عقد أمس مؤسس حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي اجتماعا شعبيا بقفصة حضرته أعداد غفيرة من الموالين للحزب وأبرز إطاراته وذلك وسط تعزيزات أمنية مكثفة ولا سيما في ظل ردود الأفعال المتناقضة التي سبقت زيارة قائد السبسي لمدينة قفصة والتي تراوحت بين الرفض والترحيب وهو ما ترجمته وتيرة الأحداث قبيل الاجتماع وبعده حيث نظم عدد من الأنصار الموالين لحزب حركة النهضة مسيرة للاحتجاج على قدوم قائد السبسي للجهة. هذه المسيرة تصدت لها قوات الأمن الوطني باستعمال الغاز المسيل للدموع وهو نفس السيناريو الذي رافق خروج مؤسس نداء تونس لمسرح الاجتماع حيث غادر «البرج الأثري» وسط حماية أمنية مكثفة واحتقان في صفوف المواطنين المحتجين خارج مكان الاجتماع أين تعالت الأصوات المنادية «ديغاج».. هذا وقد استغرقت كلمة قائد السبسي زهاء 10 دقائق استهلها بالترحم على شهداء الحوض المنجمي وجرحى الثورة كما نوه بمناقب المناضل الوطني أحمد التليلي. البطالة.. وورقة العروشية وفي معرض حديثه عن الأوضاع الراهنة التي تعيشها البلاد عرّج على ظاهرة البطالة التي قال إنها «خانقة وليست حكرا على جهة قفصة بل متفشية في تونس عامة» حيث تبلغ نسبة البطالة بعموم البلاد 18 بالمائة في حين أنها بولاية قفصة في حدود 28 بالمائة وهو ما يتطلب دراسة معمقة للخروج من هذا الوضع الذي قال بأنه «لا يشرف تونس الثورة» معلنا في هذا الصدد أنّ حزبه مقدم على تنفيذ مشاريع متنوعة يجري إعدادها من طرف عديد الخبراء وذلك في جل القطاعات. أما على الصعيد الجهوي فقد أفاد بأنّه «سيتم إشراك أهالي الجهة في إعداد ودراسة بعض المشاريع التنموية وذلك في سبيل إخراج المنطقة من العزلة التي لا تزال تعاني منها» معرجا في الأثناء على وضعية شركة فسفاط قفصة حيث أكد على ضرورة تفعيل دورها في تحريك عجلة النمو بالجهة والمساهمة في الدورة الاقتصادية للبلاد. وبخصوص البرامج المستقبلية ل»نداء تونس» فقد أعرب الباجي قائد السبسي على ضرورة مساهمته في تحقيق الوحدة الوطنية قائلا في هذا الصدد «نداء تونس نريده لكل التونسيين ونريده أن يجمع النقابيين والدستوريين وجميع القوى الحية بالبلاد.. لا نقصي أحدا».. هذا وقد ذكّر مؤسس نداء تونس والي قفصة بضرورة الإدراك بكونه «والي الدولة وليس والي النهضة» قبل أن يصف لقاءه هذا بأنصاره ب»اجتماع التحدّي» وذلك في إشارة مفترضة لبعض الملابسات التي حفت بزيارته إلى ولاية قفصة.. إثر هذا اللقاء أشرف عضوا الحزب رضا بالحاج ولزهر العكرمي ندوة صحفية لتسليط الأضواء على الاجتماع الشعبي ل»نداء تونس» حيث أكدا على نجاحه مستدلين بالحضور الكبير لأنصار الحركة رغم بعض «المحاولات» التي قامت بها جهات منسوبة لحركة حزب النهضة والموالين لها بهدف إفشال اللقاء الشعبي وحول سؤال عما وصف بلعب ورقة العروشية في سبيل إقامة هذا الاجتماع نفى عضو المكتب التنفيذي لحزب «نداء تونس» أية نية من حركته في استمالة «العروش» من أجل تنفيذ أهدافها ملخصا الأمر في التحام الجماهير التلقائي وانسجامهم مع برامج «نداء تونس». ◗ رؤوف العياري
هوامش نحن «التجمع».. وابل من الحجارة.. «العروش» لم تمرّ كلمة الباجي قائد السبسي في الخفاء دون أن يسجل فيها مؤسس الحزب بعض «الأهداف» على حساب بعض خصومه السياسيين حيث علق على زيارة وزير الشؤون الاجتماعية السابق إلى ولاية قفصة ليلة اللقاء الشعبي بأنصاره قائلا «لو اهتممت بشؤون الوزارة حين كنت على رأسها لكان أفضل لك من زيارة قفصة». قال قائد السبسي في سياق حديثه عن علاقة نداء تونس ببقية مكونات الأحزاب الوطنية «نحن التجمع..» قبل أن يستدرك ويقول «حزبنا تتجمع فيه كل القوى..» البعض تساءل هل هي زلة لسان أم..؟ لم يأبه رئيس نداء تونس بوابل الحجارة التي تناهت مسامعها إلى الحاضرين والتي انهالت على الجدار الخلفي للبرج الأثري حيث علق على ذلك بالقول «هم يقذفوننا بالحجارة ونحن نقذفهم بالورود..». شدد الباجي قائد السبسي على دور العروش في التئام هذا الاجتماع ذاكرا بعضها على غرار «أولاد سلامة» و»أولاد عبيد» والعكارمة حيث قال إنّه في ضيافتهم..