فوز رئيس المجلس العسكري في تشاد في الانتخابات الرئاسية    بعد معاقبة طلاب مؤيدين لفلسطين.. رئيسة جامعة كورنيل الأمريكية تستقيل    بنزرت.. الاحتفاظ بثلاثة اشخاص وإحالة طفلين بتهمة التدليس    نبات الخزامى فوائده وأضراره    وزير الخارجية: تونس حريصة على المحافظة على العلاقات التّاريخية والطّبيعية التّي تجمعها بالاتّحاد الأوروبي    المرسى: القبض على مروج مخدرات بحوزته 22 قطعة من مخدّر "الزطلة"    بسبب التّهجم على الإطار التربوي.. إحالة ولي على محكمة الناحية بسوسة    استدعاء سنية الدّهماني للتحقيق    أولا وأخيرا...شباك خالية    للنظر في إمكانية إعادة تأهيل عربات القطار: فريق فني مجري يحل بتونس    أم تعنّف طفليها وتسبب لهما كسورا: وزارة المرأة تتدخل    شكري حمدة: "سيتم رفع عقوبات الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات في أجل أقصاه 15 يوما"    الرابطة 1 (مرحلة التتويج) حسام بولعراس حكما للقاء الكلاسيكو بين الترجي والنجم    المدير الفني للجنة الوطنية البارلمبية التونسية ل"وات" : انطلقنا في الخطوات الاولى لبعث اختصاص" بارا دراجات" نحو كسب رهان التاهل لالعاب لوس انجليس 2028    تونس تفوز بالمركز الأول في المسابقة الأوروبية لزيت الزيتون    قبلي: تنظيم يوم حقلي في واحة فطناسة بسوق الاحد حول بروتوكول التوقي من عنكبوت الغبار    هام/ وزارة التربية: "نحن بصدد بلورة تصوّر جديد لمعالجة هذا الملف"..    المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بصفاقس تواصل حملتها على الحشرة القرمزية    اللغة العربية معرضة للانقراض….    تظاهرة ثقافية في جبنيانة تحت عنوان "تراثنا رؤية تتطور...تشريعات تواكب"    قابس : الملتقى الدولي موسى الجمني للتراث الجبلي يومي 11 و12 ماي بالمركب الشبابي بشنني    عاجل : إغلاق مطار دكار بعد إصابة 11 شخصاً في حادث طائرة    سلالة "كوفيد" جديدة "يصعب إيقافها" تثير المخاوف    سابقة.. محكمة مغربية تقضي بتعويض سيدة في قضية "مضاعفات لقاح كورونا"    181 ألف بناية آيلة للسقوط في تونس ..رئاسة الجمهورية توضح    نابل: الكشف عن وفاق إجرامي يعدّ لاجتياز الحدود البحرية خلسة    الزمالك المصري يعترض على وجود حكام تونسيين في تقنية الفار    أبطال أوروبا: دورتموند الأكثر تمثيلا في التشكيلة المثالية لنصف النهائي    زغوان: حجز 94 طنا من الأعلاف غير صالحة للاستهلاك منذ افريل المنقضي    كأس تونس: البرنامج الكامل لمواجهات الدور ثمن النهائي    يمنى الدّلايلي أوّل قائدة طائرة حربية مقاتلة في تونس    دراسة صادمة.. تناول هذه الأطعمة قد يؤدي للوفاة المبكرة..    عاجل/ الحوثيون يعلنون استهداف ثلاث سفن بصواريخ وطائرات مسيرة..    الزغواني: تسجيل 25 حالة تقتيل نساء في تونس خلال سنة 2023    مفزع: 376 حالة وفاة في 1571 حادث مرور منذ بداية السنة..    سليانة: تنظيم الملتقى الجهوي للسينما والصورة والفنون التشكيلية بمشاركة 200 تلميذ وتلميذة    حماية الثروة الفلاحية والغابية من الحرائق في قابس....و هذه الخطة    في وقفة احتجاجية أمام مقر الاتحاد الأوروبي.. "تونس لن تكون مصيدة للمهاجرين الأفارقة"    قضية مخدّرات: بطاقة ايداع بالسجن في حق عون بالصحة الأساسية ببنزرت    السلطات السعودية تفرض عقوبة على كل من يضبط في مكة دون تصريح حج.    مقارنة بالسنة الفارطة: تطور عائدات زيت الزيتون ب91 %    الثلاثي الأول من 2024: تونس تستقطب استثمارات خارجيّة بقيمة 517 مليون دينار    الفيلم العالمي The New Kingdom في قاعات السينما التونسية    كشف لغز جثة قنال وادي مجردة    على طريقة مسلسل "فلوجة": تلميذة ال15 سنة تستدرج مدير معهد بالفيسبوك ثم تتهمه بالتحرّش..    البطولة العربية لألعاب القوى للشباب: ميداليتان ذهبيتان لتونس في منافسات اليوم الأول.    عاجل/ نشرة استثنائية: أمطار متفرقة بهذه المناطق..    بطولة روما للتنس للماسترز : انس جابر تواجه الامريكية صوفيا كينين في الدور الثاني    كتاب«تعبير الوجدان في أخبار أهل القيروان»/ج2 .. المكان والزّمن المتراخي    آخر أجل لقبول الأعمال يوم الأحد .. الملتقى الوطني للإبداع الأدبي بالقيروان مسابقات وجوائز    «قلق حامض» للشاعر جلال باباي .. كتابة الحنين والذكرى والضجيج    محمد بوحوش يكتب...تحديث اللّغة العربيّة؟    مدْحُ المُصطفى    ستنتهي الحرب !!    إذا علقت داخل المصعد مع انقطاع الكهرباء...كيف تتصرف؟    عشرات الشهداء والجرحى والمفقودين جراء قصف متواصل على قطاع غزة    بعض مناضلي ودعاة الحرية مصالحهم المادية قبل المصلحة الوطنية …فتحي الجموسي    متى موعد عيد الأضحى ؟ وكم عدد أيام العطل في الدول الإسلامية؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تونس ما بعد الفيديو
ملف: تطورات.. تداعيات.. وغدا "الوفاق"
نشر في الصباح يوم 15 - 10 - 2012

مازال الفيديو المثير للجدل الذي تناقلته مؤخرا مواقع الانترنات وشبكات التواصل الاجتماعي فايسبوك والذي يظهر فيه زعيم حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي في اجتماع نادر مع سلفيّين ويقول فيه ان العلمانيين يسيطرون على كل مفاصل الدولة بما في ذلك الاقتصاد والجيش والاعلام يلقي بظلاله على الساحة السياسية رغم التوضيحات التي صدرت من قياديّي الحركة
وأولهم الشيخ راشد الغنوشي نفسه فانه طرح عديد التساؤلات والاستفهامات حول تأثيراته على مواقف الحركة في المؤتمر الوطني للحوار الذي يلتئم يوم 16 أكتوبر الجاري وتداعياته على مدى تماسك "الترويكا" الى جانب مدى تغيير فرقائها السياسيين لاولوياتهم في اجندا الحوار بغض النظر عن مدى صدقية ما نشر في الفيديو خاصة ان المسالة ازدادت حساسية بعد نشر فيديو ثان يتضمن مكالمة هاتفية جمعت راشد الغنوشي بالشيخ بشير بن حسن افضت الى الكثير من التأويلات .
وفي ظل هذه الوضعية حاولت "الصباح الاسبوعي" ملامسة هذه المسألة من مختلف جوانبها من خلال هذا الملف مساهمة منها في طرح المواقف ومحاولة لتنقية الاجواء قبل موعد المؤتمر بيوم واحد .

تنازلات محتملة للنهضة لترميم الثقة مع فرقائها السياسيين
وحول مدى تأثير الفيديو الاخير على حركة النهضة في مشاركتها في مبادرة الاتحاد وحوارها مع فرقائها السياسيين والتداعيات الممكنة رغم توضيحات بعض قياديي الحركة لملابسات العملية اكد صلاح الدين الجورشي على ان الاولوية القصوى والعاجلة تكمن في اطلاق الحوار الوطني والعمل على انجاحه وان يقع تجاوز من قبل جميع الاطراف لمختلف القضايا والخلافات الاخرى مهما كانت مواضيعها ومضامينها لان تونس لم يعد بالامكان ان تستمر في حالة عدم حوار بين الاطراف الفاعلة والاساسية وأي قضية اخرى تبقى فرعية بالمقارنة باهمية هذه المبادرة الاساسية التي تبناها الاتحاد.
ومن ناحية ثانية شدد الجورشي على انه يجب ان يدرك جميع الفرقاء ان جزءا من الازمة الراهنة لا يكمن فقط في ضعف الاداء الحكومي او في الاختلافات الايديولوجية بين الاطراف فهذه العوامل الموجودة يجب ان نعطيها الاهمية المطلوبة.. لكن العامل الاخر الذي زاد في تسميم الاجواء هو وجود ازمة ثقة تزداد يوما بعد اخر بين الاطراف السياسية والاجتماعية وذلك بسبب التفاوت الكبير بين الخطاب والممارسة وكذلك بين ظاهر الخطاب ومضمونه وهو امر لا يمكن تجاوزه الا بنقد ذاتي والتخلي عن الاعتقاد بان السياسة هي مجموعة مناورات، لان السياسة خاصة بعد الثورة التي دفع من اجلها التونسيون ثمنا باهضا هي ان السياسة اخلاق او لا تكون.
ولم يخف الجورشي ان ما حدث سيترك بصماته وسيزيد من تعقيد العلاقة بين الاطراف ولكن مع اطلاق الحوار فان المناخ يمكن ان يبدأ في التغيّر بشكل ايجابي وسيصبح اكثر ايجابية عندما ينتهي هذا الحوار الى نتائج ايجابية وملموسة من شانها ان تقلب هذه الصفحة وتعيد الامل للتونسيين ولو بشكل نسبي في قدرة النخبة السياسية على ادارة الشان العام في هذه المرحلة الانتقالية الصعبة.
تصفية حسابات وتشويه
وقال المحلل سالم لبيض ان هناك مجتمعا افتراضيا يبدو موازيا للمجتمع المدني والسياسي الحقيقي يلعب دورا كبيرا في التاثير على الافراد وعلى السياسات وعلى المجموعات والاحزاب وهذا بات محل اعتراف من قبل جميع الفرقاء السياسيين فالنصوص والفيديوات والمواقف المؤثرة او التي تخرج عمّا هو عادي او تلك التي لا يريد اصحابها تحمل مسؤولية وزرها باتت كلها تنشر على الشبكة الافتراضية وخاصة منها الفايس بوك وذهب سالم لبيض الى حد التاكيد على ان رمزية الليل وسواد ظلمته بات له نظير تمثله شريحة فايسبوكية لا تظهر الا لما يسدل الليل ظلمته.
وشدد لبيض على ان الاحزاب برمتها باتت تتاثر وتؤثر في هذه المنظومة في شكل تصفية حسابات تقوم على التشويه الذي لا يلتزم أي قاعدة اخلاقية وفي شكل دعاية ودعاية مضادة. واضاف "اذا اخذنا على سبيل المثال السيد راشد الغنوشي فهذا الفيديو كان منشورا على شبكة اليوتوب منذ 15 افريل الماضي وروجته حركة النهضة لما تقول انه تهدئة للسلفيين فاذا به يعاد انتاجه بشكل جديد ويصنع من خلاله الحدث السياسي وهنا يظهر كيف ان جميع انواع الخطاب بما فيها المصور يمكن ان تلعب دورين متناقضين وذلك بحسب السياق التاريخي الذي تنتج فيه تلك الخطابات وهنا يمكن ان نشير مثلا الى صور تبث اليوم على شبكة الفايسبوك للسيد الباجي قائد السبسي وهو يقود حملة انتخابية للتجمع الدستوري الديمقراطي سنة 1989 والحال ان من يناهضونه هم بدورهم شاركوا في تلك الحملة. ونفهم من هذه الوقائع الافتراضية والفايسبوكية التي تكون لصالح هذا الحزب أو ذاك ان الجمهور الفايسبوكي يضع ولاءاته الحزبية والايديولوجية فوق كل اعتبار وهذا ينسحب على كافة القوى الحزبية والايديولوجية دون استثناء.
أرضية أخلاقية
واكد سالم لبيض ان الثورة التونسية لم تفض بعد الى عقد اجتماعي وسياسي يستند الى ارضية اخلاقية صلبة تحول دون تدمير الروابط الاجتماعية والسياسية بل دون تدمير المجتمع ومنظومته القيمية ككل.
وحول تداعيات الفيديو الاخير على حركة النهضة قال لبيض "ان حركة النهضة بوصفها في السلطة تعمل على ترميم صورتها السياسية ما بين ما يقال عنها انطلاقا من خطابها التاريخي وتجربتها في الحكم أجد ان النهضة ستضطر الى دفع ضريبة كبيرة من التنازلات لكي تستطيع بناء الثقة مع الفرقاء السياسيين بعد ان تراجعت تلك الثقة على ضوء تأثيرات وتداعيات الفيديو الاخير للشيخ راشد الغنوشي".
محمد صالح الربعاوي

نائب رئيس حركة النهضة ل«الصباح الأسبوعي«:
« الفيديو يخدم الحركة من زاوية سياسية مصلحية»
تونس ما بعد الفيديو يذكرنا بالتأريخ لما قبل المسيح وبعده
حوار: خولة السليتي - أثار شريط الفيديو الذي نشر الأسبوع الماضي على المواقع الاجتماعية والذي تضمنّ تصريحات رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي ردود فعل متباينة. في هذا الإطار، التقت "الصباح الأسبوعي" نائب رئيس الحركة عبد الحميد الجلاصي للحديث حول هذا الموضوع ومبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل إلى جانب مسائل أخرى تتعلق بمستقبل البلاد.
كيف تقرؤون مستقبل حركة النهضة مع بقية الأطراف السياسية ومع فئة من الشعب التونسي بعد نشر الفيديو؟
الغريب في الامر هو تاريخ الإعلان عنه وطريقة التركيب ومحاولة التوظيف وهو ما يثير السخرية وكذلك الشفقة. إنّ مواقف الحركة في علاقاتها بالمجتمع التونسي ليست مبنية على العداء، فالحركة قامت بجهد كبير لتحقيق التعايش السلمي في الفضاء السياسي الإسلامي وفي المجتمع التونسي،. لكنّ نشر هذا الفيديو يؤكّد وجود أطراف تسعى إلى تشويه صورة الحركة لأغراض مصلحية بحتة. وما يقلقنا فعلا هو الأساليب غير الأخلاقية في السياسة التي كانت الميزة الأساسية لنظام بن علي، ونحن لا نخشى من الانتخابات القادمة بسبب هذا الفيديو لأنّ تاريخ الحركة حافل وهي لم تتأسس بعد الثورة.
ما تعليقكم حول من يقول إن نشر الفيديو كان متعمّدا وفيه رسالة موجهة إلى أنصار الحركة والسلفيين؟
ما أقوله إن هناك بعض الأطراف التي تريد إلغاء شرعية 23 أكتوبر وكأنه موعد انتهاء العالم ولذلك هي تسعى إلى خلق مشكل بين حركة النهضة والجيش والعلمانيين والترويكا. وأستغرب من أن يصبح اليوم أهم حدث بعد الثورة التونسية هو شريط الفيديو وأصبحنا نتحدث عن تونس ما قبل الشريط وما بعد الشريط وكأنّنا نتحدّث عن تاريخ ما قبل ميلاد المسيح وما بعده.
لكنّي أقول أن الشريط من زاوية سياسية مصلحية يخدم حركة النهضة لأنه سيساهم في تقرب جزء من الشباب السلفي المتديّن الذي كان على اختلاف مع حركة النهضة وينضمّ إليها.
هناك من يدعو إلى النزول إلى الشارع يوم 23 أكتوبر للتعبير عن انتهاءعدم شرعية الحكومة، ما رأيكم؟
هناك بعض الشركاء في البلاد الذين لقبناهم بجرحى الانتخابات ولم يستوعبوا أننا في وضع انتقالي ديمقراطي ونحن حريصون على الوصول إلى الانتخابات القادمة التي لا نخشى نتائجها حتى إن فشلنا فهذه ليست نهاية العالم بالنسبة إلينا وأشير إلى أننا سننزل أيضا إلى الشارع لنحيي ذكرى أول انتخابات حرة ونزيهة وشفافة.
ينطلق غدا تفعيل مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل، فهل ستشارك حركة النهضة في المبادرة؟
إنّ مبادرة الاتحاد يسودها الكثير من الغموض خاصة على مستوى تصريحات القيادة النقابية التي نعتبرها متضاربة، فهناك من يعتبر المبادرة إعادة ترتيب لمسألة الشرعية وهناك من يعتبرها وسيلة لتكريس الوفاق الوطني، ونتساءل نحن في حركة النهضة أحيانا كثيرة على الخط الفاصل في الاتحاد بين ماهو مطلبي حقيقي وماهو توظيف سياسي حزبي أيديولوجي.
كما لا يبدو جليا على أي أساس تم اختيار الأطراف المشاركة في هذه المبادرة خاصة أننا نلاحظ محاولة لإعادة تشكيل الأداة الاستئصالية التي قام عليها نظام بن علي.
من تقصد بذلك تحديدا؟
بن علي قتل السياسة في البلاد بسبب التجمع واليسار الاستئصالي، وهناك اليوم محاولة لإعادة الروح في هذا المركب في علاقة برأس المال والإعلام.ومن حقّ كل ثورة تحصين نفسها من الثورة المضادة، ولذلك لا بد من النقاش حول الأطراف المشاركة في مبادرة الاتحاد.
ألا ترون أنه من مصلحة الحركة المشاركة في مبادرة الاتحاد خاصة أنّها تهدف إلى تهدئة الوضع بالبلاد وخلق وفاق وطني ؟
نحن لسنا بصدد الاختلاف حول ضرورة البحث على توافق، ولكن الصياغة التنظيمية العملية هي التي تهمّنا وهي من ستحدّد مشاركتنا في مبادرة واحدة وعلى افتراض أننا لن نشارك في هذه المبادرة فذلك لا يعني أننا ضد التوافق.
هل يمكننا الحديث اليوم عن استقطاب ثلاثي بين حركة النهضة ونداء تونس والجبهة الشعبية؟
الاستقطابات سيئة في كل الحالات وما نريد قوله في حركة النهضة أنّ أسوأ الاستقطابات التي تتم في البلاد هي الاستقطابات التي تتم على أساس أيديولوجي، ونحن نعتبر أن الفرز الوحيد هو من مع تحقيق أهداف الثورة ومن يسعى إلى العودة إلى تكريس الاستبداد بقطع النظر عن المرجعيات الفكرية. ولكن لنقل أنه لا بدّ من السعي إلى وجود كتلة تاريخية بقطع النظر عن المرجعبات الفكرية التي تلتقي على برنامج سياسي واقتصادي واجتماعي لتحقيق أهداف الثورة، وأرجو أن يعرف كل طرف سياسي معسكره الحقيقي.
ألا ترون أن من شأن توحيد القوى اليسارية في الجبهة الشعبية مساعدة اليسار على الوصول إلى الحكم؟
إنّ إشكالية اليسار في تونس تكمن في البرنامج، وأنا أعتبر اليسار التونسي كسولا لأنه لم يقم بالمراجعة الفكرية الضرورية التي تتماشى مع الخصوصيات الفكرية العربية الإسلامية، وألاحظ عدم وجود تغيير كبير في الخطاب السياسي للقيادات اليسارية بالمقارنة مع فترة السبعينات وكأن الزمن توقف.

المولدي الجندوبي المكتب التنفيذي لاتحاد الشغل
تصريحات الغنوشي ستلقي بظلالها على المؤتمر
«مبادرة الاتحاد خيمة حوار ولا جدال في انّ تصريحات راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة ستلقي بظلالها على الحراك والنقاش داخل خيمة الحوار لانها تصريحات هادفة الى برنامج استراتيجي لحركة النهضة على مدى طويل وهذا يكتسي غاية من الخطورة
وأعتقد ان مسالة الانقضاض على مفاصل الدولة قد يكون محورا من المحاور العميقة التي ستكون عميقة في هذه المسألة انطلاقا من خطورتها ومدى تاثيرها على جميع التونسيين باعتبار ان حركة النهضة كانت تغالط الرأي العام بتأكيدها على مدنية الدولة وبقية «الكليشيات» التي تروّجها وهو ما تدحضه تصريحات الغنوشي نفسه.
في تقديري كل من تهمه مصلحة تونس لابد له ان يناقش هذا الموضوع ولابد ان يكون في اجندا الحوار بلا مجال للشك .واعتقد ان جزءا هاما من الفرقاء السياسيين الذين سيلتقون على مائدة الحوار ستكون لهم مواقف موحدة حول هذه التصريحات.وتونس لم تعد تتحمل مثل هذه التصريحات والتجاذبات لان بلادنا مازالت تمر بمرحلة الاضطرابات الجوية وهو ما يحتم على حركة النهضة عدم توتير الاجواء .و»يزينا» من التخويف لان مثل هذه التصريحات ترهب التونسيين فلا بد ان نترك الحكم للصندوق.
ولاشك ان الاحزاب المناضلة التي تهمها مصلحة تونس عليها ان تفضح كل الممارسات والبرامج التي يمكن ان تعصف بالثورة التونسية وعليها ان تفعل من اجل تأمبن مرحلة الانتقال الديمقراطي .
ورسالتي للشعب رسالة واحدة وهو ان يعي كل فرد لحظة وضع ورقة الانتخاب بالصندوق وعليه ان يفكر مليا قبل ان يسند صوته لهذا الحزب او ذاك.»

خميس قسيلة
الثقة في الحزب الحاكم تزعزعت
الفيديو الاخير جاء ليؤكد تخوفات محصورة في مكونات الطبقة السياسية بل هي منتشرة لدى قطاعات عريضة من شعبنا وخاصة منهم نساءنا.المسألة الاخرى ان تصريحات الغنوشي في هذا الفيديو تمسّ من امن الدولة وتكشف ما قلناه سابقا في رحاب المجلس التاسيسي أو خارجه بضرورة تحييد وزارات السيادة والادارات المركزية للدولة التونسية لان المرحلة الانتقالية التي نستعد فيها عبر انتخابات لبناء المؤسسات القارة تقتضي وزارات مثل الداخلية والدفاع والعدل والخارجية ان تكون وزارات بعيدة عن أي توظيف حزبي .ولا تفويض للحزب الحاكم اليوم المكلف اساسا باعداد دستور وثانويا بتصريف اعمال البلاد لفترة محدودة ليس له مشروعية ولا تفويض التغلغل في المؤسسات خاصة منها من تمتلك السلاح او الاخرى المشرفة على الجهاز العدلي في ظرف لم يبن فيه سلطة قضائية مستقلة ولا يصح ان تكون هذه المؤسسات الحيوية والحساسة والاستراتيجية تحت هيمنة وتصرف احد المتنافسين في الاستحقاق الانتخابي المقبل .
ويجب ان لا يمرّ تصريح الغنوشي مر الكرام باعتبار انه زعزع الثقة في طرف اساسي ومن ناحية ثانية على هذا الطرف ان يوضح موقفه وانا اعتبر انه من المشروع جدا لجمعيات حقوق الانسان ولكل من هو مهتم من مكونات المجتمع المدني بامن تونس وسلامة مؤسسات الدولة ان يتابعوا ويتتبعوا صاحب هذه التصريحات الخطيرة ولو كانت لنا دولة مؤسسات الآن لكان على النيابة العمومية ان تبادر بفتح تحقيق وهذا ما يحصل في كل البلدان التي تحترم المؤسسات والقانون .
وفي ماعدا ذلك فإن نداء تونس داعم لمبادرة الاتحاد من زاوية انه يعتبره الطرف المؤهل اكثر من غيره ومن موقع استقلاليته ومسؤوليته الوطنية ان بادر بجمع الفرقاء السياسيين على مائدة حوار واحدة خاصة وان محاور الخلاف عديدة وغير مضمون حسمها بالتوافق.
نداء تونس سيكون قوة ميسرة لضبط رزنامة نهائية ومحددة بالنسبة لانطلاق عمل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات من الآن او بالنسبة لتحديد موعد نهائي وثابت لاجراء الانتخابات والحسم في الواضيع الخلافية الاخرى مثل طبيعة النظام السياسي المقبل او بالنسبة لتقديم الانتخابات الرئاسية على التشريعية او يتم في نفس اليوم أو بالنسبة للهيئة التعديلية للاعلام وكذلك الهيئة المستقلة للقضاء العدلي الى غير ذلك من المواضيع الاساسية الخاصة بهذه الفترة .لنا اقتراحاتنا المفتوحة للتعديل والتوافق مع باقي القوى لكننا لن نقبل بحكومة تحتفظ فيها حركة النهضة بحقائب وزارات السيادة الاربع .نقول ذلك ونحن لسنا معنيين بالمشاركة ولا نهرول للمشاركة في هذه الحكومة .

ناجي جلول (الحزب الجمهوري)
الكرة في ملعب حركة النهضة
تعوّدنا على تقّلب أراء رموز النهضة بين عشرية وأخرى وسنة وأخرى واجتماع وآخر وتصريح وآخر وزعيم وآخر. الجبالي يدافع على البيكيني والملاهي وشورو يدعو إلى قطع الأيدي والأرجل. مورو يشدّد على قداسة المجتمع ونائبة تدعو إلى فصل الجنسين في وسائل النقل. يرى علي العريض في السلفية تهديدا لوحدة المجتمع وينفق حبيب اللّوز المال والجهد الكثيرين لاستدعاء مشائخ الوهابيّة. عرفنا فيما بعد أنّ ذلك لم يكن إلاّ مجرّد توزيع أدوار داخل الحركة وكانت الصدمة الحقيقة لما اكتشفنا بواسطة فيديو الغنوشي وجود نفس التقسيم بين النهضة والسلفيين. يقوم زعماء السلفية بتغيير تركيبة المجتمع عبر المساجد والجمعيات ورياض الأطفال واستدعاء دعاة الوهّابية وتقوم النهضة بالاستلاء على مفاصل الدولة تمهيدا لإقامة مجتمع الشريعة.
اختزل زعيم الحركة كلّ هذه الازدواجية وكلّ هذه التقلّبات فهو تارة يعتبر السلفيين أبناءه ثمّ يدعو أمام الصحافة الأوروبية إلى محاربتهم. قال سابقا بأنّه «يفتخر بمجلّة الأحوال الشخصيّة ويستمدّ منها زهوا حقيقيّا» لتصبح المرأة فيما بعد مجرّد مكمّل. قَبَلَ 18 أكتوبر مبدأ الفصل بين الدين والسياسة ثم جعل من المساجد فيما بعد محورا للحياة السياسية. وها نحن نراه اليوم فيما بعد محورا للحياة السياسية. وها نحن نراه اليوم يتحدّث عن مخطّطه للاستيلاء على الإدارة والجيش والشرطة كمرحلة أولى لإرساء استبداد ديني يتحكم بالأجساد والعقول.
إن أداء الغنّوشي السياسي خلق مناخا من التوجّس والشك وعدم الثقة جعل من عملية تطبيع حركة النهضة في الحياة العامّة أمرا شاقّا وأضرّ بصورتها محليّا ودوليّا ممّا يجعل منه عبئا على أبنائها إذ كيف السبيل إلى توافق وطني مع وجود خطاب يتلوّن بكل لون ويغيّر الاتجاه مع كلّ ريح ويعزف على كلّ الأوتار. الكرة هي بدون شك في معلب النهضة إذ أن الأوان آن لتتحوّل إلى حزب سياسي حقيقي يقطع مع الحركة الدعوية المسجدية ومجالس المشائخ. بدون ذلك تصبح عملية التحوّل الدّيمقراطي مضيعة للوقت والجهد والمال.

احمد خصخوصي (الجبهة الشعبية)
على الأحزاب السياسية التجرد من اعتباراتها الفئوية
اعتقد ان الفيديو الأخير والذي لم ينكره اصحابه بل تبنوه ما هو الا دليل إضافي على خطة حركة النهضة القارة وهي انشاء دولة اسلامية بالمعنى الطائفي لان الدول الاسلامية منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم هي دول مدنية وهذا الأمر ثابت تاريخيا وقد أقره جل أساتذة الحاضرة والخبراء في هذا الشأن لكن تحقيق هذا الأمر يتم بطريقتين اما بالعنف والانقلابات وقد فشلت النهضة في هذا الأمر سنة 87 وسنوات التسعين ولو تم ذلك لاعتبروا ان المعركة حسمت بالضربة القاضية.
وبعد المحنة التي اقحمت فيها النهضة اطاراتها ومناضليها نتيجة سوء تقدير وحسابات خاطئة غيرت تكتيكها مع المحافظة على الهدف وهو ما صرحت به بعض قياداتهم (الخلافة السادسة) بمعنى ان المسلمين ما بعد عمر بن عبد العزيز هم بشكل او بآخر على كفر.
لتصل الى الهدف فالمسطر مسبقا لكن على مراحل وذلك وفقا لما يسمونه التدافع الاجتماعي وعندئذ الأمر يتعلق بكسب المعركة بالنقاط وهذا الأمر يمارس منذ مدة وطنيا وجهويا ومحليا بل أكثر من هذا لا يستجاب للمطالب الشرعية للشعب التونسي ويستخف بتطلعاته وأماله ويدفعونه الى اليأس حتى اذا قام بعد طول انتظار وصبر شديدين الى بعض الأعمال اليائسة يقمعونه قمعا شرسا وفي الأخير يحاكمونهم محاكمات صورية لدى قضاة يتلقون التعيمات في اطار قضاء غير مستقل تجثم على صدره السلطة التنفيذية وهو مخالف لمبدأ أساسي من مبادئ الديمقراطية الا وهو التفريق بين السلط والتوازن بينها.
ويتوجب على الأحزاب السياسية ان تجرد من اعتباراتها الفئوية وتتسامى حتى تصل الى اعتبار المصلحة الوطنية التي تعد أولى وأوكد وأهم في المرحلة الراهنة ولابد ان يرتقي نضجها واخلاقها السياسية خدمة لهذا البلد حتى تتمكن من البدء في تحقيق المهم من أجل انقاذ البلاد التي أصبحت سيادتها في خطر.

احمد ابراهيم
لا للنوايا المبيتة
في الوقت الذي يتحتم فيه على كل الاطراف العمل على إنجاح مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل لابد من اليقظة من الجميع بعد تصريحات راشد الغنوشي الاخيرة التي جاءت لتؤكد نية السيطرة على مفاصل الدولة من اجل الإقصاء وتقسم المجتمع وهو تمش خطير يدعو الى تجميع كل القوى .
وحساسية ودقة المرحلة تدعو الى ضرورة التوافق للخروج من الوضعية الحالية لكن «الترويكا» مازالت تتصرّف وكأنها صاحبة الحل حيث تحتكر القرار الوطني خاصة بعد اصدارها لبيان يتضمن بعض المواعيد التي كان ينبغي التوافق بشانها بل ان السؤال الأعمق هنا أي دور للمجلس التأسيسي وكل القرارات تتخذ خارجه حسب مصالح بعض الاطراف وخاصة حركة النهضة .وتأكدنا ان الارادة مازالت غائبة لدى الائتلاف الحكومي وهي كلها مواضيع ستلقي بظلالها على فعاليات المؤتمر .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.