قال راشد الغنوشي في كلمة ألقاها صباح أمس بمناسبة افتتاح أشغال المؤتمر الدولي السنوي الثاني لمركز دراسة الاسلام والديمقراطية إنّ حزبه اختار الصراع السياسي وليس الايديولوجي. وبيّن الغنوشي أنّ النهضة وحلفاءها لم يستولوا على السلطة كما تروج لذلك بعض الاطراف و«إنّما هي محاولة لبناء نموذج للحكم يقطع مع الاستبداد ويضمن وحدة المجتمع». وأضاف في افتتاح مؤتمر ينعقد تشارك فيه حوالي 400 شخصية سياسية وأكاديمية من 25 دولة مثل تركيا وبريطانيا وقطر والولايات المتحدةالامريكية واندونيسيا وايطاليا والمغرب وغيرها من الدول أنه «لا يوجد تعارض بين الاسلام والديمقراطية وأنّ النهضة لم تدخل معترك السياسة بالشريعة في الدستور».
ولفت الى أنّ الصراع بين العلمانيين والاسلاميين ساعد سابقا الانظمة الديكتاتوريّة على التركّز من خلال تأجيج الصراع بين الجانبين وهو ما جعل حزبه على حد قوله يتجنّب الصراع الايديولوجي حين اصبح حزبا حاكما باعتبار الامر يمثّل عائقا أمام الانتقال الديمقراطي.
قال أيضا إنّ الصراع السياسي يختلف في معادلته عن الصراع الايديولوجي باعتبار ان السياسة يمكن ان تخضع لمنطق الوفاق والتنازلات. وأكّد زعيم أكبر الاحزاب الاسلاميّة في تونس ان حزبه راض عن تجربة البلاد بعد أكثر من سنة من تركيز تحالف اسلامي علماني وهي تجربة وصفها بالفريدة والتي لا تخلو ايضا من الاخطاء. وأضاف الغنوشي ان حركته رفضت التحالف مع تيار العريضة الشعبية لانها قريبة اليها من الناحية الأيديولوجية وقبلت التحالف مع العلمانيين الذي مكن من اجراء مفاوضات فيها التنازلات وتقريب وجهات النظر في حين ان التلاقي الأيديولوجي يرفض تلك التنازلات ويكرس للجمود.
كما أكّد الغنوشي أنّ الربيع العربي لن يتحول الى شتاء أصولي سواء ان كان علمانيا أو اسلاميا مبرزا أنّ «تونس في ظلّ حكومتي الترويكا الاولى والثانية كانت وستبقى دولة تحمي القانون وتحافظ على الحريات».
والى جانب راشد الغنوشي تحدّث في افتتاح المؤتمر الذي تجري اشغاله تحت شعار «الانتقالات الديمقراطيّة في دول الربيع العربي : التجربة التونسية نموذج» رئيس الحكومة علي العريّض.
العريض قال إنّ أنظار العالم تتابع بلادنا نجاح ثورتها سيعزز الثقة في قدرة الشعوب العربية على تحقيق الديمقراطية. وذكر رئيس الحكومة المؤقتة أن «الثورة ساهمت في إعادة التوازن في علاقة الدولة بالمجتمع وفي اتساع منسوب الحرية والعمل تحت مجهر الضمير الجماعي وتكريس مبدأ التداول على المواقع وعلوية القانون». من جهته أبرز أمين عام حزب حركة نداء تونس الطيب البكوش أنّ الاختلاف في العديد من المفاهيم هو السبب الرئيسي في التشنّج وسوء الفهم داخل الساحة السياسية على غرار مفاهيم العدالة الانتقالية والاسلام السياسي والتطرف والاعتدال والمقابلة بين العلمانيين والاسلاميين.