع. "لن ننساكم" حملة سماع التشكيات وذكر حلمي الشنيتي أنه تم تأسيس جمعية " لن ننساكم" لرعاية عائلات الشهداء والجرحى وترسيخ مبدأ العقاب في اطار المحاسبة هذا بالاضافة الى تنظيم حملة "اذا خصيمكم الحاكم آشكون تخاصم " والتي يتم من خلالها جمع تظلمات من كافة جهات الجمهورية من عائلات الشهداء لسماع تشكياتها في غياب اجابة مقنعة من الأطراف المسؤولة. المقاطعة وأضاف محدثنا أن أقارب الشهداء والجرحى يطالبون بالمحاسبة لأن العقاب الجزائي ولاحظ أن"الظلم" في قضية الشهداء انطلق من قلم التحقيق العسكري الذي ترك ثغرات مكنت بعض المتهمين من الحصول على البراءة ووصف محاكمة المتهمين في قضايا الشهداء ب"المهزلة" واعتبر أنه تم رسم خارطة طريق تؤدي الى البراءة. ما مصير التحقيقات الستة؟ وذكر أن الاستئناف لا يرجى منه خيرا واستغرب سرعة تعيين الجلسة الاستئنافية لقضية شهداء تالة والقصرين والتي اقتصرت على شهر واحد وطالب بفتح بحث تحقيقي جدي مجددا في القضية ولاحظ وجود 6 قضايا تحقيقية مستقلة أخرى مهملة متعلقة بملف الشهداء. وأضاف أن الجلسة الاستئنافية الثانية لقضية شهداء تالة والقصرين حددت ليوم 27 سبتمبر الجاري وقد قررت عائلات الشهداء مقاطعتها والاكتفاء بتنظيم وقفة احتجاجية أمام المحكمة وتوجه في النهاية حلمي بنداء الى عائلات الشهداء للتمسك بالأمل ودحض اليأس لاظهار حق أبنائها.