تداولت بعض الأطراف مسألة تردد المكتب التنفيذي حول قرار الاضراب العام وقيل إن هناك تسريبات من داخل المكتب تشير إلى أن فارق التصويت على الاضراب العام في حدود صوتين.. هذا الكلام نفاه جملة وتفصيلا الأمين العام المساعد المولدي الجندوبي المعروف بأنه الأكثر اعتدالا في البطحاء، وهو أيضا الذي أمضى ثمانية اضرابات عامة في الجهات قبل ثورة 14 جانفي، والذي قال: «.. لم نمر قط إلى التصويت على الاضراب العام والقرار اتخذ بالاجماع بحضور وسائل الاعلام التي واكتب الهيئة الادارية إلى حين انتهائها لكننا نقر بأن النية لم تكن متجهة للاضراب العام عند انطلاق الهيئة الادارية وقد عبرنا عن ذلك صراحة باعتبار أن بلادنا لا يمكنها أن تتحمل أكثر مما تتحمله لكن ما سكب الزيت على النار وزاد في تغذية حالة الاحتقان هو تصريحات رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في الندوة الصحافية التي عقدها يوم الهيئة الادارية.. كلامه كان واضحا فيه اتهامات وتصعيد، دفع بالهيئة الادارية إلى اتخاذ قرار الاضراب العام دفاعا عن أنفسنا لأن الاتحاد مستهدف في السر والعلن".. وحول نية إلغاء الاضراب العام أو تأجيله بعد أن ظهرت بعض المساعي الصلحية عن طريق أحمد بن صالح وعدة شخصيات أخرى قال المولدي الجندوبي:».. لا يمكن لنا في الاتحاد الحديث عن تهدئة لأننا مظلومون ووقع الاعتداء علينا وتعنيفنا فهل سنبحث نحن عن الهدنة.. أليس هذا مغالطة؟.. وبخصوص زيارة أحمد بن صالح فلا بد أن نتذكر أنه أمين عام أسبق للاتحاد وشخصية مبجلة لدى كل النقابيين وقد جاء للاطمئنان علينا وعبر عن تضامنه معنا في اطار انشغاله عن وضع الاتحاد والوضع العام بالبلاد وقد قدمنا له كل ما حدث ومكناه من ملف حول الأحداث موثقا بالصور والمشاهد.. ما عدا ذلك نحن في موقع المظلوم وليس من دورنا السعي إلى الهدنة أو ما يسميه البعض المصالحة". وفي تشخيصه لما حدث قال المولدي الجندوبي الذي عاش أحداث 1978 وأيضا أحداث 1985.. حول شرط اعتذار راشد الغنوشي لبلوغ مرحلة التصالح"... لم نقدم هذا الشرط.. ولا تعنينا المسألة وشخصيا أرى أن المسألة غير مرتبطة بالاعتذار من عدمه لأن ما عشته يوم 4 ديسمبر كان أسوأ يوم في حياتي النقابية في 1978 ثم 1985 كانت المعركة واضحة لكن ما حدث يوم 4 ديسمبر الجاري كان الأسوأ ففي الصباح عشنا سيناريو حضرت فيه الأجواء الاحتفالية وامضاءات لاتفاقات وبعده بسويعات كان السيناريو المرعب وأنا إلى اليوم مذهول مما حدث لذلك المسألة غير مرتبطة بالاعتذار بقدر ما هي مسألة دفاع عن النفس بشكل سلمي ونحن نعرف جيدا ماذا نفعل وكيف نتصرّف".