قلالة - جربة آجيم - خاص بالصّباح: بمناسبة الاحتفال بيوم اللباس الوطني والصناعات التقليدية أكرم كما هو معلوم الرئيس زين العابدين بن علي صباح أمس حرفيا في صناعة الفخار بمنطقة قلالة بجربة السيد سليمان بن دعلي بتسليمه جائزة رئيس الجمهورية للنهوض بالصناعات التقليدية والفنية لسنة 2007. وسليمان بن دعلي هو من مواليد 23 جوان 1938 بمنطقة قلالة من معتمدية جربة آجيم ويعتبر أنموذجا للقدرة البشرية على الابداع والتحدي فبالرغم من حرمانه من نعمة البصر وما تمثله بالنسبة للانسان مثل حب الحياة حافزا ماديا ومعنويا بالنسبة لهذا الحرفي فوجد في صناعة الفخار ملاذه لتحقيق وجوده والتعبير عن كيانه البشري. وكما أشرنا سابقا فإن عم سليمان بن دعلي ورغم أنه فقد بصره منذ أكثر من 30 سنة كان حريصا على مواصلة العطاء والعمل ليؤكد للجميع بأن الكفيف إنما هو كفيف البصيرة وليس البصر.. وعندما تشاهد هذا الحرفي - الذي له من الأبناء 5 - يتناول كتلة من الطين التي يحضرها بنفسه رفقة أحد مساعديه ويشرع في التلاعب بها بين أصابعه بالتوازي مع حركة ساقيه على الدولاب ليشكل احدى أجمل وأروع الاجسام الفخارية ما يفسر العلاقة التي تربط هذا الحرفي بصناعة الفخار خلال فترة زمنية تفوق 50 سنة وجعلت بضاعته يقبل عليها تجار منطقة قلالة التي تعتبر كأبرز الاقطاب التونسية في صناعة الفخار التي تعود تسميتها أساسا «قلالة» الى اختصاص حرفيي المنطقة بصناعة «القلة» أو «القلال» التي يقع استعمالها في مجالات متعددة منها حفظ المؤونة (السوائل) وحفظ الماء إضافة في مجال الصيد البحري، صيد القرنيط (القارور). على صعيد اخر نشير أن منطقة قلالة تميزت أيضا بانجاز أكبر قلة في العالم وتم تسجيلها في كتاب الأرقام القياسية «غينيس» حيث بلغ ورزنها 4 أطنان وارتفاعها 6,08 أمتار. وفي حديث خاطف وعبر الهاتف تحدث هذا الحرفي ل«الصباح» مشيرا أنه «في قمة السعادة بعد الشرف الذي ناله بمقابلة رئيس الدولة وتسلمه جائزة سيادته للنهوض بالصناعات التقليدية والفنية متوجها بالشكر الجزيل للرئيس زين العابدين بن علي على هذه الجائزة التي جاءت بعد مسيرة طويلة في مجال صناعة الفخار التي تواصلت ما يفوق 50 سنة مؤكدا أن هذا التكريم الرئاسي السامي سيكون له خير حافز لمواصلة العطاء والعمل لمواصلة المشوار مع حرفته التي تعلق بها وأحبها حتى النخاع..»