ينتظر أن يكون التقرير الدوري ل"فيروس حمى غرب النيل" جاهزا اليوم لدى المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة لتتبع آخر المستجدات المتعلقة بهذا المرض ومدى اتساع رقعة انتشاره من عدمه. يأتي التقرير إثر الإعلان ليلة عيد الأضحى عن اكتشاف 32إصابة و3حالات وفاة بهذا الفيروس إلى غاية 20أكتوبرالجاري. وسجلت الوفيات الثلاث بكل من قبلي وقابس وجندوبة. وحسب معطيات المرصد لا يعتبر"فيروس حمى غرب النيل" غريبا عن المشهد الصحي العام حيث تسجل حالات إصابة ووفاة من حين لآخر وكانت أبرز الوفيات سجلت في 2003وقبلها سنة1997 فيما سجلت سنتا 2010 و2011 على التوالي ثلاث إصابات بالفيروس، مع تواصل ظهور المرض في البلدان الغربية وتتحدث التقارير الصحية عن العديد من حالات الوفيات وبضع آلاف من الإصابات كما هو الحال بالولايات المتحدةالأمريكية وأروبا هذا العام. عوامل انتشار الفيروس وفي توضيح للعوامل المساعدة على ظهور الفيروس وانتشاره في عدد من المناطق التونسية بيّنت مصادرنا الصحية أنّ الأرضية الملائمة لظهور الفيروس تستند إلى جملة من العوامل منها تكدس الفضلات وتراكم المياه وظهور الطيور المهاجرة الحاملة للمرض وبتعرضها للدغات البعوض يقع نقل الفيروس إلى الإنسان عبر هذه الحشرات. كما تمثل العوامل المناخية ومنها ارتفاع الحرارة ثم نزول الأمطار عاملا مساعدا على تكاثر البعوض الناقل للفيروس والمعروف ب"كيلاكس". وتعتبر التغيرات المناخية ومنها الإحتباس الحراري أحد الأسباب الكامنة وراء تكاثر انتشار الفيروس في عديد بلدان العالم ومنها روسيا التي لم تسجل سابقا مثل هذه الحالات. مراقبة نسبية وفي تصريح ل"الصباح"أفادت الدكتورة سهى بوقطف بأن مكافحة البعوض الناقل لفيروس حمى النيل تتم عبر التدخل الميداني بمواقع تواجدها عند تسجيل حالات إصابة وكذلك بالتدخل الاستباقي والوقائي تفعيلا للاستراتيجية المعتمدة في هذا المجال والتي تتضمن إجراءات تدخل عند المقاومة بمعاينة مواقع تواجد البعوض وتحديدها واشعار البلديات بذلك للقيام بعمليات المكافحة. وعلى المستوى الوقائي تنطلق المراقبة في مرحلة مبكرة منذ أن تكون البعوضة في شكل بيضة أو يرقة وتقع مراقبة نقاط تراكم المياه للاسكشاف تواجد النوع الناقل للفيروس. وفي حال ثبوت انتساب البعوض إلى الصنف المعروف ب"كيلاكس"بعد إجراء التحاليل يقع التدخل من قبل البلديات التي تتوفر على وسائل المقاومة. ويعود لها التدخل. غير أنه اعتبارا لخصوصية الوضع البيئي العام هذه السنة وأمام تجاوز حدة الوضع طاقة البلديات عن المواجهة الكاملة لأكوام الفضلات ومراقبة تراكم المياه لم تستبعد المتحدثة أن تكون رقابة المصالح البلدية والبيئة أقل من المعتاد هذه السنة. وهو مادفع بالمرصد إلى لفت نظر وزارة الداخلية ودعوتها لتكثيف جهود المراقبة وتعزيز تدخلات المكافحة. وفي ما يتعلق باستكشاف حالات الإصابة بهذا الفيروس أفاد الدكتور نورالدين عاشور مدير عام المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة أنها تندرج في إطار خطة اليقظة المنتهجة في مراقبة حالات إلتهاب السحايا وكلما تم التبليغ عن إصابة تخضع للتحاليل التي تعتمد في التقصي من وجود فيروس حمى النيل. على صعيد آخر يتعلق ببث المعلومة الحينية حول أي مستجد لحالات الإصابة قالت د بوقطف"إنّ التقرير الجديد المنتظر صدوره اليوم سيكون في متناول الجميع وسيتم نشره."معلنة أن النتائج المسجلة سنويا يتم الإعلام بها وتضمّن بنشريات علمية ويقع إفادة المرصد الأروبي المختص وبالتالي لا يقع التكتم عن الحالات المسجلة. اليقظة واجبة وحول تقييمها للوضع الوبائي العام وعما إذا سجل المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة مؤشرات تنذر بظهور بعض الأمراض المستجدة نفت ذلك وأوردت محدثتنا أنه لم يبلغ المرصد أي مؤشر يبعث على القلق لكن تبقى اليقظة واجبة والمتابعة لصيقة. وفي ذات السياق أوضح الدكتور نورالدين عاشور رئيس المرصد أنه لم تسجل مؤشرات لافتة للنظر في مستوى بروز فيروسات أو أمراض تخرج عن المعتاد مضيفا أنه "حتى بالنسبة لفيروس القريب لم ترصد حالات خاصة لأن موسم انتشار العدوى لم ينطلق بعد غير أن الترصّد يظل مستمرا."