...في ظرف زراعي عالمي لا يبشر بارتخاء أسعار معظم أنواع الحبوب ولو قيد أنملة بل لعل جنوحها نحو مزيد التصاعد هو الأرجح بعد نسبة الزيادة غير المسبوقة التي سجلتها إلى مطلع سنة 2008 والمقدرة ب83% مقارنة بالأسعار قبل عام رغم التوقعات المبكرة بتسجيل زيادة في الانتاج هذا الموسم... إذن في ظل هكذا ظرف خارجي لم يرحم صندوق التعويض عندنا وضغوط اعتمادات دعمه... كيف تبدو مؤشرات سير موسم الزراعات الكبرى وماذا عن تقدم هذا النشاط والمشاغل المطروحة راهنا..؟ في انتظار الأمطار رغم الحرص على تأمين أوفر أسباب النجاح لانطلاقة الموسم والمتابعة المستمرة لسيره، فقد أخذت بعض الصعوبات ترتسم في الأفق جراء التقلص في كميات الأمطار الذي تشهده مختلف الجهات وهو ليس حكرا على الوسط أو الجنوب فقط... وكان المكتب التنفيذي لاتحاد الفلاحين في اجتماعه الدوري أول أمس أثاره ووعد بمواصلة تكثيف التحركات الميدانية للاطلاع على مشاغل المنتجين ومساعدتهم على تجاوز الصعوبات التي تعترضهم..» وبخصوص تقدم عملية البذر تشير أحدث البيانات الى أن المساحة التي تم بذرها حبوبا الى غاية 23 جانفي الماضي بلغت نحو 1.316 مليون هكتار ما يعادل نسبة انجاز ب86% وتحتوي هذه المساحة على 76 ألف هكتار حبوبا مروية. وتتوزع المساحة الجملية التي تم انجازها على 627 ألف هكتار قمح صلب و170 ألف هكتار قمح لين و514 ألف هكتار شعير و6536 هكتار ترتيكال. وبحكم الوضع المناخي فقد أخذت الأمراض المألوفة بمزارع الحبوب تسجل حضورها واستعد لها المنتجون بالمداواة.. في هذا السياق سجلت بعض التقارير وجود المرض التبقع السبتوري على الاوراق السفلى للقمح وتمت مداواة حوالي 600 هك كما أخذ التبقع الشبكي على الشعير في التقسي على مساحات استوجبت مداواة 80 هك ولمقاومة الأعشاب الطفيلية تمت مداواة الى حد الآن اكثر من 145 ألف هك ضد الأعشاب الضارة. معالجة المديونية وعلى مستوى التمويل لوحظ هذا الموسم استياء من الفلاحين لما آلت اليه الاجراءات المتعلقة بجدولة ديون منتجي الزراعات الكبرى عند التطبيق وهو ما ادى الى عزوف عدد هام من المعنيين باعادة الجدولة مما انعكس سلبا على تمويل الموسم الحالي... كما جاء البيان الصادر عن اجتماع المكتب التفنيذي للمنظمة. آخر البيانات المتعلقة بمعالجة المديونية تشير الى أن عدد الفلاحين الذين قدموا مطالب الجدولة يبلغ 5561 مطلبا منها 3035 وقعت جدولتها.. اما القيمة الجملية للقروض المسندة هذا الموسم فقد ناهزت 34,4 مليون دينار موزعة على 3670 فلاحا. تلك هي بعض مؤشرات الموسم في مراحله الراهنة وفي انتظار أمطار الخير ولاسيما «ذهب» مارس تواصل سواعد الفلاحين خدمة أرضهم وتعهدها بالمداواة والتسميد ولسان حالهم يردد «ربي يوصل بالسالم».