انعقد بمدينة الحمامات يومي السبت والاحد الماضيين اجتماع مجلس الشورى لحركة النهضة بحضور قيادات الحركة يتقدمهم الشيخ راشد الغنوشي وذلك للتشاور في مبادرة حمادي الجبالي. وانقسمت الجلسات بين مجلس الشورى الموسع والمكتب التنفيذي وقد صرح علي العريض وزير الداخلية ل"الصباح الأسبوعي" اثر الجلسة المسائية ان حركة النهضة ترفض رفضا قطعيا مبادرة حكومة تكنوقراط التي اقترحها الجبالي وترى ان المرحلة القادمة تستوجب حكومة ائتلافية تضمّ اكبر عدد من الاحزاب. مضيفا ان الحركة مستعدة للتنازل عن بعض وزارات السيادة لانجاح مقترح الحكومة الائتلافية. وفي نفس السياق صرح رفيق عبد السلام وزير الخارجية ل"الصباح الأسبوعي" باقتراح حكومة سياسية على اعتبار ان المرحلة القادمة حساسة للغاية لان الاحزاب تلتقي على الافكار والبرامج وليست على الاشخاص. انسحاب الصحبي عتيق ويذكر ان الاجتماع المسائي شهد مغادرة الصحبي عتيق لقاعة الجلسة رافضا العودة رغم تدخل بعض زملائه بما في ذلك راشد الغنوشي. وحسب المعلومات التي استقيناها رغم نفيها من طرف نجيب الغربي لهذا المعطى ان سبب مغادرة عتيق للاجتماع يعود الى الخلاف حول المرشح لوزارة الداخلية. كمال الطرابلسي
فتحي العيادي مجلس الشورى للنهضة يتجه نحو خيار حكومة سياسية الحمامات (وات) قال رئيس مجلس الشورى لحركة النهضة فتحي العيادي ان مداولات المجلس اكدت خيار الحركة نحو حكومة سياسية وهو خيار اعتبره "واضحا ومبدئيا". واوضح في تصريح مساء أمس الاحد على هامش اجتماع مجلس شورى حزب حركة النهضة المنعقد بمدينة الحمامات منذ مساء السبت ان النقاشات صلب المجلس طالت كل المواضيع حيث تم التاكيد بالخصوص على ضرورة الا تنزلق البلاد نحو العنف مؤكدا في هذا السياق "حاجة تونس الى حكومة سياسية". واضاف انه لم يقع بعد الحسم في مسالة وزارات السيادة مذكّرا بحرص الحركة على "ايجاد ارضية مشتركة مع بقية الاحزاب التي كان ولايزال لعدد منها مشاورات مع النهضة" على حد تعبيره. ومن جهته اعتبر عضو مجلس الشورى لحركة النهضة احمد قعلول ان "اجتماع مجلس الشورى هو المرحلة النهائية والحاسمة في النقاش حول مبادرة رئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي بخصوص تشكيل حكومة تكنوقراط".
تصريح ورأي راشد الغنوشي إقصاء حركة النهضة يعرّض تونس للخطر التصريح صرحّ رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي خلال مسيرة المساندة لشرعية الحكومة التي نظمت أول أمس بالعاصمة أنّ "إقصاء حركة النهضة بالقوّة والحيلة عن الحكم لا يمثل مصلحة لتونس وإنما يعرّض تونس للخطر". الرأي حول هذا التصريح، يرى المحلل السياسي مصطفى التليلي أنّ هذا التصريح يعكس تقديرا غير مسؤول من قبل رئيس الحركة، قائلا: "إنّ مستقبل تونس ليس رهين طرف سياسي.. وإن كان الغنوشي يعتقد ذلك فعليه أن يدرك أنّ تصوره خاطئ". تصريح الغنوشي رأى فيه البعض مقايضة بين إبقاء حركة النهضة في الحكم مقابل أمن تونس، وهو ما أكده المحلل السياسي قائلا: "أكد الغنوشي مرة أخرى أنّ الهاجس الرسمي لحركة النهضة هو الحكم والمحافظة على موقعها". كما اعتبر التليلي أنّ هذا الخطاب يعكس مواصلة حركة النهضة في لعب "دور الضحية" مشيرا إلى تمعشها من هذا الدور قبل انتخابات 23 أكتوبر. وأشار في هذا الصدد إلى الجملة الشهيرة التي صرح بها الغنوشي قبل الانتخابات عندما قال: "حذار سيقع تزوير الانتخابات"، في حين أن التزوير لم يقع والنهضة فازت". تكريس للانشقاق وأكد المحلل السياسي أنّ خطاب الغنوشي لا يراعي وضع البلاد ولا يشجّع على الوحدة الوطنية ويكرّس انشقاقات في صفوف المواطنين والأحزاب، قائلا: "الغنوشي يريد أن يبلغ أنّ كل من يختلف مع رئيس الحركة هو متآمر على النهضة". وفي الكلمة التي ألقاها، قال الغنوشي: "إذا خرج الإنسان عن مؤسسات الحركة سيجد نفسه في فراغ مهما كان حجمه"، وذكر التليلي أنّ الغنوشي أراد من خلال كلمته توجيه رسالة إلى رئيس الحكومة وأمين عام حركة النهضة حمادي الجبالي. خولة السليتي