مولود ثقافي جديد سينضاف هذه السنة إلى التظاهرات الثقافية بالجريد. وهذا المولود الذي سيرى النور من 15 إلى 19 ديسمبر المقبل هو مهرجان توزر لمسرح الطفل الذي ستنظمه دار الثقافة أبو القاسم الشابي بدعم من المندوبية الجهوية للثقافة مما يؤكد أن الفعل الثقافي بدأ يتحسس طريقه نحو الأفضل بعد الركود الذي خيم على مختلف الفضاءات لاسيما دور الثقافة بالجريد فبعض دور الثقافة أصبحت متداعية للسقوط وصارت غير وظيفية على غرار دار الثقافة بالمحاسن من معتمدية دقاش وإغلاق دار الثقافة بحلبة من معتمدية توزر لأسباب مجهولة وهو ما حرم شباب هذه المنطقة من الأنشطة الثقافية وهو ما يدعو إلى ضرورة النظر في ملف دور الثقافة بولاية توزر وتجهيزها والعمل على صيانتها وترميمها. رغم ذلك فإن المشهد الثقافي بموطن الشابي لاسيما بدار الثقافة أبو القاسم الشابي بتوزر سيتعزز بإقامة الدورة الأولى لمهرجان الموسيقى أيام 9 و10و11 نوفمبر المقبل تنظمه هذه الدار بالتعاون مع جمعية كلنا تونس وينتظر أن يتضمن برنامج هذه التظاهرة عدة عروض موسيقية بفضاءات أثرية ومتاحف وخصوصا بدار بن عزوز بتوزر ودار هويدي بنفطة وبالمركب الثقافي العالمي بزاوية العرب بدقاش. هذه المدينة ستحتضن كذلك مهرجان سينما الطفل التي اعتادت دار الثقافة تنظيمه خلال كل عطلة شتاء ومن المؤمل أن يتم خلال شهر ديسمبر كذلك تنظيم الدورة 39 للمهرجان الدولي للواحات حيث تجرى الاستعدادات والاتصالات بالوجوه الثقافية بتوزر لتكوين هيئة مديرة تشرف على الإعداد المادي لهذه المحطة الدولية الهامة التي ساهمت وتساهم من موقعها في تنوع المشهد الثقافي السياحي والتراثي وحتى لا يغيب هذا المهرجان وجب الإسراع بضبط ملامح برنامج الدورة الجديدة وتوفير الأرضية الملائمة لإنجاحها ماديا وجماهيريا سيما وأن الوقت لم يعد يسمح بالتأخير في انطلاق الإعداد لهذه التظاهرة الكبرى بالبلاد. وفي جانب آخر وجد السيد عمر معمري المندوب الجهوي الجديد للثقافة تركة ثقيلة وملفات ثقافية "أكلها" الغبار وهي تتطلب مجهودات مضاعفة للنهوض بها وضخ دماء جديدة تنعش الفعل الثقافي وتستعيد مختلف التظاهرات الثقافية والمهرجانات مكانتها وبريقها وتؤسس لنقلة ثقافية نوعية ببلاد الشعر والشعراء والأدب والأدباء.