الحرفي سليمان بن دعلى الذى فاز قبل أيام بجائزة رئيس الجمهورية للنهوض بالصناعات التقليدية والفنية لسنة 2007 مبدع تحدى الفقروالخصاصة وإعاقة البصر.. كان عم سليمان على غرار جيل كامل من زملائه يتعب ليلا نهارا بين مخازن الطين ومحلات صنع الخزف التلقيدي.. ولم يفكر يوما أن تزوره كاميرا التلفزة.. وتبث صوره على الشاشة الصغيرة بين أكداس الطين.. يعجنه برجليه بالماء على الطريقة التقليدية.. قبل أن يصبح مادة أولية صالحة لصنع أواني فخار جميلة وصحية.. بعضها للشرب والاكل والخزن الصحي.. هذا الحرفى "البصير" أتقن الصنعة بخياله وحسه الذوقي.. ووجد في مهنته ملاذا للتعبير عما يختلجه من مشاعر.. وتفاعل خياله مع الطين فحوله إلى قطع فنية رائعة.. مكرسا التناسق بين الايدي والأرجل رغم حرمانه من نعمة البصر. هذا التكريم الرئاسي لم يشمل فقط "عم سليمان" بل كل الحرفيين في منطقة "قلالة" وزملائهم في قطاع الخزف في جربة والمكنين ونابل.. بل الحرفيين والعاملين في قطاع الصناعات التقليدية في كامل البلاد.. وفي هذا الزمن الذي تزايد فيه "زحف" منتوجات الخزف المستوردة من اسيا.. وأواني البلاستيك التي تباع في الاسواق الشعبية باسعارمنافسة لمنتوجات الفخار التونسي.. فان تكريم ملايين التونسيين والتونسيات لعم سليمان وآلاف من زملائه الحرفيين وتجار الصناعات التقليدية يبدأ بالاقبال على البضاعة التونسية.. والخزف المحلي.. مهما كانت اغراءات البضاعة "الصينية" والآسيوية والاواني البلاستيكية.. حتى لا يفقد بقية الحرفيين بصرهم وبصيرتهم.. مع موت مهنتهم.. لأن تكريم عم سليمان ورفاقه في قرية قلالة السياحية الجميلة لا يكون فقط عبرترديد أغنية "في قلالة.. شفت زوز بنات"..