تمكن الدكتور مراد عصيدي، الباحث التونسي في جامعة لافال Centre de Recherche en Biologie de la Reproduction, Laval University بمقاطعة كيبيك بكندا، من اكتشاف هامّ سوف يُحدث نُقلةً نوعية في معالجة العقم. وخلال إعداده لأطروحة الدكتوراه، تمكن الباحث من تحليل التعبير الجيني في الخلايا الركامية البشرية المحيطة بالبويضة وقيس قدرة هذه الأخيرة على إنجاح النمو الجيني.. إذ تعتبر جودة البويضات مرحلة حاسمة وحرجة لنجاح عملية اللِقاح الاصطناعي أو الحقن المجهري، وكذلك مراحل النمو الجنيني، ووصولا إلى ولادة طفل في صحة جيّدة. ويرى الباحثون أن نتائج دراستهم تعد "اختراقا علميا" جديدا يعزّز من آمال الأزواج الذين يعانون من العقم، والذين قد يتمكنون بفضل هذه الدراسة من أن يكونوا آباء لأبنائهم البيولوجيين. وقام الدكتور مراد عصيدي بتحديد المؤشرات الحيوية الجينية التي يمكن الاعتماد عليها للتنبؤ بطريقة كمية وبجودة البويضات التي كان وإلى اليوم يتم ختيارها بمعايير مورفولوجية غير دقيقة وقد تمّ تسجيل هذا البحث في براءة اختراع عدد 2011/057411 لسنة 2011، كما نشر في مجلة مختصة The Journal of Assisted Reproduction and Genetics في السنة ذاتها. ولعل أهمّ ما ميّز هذا البحث هو تحديده ل7 جينات مرتبطة بالبويضات التي تؤدي إلى الحمل، ممَا يُسهل اختيار نقل الأجنة عالية الجودة التي يتم نقلها للأمهات بعد الإخصاب المجهري؛ وعلاوة على مساهمته في رفع نسب نجاح معالجة العقم، سيساهم هذا الاكتشاف في الحدّ من نسب الإجهاض ومن مخاطر الحمل المتعدد على الأم والطفل عبر ترشيد عدد الأجنة التي يتم نقلها إلى الأم لكي لا تتجاوز الجنين الواحد أو على أقصى تقدير اثنين. كما يمكن لنتائج هذه الدراسة أن تُسهم في إثراء المعرفة الحالية للأحداث والآليات الجينية والحيوية اللاحقة للإخصاب ونمو الجنين التي لا تزال غير معروفة على وجه الدِقة. لتحق الدكتور العصيدي منذ السنة الماضية بجامعة ماكغيل (McGill University Health Centre) حيث يشتغل كباحث في علوم التناسل، والوراثة ومعالجة العقم.