في اطار التحضير للمنتدى الاجتماعي العالمي 2013 الذي سيلتئم بالمركب الجامعي بالمنار من 26 الى 30 مارس القادم نظمت هيئة متابعة المنتدى ندوة وطنية حول"الجامعة التونسية سنتان بعد الثورة"، بحضور ممثلين عن جامعات ومؤسسات تربوية من جامعيين ونقابيين وطلبة ومتخرجين عاطلين عن العمل. وأوضح لطفي المشيشي عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية ان الندوة تأتي تمهيدا للمنتدى "علوم وديمقراطية" الذي ستعقد من 23 الى 25 مارس كجزء من فعاليات المنتدى الاجتماعي العالمي تحت شعار "الكرامة". نقاشات وورشات عمل وأكد عبد الحفيظ الغربي رئيس جامعة تونس المنار ان انعقاد المنتدى الاجتماعي العالمي في تونس له دلالات ومعان أهمها عامل ثورة الكرامة والحرية التى انطلقت شراراتها من تونس لتمتد الى العديد من الدول العربية، مشيرا الى ان المنتدى فضاء مفتوح للحوار الديمقراطي وصياغة المقترحات وتبادل الافكار والخبرات والنقاش حول العديد من الاشكاليات على غرار العلم والمعرفة وتقييم النظام الدراسي ومدى قابليته للتشغيل. وأضاف ان المنتدى الاجتماعي العالمي سيسبقه محطات تحضيرية، وورشات عمل ونقاشات يتم خلال تقديم تصورات مشتركة حول العديد من القضايا الهامة والتى سيتم طرحها في المنتدى الاجتماعي العالمي من بينها معضلة البطالة وملف حاملي الشهائد العليا في مستواه التكوين والتشغيلي دور الجامعة وعلاقتها بالمحيط الخارجي واستقلالية الجامعات وطرق تسييرها بالاضافة الى الى ملفات اخرى مرتبطة بالجانب البيداغوجي والعلمي والفكري والاداري. وذكر ان المركب الجامعي بالمنار سيستقبل حوالي 40 الف مشارك من نشطاء المجتمع المدني من مختلف انحاء العالم وسيكون المركب فضاء حاضنا للانشطة الكبرى. مضيفا ان أهمية المنتدى تبرز على مستويات عدة منها الثقافي من خلال تنظيم الانشطة الثقافية المتنوعة اضافة الى حضور قرابة 2000 صحفي من مختلف المؤسسات الاعلامية المحلية والعالمية والتى ستساهم في نشر صورة عن بلادنا وعن ثرائها البشري والفكري والثقافي ونمط عيشها وتنوع تراثها وقيمة الكفاءات الفكرية بها. كما اعتبر ان احتضان بلادنا للمنتدى الاجتماعي العالمي سيمكن من تنشيط الحركة الاقتصادية وسيساهم في خلق مواطن تشغيل مؤقتة ،فضلا عن اعطاء الفرصة للمنظمات والجمعيات الوطنية للعمل المشترك في اطار سلمي وتبادل الاراء والخبرات. معارضة النيوليبرالية.. من جانبه تحدث توفيق بن عبد الله عضو اللجنة التنظيمية للمنتدى الاجتماعي العالمي عن أهمية المنتدى كفضاء مفتوح يهدف الى التفكير ونقاش الافكار الديمقراطية وصياغة المقترحات وتبادل التجارب وقد تأسس في مدينة بورتو اليغري في البرازيل عام 2001 والتأم في آخر دورة بداكار سنة 2011 وعرف اهتماما شعبيا واسعا تأسس على غراره منتديات قارية ومحلية يربطها جميعا ميثاق "بورتو أليغري" مبينا ان هذا المنتدى ارتكز كنقيض لقيم منتدى دافوس الاقتصادي ومعارضا للنيوليبرالية ولسيطرة رأس المال واعتباره فضاء تفاعل الحركات الاجتماعية والشبكات والمنظمات غير الحكومية ومكونات المجتمع المدني المناهضة لكل أشكال الرأسمالية. الجامعة التونسية.. الاشكاليات والحلول أكد رئيس جامعة تونس المنار ان الجامعة التونسية لعبت دورا كبيرا في تطوير المجتمع عبر التاريخ ، واليوم هي مطالبة بتطوير مردوديتها ولعب دور ريادي في مسار الانتقال الاجتماعي والسياسي والاقتصادي لبلادنا من خلال فتح باب النقاش حول المنظومة التعليمية سواء على المستوى العلمي او البيداغوجي والاداري. بالاضافة الى دعم استقلالية الجامعة وخلق مناخ ثقة بين الجامعيين والجامعة والطلبة. ومن جهته ذكر سامي العوادي أستاذ التعليم العالي في علوم الاقتصاد ان الجامعة التونسية عرفت العديد من التطورات بعد سنتين من الثورة، وفي اطار الزخم نضالي عرفته الجامعة استفاد الجامعيون باجراء هام يتعلق بتعميم مبدأ الانتخاب على كافة رؤساء الجامعات ومديري مؤسسات التعليم العالي، ووصفه ب"المكسب الديمقراطي والتاريخي"، مشيرا إلى أن الجامعة التونسية شاركت في مراحل الثورة بتجند الطاقات الجامعية في الجمعيات والمنظمات لبلورة رؤى والاقتراحات. ولاحظ أن بعد الثورة ما تزال بلادنا تعيش تداعيات واشكاليات خطيرة من ذلك التعدي على الحريات الاكاديمية والذي أصبح ظاهرة يومية والاشكاليات المطروحة تتعلق بنظام التكوين واصلاح منظومة التعليم العالي. واعتبر ان من الضروري اليوم فتح باب الحوار والنقاش لتجاوز الاشكاليات المتمثلة في ضعف تشغيلية خريجي التعليم العالي ومدى ملائمة نظام التكوين لاستحقاقات الجودة وسوق الشغل وتشتت الخارطة الجامعية وضعف نسبة التأطير واشكاليات على مستوى البحث العلمي. آفاق ارحب وفي نفس السياق أشار عبد الجليل البدوي استاذ الاقتصاد إلى وجود اعتقاد سائد بأن الثورة ستفتح آفاقا أرحب لمراجعة عديد الاختلالات الذي ميزت نمط التنمية بصفة عامة لمدة 50 سنة. وأضاف أن أهداف الثورة تمحورت حول التشغيل والحرية والكرامة مشيرا ان ارساء منوال تنمية يتطلب ضرورة اعادة النظر في العديد من الاختيارات واجراء اصلاحات جديدة في ميادين التربية والعلوم والتقنية باعتبار محور اشكالية التنمية في بلادنا. وقدم استاذ الاقتصاد السياسي العديد من التساؤلات حول مدى وعي المجتمع بالمجالات المذكورة مشدّدا على أهمية فتح باب النقاش وابداء وجهات النظر بخصوص الاشكاليات المطروحة. وبيّن البدوي ان جميع مجالات الحياة اصبحت خاضعة لمنطق "السلعنة" بما فيها الصحة والتعليم والبحث العلمي ولم يقع استثناء الجامعة التونسية من هذا المنطق، وقال :"هذا فيه خطر كبير على المجتمع بصفة عامة" موضحا انه من المهم اعادة النظر في نمط التنمية بشكل عام لتجاوز جملة من الاشكاليات المطروحة.