نظرت الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بصفاقس مؤخرا في قضية جريمة السرقة باستعمال العنف على من وقعت عليه السرقة وهي الجريمة المنصوص عليها وعلى عقاب مرتكبها بالفصلين 260 و261 ق.ج.. تفاصيل هذه القضية انطلقت من قبل أعوان مركز الحرس الوطني بالحاجب إثر تقدم المتضرر في قضية الحال وهو سائق تاكسي للمركز بشكاية إثر تعرضه للاعتداء بالعنف من قبل شخصين لغاية الاستيلاء على سيارة تاكسي. وبفتح تحقيق في الموضوع أفاد الشاكي أنه وفي تاريخ الواقعة خلال الليلة الفاصلة بين يومي 12 و13 أفريل من سنة 2007 استوقفه المتهمان وطلبا منه ايصالهما عبر قصاص الحاجب سيدي عبيد وكانا ساعتها في حالة سكر وعربدة وببلوغهما مدخل سيدي عبيد توقف السائق لانزالهما غير أنهما طلبا منه بالحاح شديد مزيد التقدم بهما فاستجاب لطلبهما... في الأثناء ولدى ارساء المتضرر سيارته فاجأه الراكب الأول الذي كان يجلس حذوه بتصرف غريب أثاره في الحين عندما رشه بقارورة غاز على وجهه ليفتح باب سيارته ويلوذ بالفرار ثم شاهد المتهم الثاني يغادر كرسيه ويتحول أمام المقود... وبعد أن سلك الطريق تمكن من الوصول الى مقر المركز... لكن تلقى في الليلة الموالية مكالمة هاتفية من مركز حرس الحاجب يعلمه فيها بأنه تم العثور على سيارته بمسلك فلاحي مهجور تبين لاحقا أنه تم الاستيلاء من داخلها على آلة تسجيل ومبلغ مالي قدره 45 دينارا ومفاتيح السيارة وأشرطة تسجيل وأغراض أخرى. المتهمان وباخضاعهما للتحقيقات أنكرا التهمة المنسوبة اليهما وحاول كلاهما تلفيق تهمة رش السائق ب(بوبباقاز) للطرف الآخر... لكن وباجراء مكافحة بين المتضرر والمظنون فيهما تعرف الشاكي على المتهم الرئيسي وعلى شريكه وحددت المسؤولية عليهما ليمثلا أمام القضاء لمحاكمتهما من أجل ما اقترفا.. وباحالة الكلمة للسان الدفاع حاول الاستاذان في المرافعان تبرئة ساحة منوبيهما وعدم المؤاخذة بما اقترفاه نظرا لأنهما كانا مخمورين... المتهمان وباعذارهما طلبا التخفيف. الدائرة الموقرة وبعد اختلائها بجلسة المفاوضة قضت بسجن المتهم الرئيسي لمدة 8 سنوات وسنتين لشريكه.