تشهد جزيرة جربة منذ أكثر من أسبوعين عودة تراكم وتكدّس الفضلات المنزليّة في كلّ شوارع جربة ومدينة حومة السّوق خاصّة. وقد نشرت بلديّة حومة السوق بلاغا أكدت فيه أنّ النيابة الخصوصيّة لحومة السوق عاجزة عن ايجاد الحلّ المناسب وذلك لعدم توفّر مكان لمعالجة النفايات وغياب مصبّ مراقب ونتيجة لذلك التجأت النيابة الخصوصيّة لمصبّات عشوائيّة كحلّ اضطراري لرفع الفضلات أمام احتجاجات المواطنين والخوف من تدهور الحالة الصحيّة والبيئيّة للجزيرة كما صرّح به سامي بن طاهر رئيس النيابة الخصوصيّة بحومة السّوق في العديد من الاجتماعات البلديّة. فؤاد القشعي مكلّف بالاعلام البلدي بحومة السوق قال "أحمّل مسؤوليّة تدهور الوضع البيئي في جربة الى وزارة البيئة والوكالة الوطنيّة للتصرّف في النفايات". وأضاف أن الحلّ الوقتي الذّي استخدم في الأزمة الأولى بعد اغلاق مصبّ قلاّلة والمتمثّل في مصبّات عشوائيّة لم تعد ممكنة أوّلا لرفض النيابة الخصّوصيّة لهذه المصبّات التّي لم تعد تحتمل الكميّة الحاليّة الموجودة وخاصّة لما تمثّله من خطورة على البيئة و المحيط على خصوصيات جزيرة جربة وثانيا لرفض المواطنين مواصلة العمل بهذه المصبّات العشوائيّة. حملات تحسيّسيّة وتوعويّة من جهة ثانية قال مدير النّظافة والمحيط ببلديّة حومة السوق جربة المنجي بن عبد الله أنّه في اطار الحملات التوعويّة و التحسيسيّة التّي تقوم بها البلديّة انتظم مؤخرا ملتقى مع بعض أصحاب النّزل بجربة للتشاور والحديث في موضوع التصرّف في فضلات النّزل خاصّة وأنّ قطاع النّزل يحتلّ المرتبة الأولى من حيث كميّة الفضلات سنويّا ب20769 طناّ من جملة 46 ألف طنا لكامل جزيرة جربة يليها استهلاك المواطنين ب14000طنّا ثمّ قطاع المطاعم ب 9000 طنّا سنويّا. و أضاف أنّ هذا الملتقى التوعوي والذي خصّص لأصحاب النّزل كمرحلة أولى نظرا لارتفاع كميّة فضلات النّزل بجربة وأهميّة تعاونهم واستجابتهم لفرز الفضلات كهيكل منظّم الهدف منه هو تقديم نظرة مستقبليّة لكيفيّة التصرّف في فضلات النّزل والمنزليّة. وبيّن منجي بن عبد الله مدير النّظافة ببلديّة حومة السّوق أنّ دراسة المشروع الرائد والأوّل في كامل تراب الجمهوريّة والمتمثّل في تثمين الفواضل المنزليّة باعادة رسكلتها واستعمالها أوشكت على النهاية في انتظار اقتناع واستجابة المتساكنين لانطلاق أشغال البناء على ألا يشكّل أيّة خطورة لا من ناحية الروائح ولا من حيث البيئة والمحيط بل سيوفّر العديد من مواطن الشّغل لفائدة المنطقة كالطرقات والتنوير العمومي حسب قوله. وقفة احتجاجية وقد نفّذ مجموعة من المجتمع المدني بجربة حومة السّوق مؤخرا وقفة احتجاجية كانت أبرز شعاراتها "جربة المضيافة محتاجة لوقفة ولبرشة نظافة" و"جاري تحميل... كوليرا.." و"المجتمع المدني يدعم النيابات الخصوصيّة في مشروع التصرّف في النفايات" احتجاجا لتخاذل السّلط الجهويّة والمركزيّة في التعامل مع وضعيّة النفايات في جربة وتساءلوا حول أسباب رفض السلطات الجهويّة ردم الفضلات في المصبّ الجهوي في مدنين مصبّ بوحامد حسب تعبيرهم. وأعرب ناصر بوعبيد رئيس جمعيّة صيانة جزيرة جربة أنّ هذه الوقفة ليست للمطالبة بالتشغيل ولا أيّة مطالب أخرى وانّما هي تعبير شرعي لكلّ متساكني جزيرة جربة في حقّها في العيش الكريم من خلال محيط نظيف وهواء نقي. وأضاف بوعبيد أنّ على السلطات الجهويّة ايلاء الاهتمام الى مشكل النفايات بجربة والعمل على الحدّ من تفاقمه والتعامل معه بمأخذ الجدّ والاّ فسنرى في الأيّام القليلة القادمة كارثة صحيّة وبيئيّة في جربة.